أعلنت الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، عن إعادة افتتاح مطاري أربيل والسليمانية، أمام الرحلات الدولية المتجهة إلى إقليم كردستان، وذلك بعد نحو خمسة أشهر من فرضها حظراً للطيران، ضمن حزمة عقوبات اتخذتها، رداً على تنفيذ حكومة أربيل استفتاء للانفصال عن العراق.
وجاء في بيان للحكومة العراقية، "أعلن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي، وبموجب صلاحياته الدستورية، إعادة افتتاح مطاري أربيل والسليمانية للرحلات الدولية، بعد استجابة السلطات المحلية في إقليم كردستان، لإعادة السلطة الاتحادية إلى المطارين المذكورين حسب الدستور".
وأوضح البيان الذي صدر عقب لقاء العبادي مع ضباط وزارة الداخلية العاملين في مطارات إقليم كردستان العراق، أنّه "تم توقيع الأمر الديواني الخاص بفتح المطارات، حرصاً على تسهيل سفر المواطنين من خلال مطاري أربيل والسليمانية الدوليين، واستحداث مديرية للحماية الخاصة على مطارات إقليم كردستان، تكون القيادة والسيطرة فيها لوزارة الداخلية الاتحادية".
كما أشار إلى أنّ "العبادي أوضح أنّه سيتم ربط منظومة التحقق (البايسز) الخاصة بمطارات الإقليم، ومنافذه الحدودية بالمنظومة الرئيسية في بغداد، على غرار ما هو معمول به في المنافذ العراقية الأخرى، وربط دوائر الجوازات والجنسية ومنتسبيها في مطاري أربيل والسليمانية بوزارة الداخلية الاتحادية بحسب القانون".
وقال رئيس الوزراء العراقي، وفق البيان، إنّ "هناك العديد من الفقرات في الأمر الديواني التي وضعناها حرصاً منا على حقوق ومصالح المواطنين في إقليم كردستان، والعراقيين جميعاً".
وبيّن أنّه "سيتم كذلك تشكيل لجنة عليا للإشراف على إدارة مطارات الإقليم ومنافذه، والتأكد من الالتزام بالمعايير الاتحادية، تضم ممثلين عن جميع السلطات المعنية في المركز والإقليم، وترفع تقاريرها إلى القائد العام للقوات المسلحة أو من يخوّله".
بدوره، قال وزير عراقي في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن 280 ضابطا من وزارة الداخلية العراقية ببغداد وموظفين من مجلس الوزراء والدوائر ذات العلاقة، سيصلون إلى مطارات أربيل والسليمانية في العاشرة من مساء اليوم، لبدء عملهم وتسلم ملف الإشراف على الدخول والخروج، بعد اعتماد نظام بغداد الاتحادي في تلك المطارات، بما فيها توحيد قوائم المطلوبين للقضاء بتهم جنائية أو إرهابية.
ولفت إلى أن المطارات ستدار من قبل بغداد، أما فيما يتعلق بالجانب السيادي والخدمي سيبقى من صلاحية الإقليم فقط.
كما أوضح أنه "تم الاتفاق على تشكيل إدارة عليا للإشراف على مطارات الإقليم ومنافذه الحدودية للتأكد من أن الإقليم نفذ كل الشروط، كما سيتم ربط النظام الإلكتروني في مطارات الإقليم مع بغداد، وإلغاء استقلاله وكذلك دائرة الجوازات وإقامة الأجانب".
بدوره، قال القيادي بالتحالف الوطني الكردستاني حمة أمين لـ"العربي الجديد"، إن "الاتفاق يمكن اعتباره بمثابة تفكيك ثلث الأزمة الحالية بين بغداد وأربيل".
واعتبر أن "أربيل أوفت بالتزاماتها وتم فتح المطارات ورفع الحظر الجوي عن الإقليم، ويتبقى على بغداد أن تعمل على صرف مرتبات الموظفين، وتسهيل أموره الاقتصادية خاصة في ما يتعلق بالبنك المركزي لطي هذه الصفحة، التي تسببت بأذية سكان كردستان قبل غيرهم"، لافتاً إلى أن الاستفتاء صار من الماضي الآن.
وفي السياق، قال مصدر في هيئة الطيران المدني بإقليم كردستان العراق لـ"العربي الجديد"، إن "إدارة الخدمات في مطاري أربيل والسليمانية باشرت عمليات التحضير لاستقبال الرحلات الجوية، وسيكون ذلك متاحا خلال الساعات المقبلة، خاصة للخطوط الجوية التي كانت عاملة في الإقليم مثل التركية والقطرية والإيرانية واللبنانية والإماراتية والأردنية، والتي ما زالت تمتلك برنامجَ وإذنَ عمل في العراق من الحكومة العراقية".
وأضاف أنه قد نشهد يوم غد أولى الرحلات الجوية الدولية، تهبط في مطاري الإقليم الدوليين بأربيل والسليمانية.