مركز أبحاث إسرائيلي: فوائد بالجملة من تعيين بولتون

28 مارس 2018
مواقف بولتون تتماثل مع محكومة اليمين الإسرائيلي(ستافين شافير/Getty)
+ الخط -
توقع مركز أبحاث إسرائيلي أنّ يسهم تعيين جون بولتون، مستشاراً جديداً للأمن القومي في الولايات المتحدة الأميركية في تحسين قدرة إسرائيل على تحقيق خارطة مصالحها الاستراتيجية والإقليمية، في ما يمثل تواصلاً للخط الذي عكفت عليه المستويات السياسية ووسائل الإعلام ومراكز التفكير المرتبطة باليمين الإسرائيلي.

واحتفى "مركز يروشليم لدراسة المجتمع والدولة" بتعيين بولتون، لافتاً إلى أنّ المواقف التي أعلن عنها الأخير تتماثل مع مواقف حكومة اليمين في تل أبيب في كل ما يتعلق بالموقف من إيران و"حزب الله" والصراع مع الفلسطينيين والعلاقة مع العالم العربي.

وأشار تقرير صدر عن المركز، ونشره على موقعه، مساء أمس الثلاثاء، إلى أن بولتون يرى في إيران التحدي الرئيسي الذي يواجه الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مبيناً أنّ المستشار الجديد سيعمل على إلزام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالشعار الذي أقنع به إدارة جورج بوش الابن، والقائل: "في حال لم تقف معنا فأنت بالضرورة ضدنا"، وهو الشعار الذي تحول إلى مبدأ استندت إليه السياسة الخارجية للولايات المتحدة في المنطقة في ذلك الوقت.

وأوضح المركز، الذي يرأس مجلس إدارته دوري غولد، وكيل الخارجية الإسرائيلي السابق، أنّ تبني إدارة ترامب لهذا الشعار يعني أن جميع القوى الإقليمية في المنطقة ستكون مطالبة بالانخراط تحت قيادة الولايات المتحدة في مواجهة إيران وحلفائها.


وعلى الرغم من أن عنبري يرى أن تبني إدارة ترامب مواقف بولتون لا يعني بالضرورة أن الولايات المتحدة ستشن فوراً حرباً على إيران، إلا أنه يرى في المقابل أن عدم تردد الولايات المتحدة في "إبراز عضلاتها واستعراضها للقوة" سيفضي إلى ردع إيران، إذ ينطلق من افتراض مفاده أن الإيرانيين غير معنيين بالانجرار لمواجهة مع واشنطن.

وتوقع عنبري أن تفضي السياسات التي سيدفع بولتون ترامب لتبنيها إلى المس بمكانة "حزب الله" في لبنان من خلال توفير بيئة تسمح بتفكيك بعض تحالفاته، لا سيما مع بعض القوى الفلسطينية داخل مخيمات اللاجئين في لبنان، لافتاً إلى أن الحزب يوظف هذه القوى في مواجهة قوى الجهادية السلفية.

وبحسب عنبري، فإنه سبق للسعودية أن ضغطت على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، لكي يوعز لممثلي القوى الفلسطينية التي تتبع منظمة التحرير بقطع علاقتها بـ"حزب الله" والارتباط مع القوى اللبنانية التي تنافسه، مدعياً أن عباس لم يقدم على أية خطوة في هذا الاتجاه حتى الآن.

ووفقاً لعنبري، فإنّ تعيين بولتون سيعزز من قدرة إسرائيل على فرض مواقفها بشأن نمط حل الصراع مع الفلسطينيين، متوقعاً أنّ تفضي التصورات التي يتبناها بولتون بشأن حل الصراع إلى إحداث مزيد من التدهور على العلاقة إدارة ترامب والسلطة الفلسطينية.

وحسب التقدير، فإن بولتون يتفق مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في تبني صيغة "الحل الإقليمي" كوصفة لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "لأنه لا يثق بمنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية".

واعتبر أنّ المظاهر التي تمهد لتكريس "الحل الإقليمي" تمثلت في جلسة "العصف الذهني" التي نظمها البيت الأبيض قبل أسبوعين، والتي شارك فيها ممثلون عن الدول العربية، في حين غاب عنها ممثلو السلطة الفلسطينية.

واعتبر أن هذا التطور يعد "سابقة" في التعاطي مع القضية الفلسطينية، متوقعاً أن تواصل الإدارة هذا النهج في تعاطيها مع القضية الفلسطينية.

وأوضح عنبري أن بولتون ينطلق في دعمه لإسرائيل من أرضية أيديولوجية راسخة، مشيراً إلى أن الكونغرس دعاه ودوري غولد (مدير المركز) في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي للإدلاء بإفادة حول الانعكاسات الإيجابية لقرار ترامب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس.

وأعاد للأذهان أن بولتون دحض حجج الذين اعترضوا على قرار ترامب، حيث شدد على أن مثل هذه الخطوة لن تفضي إلى المس سلباً بعلاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية.

وأوضح بولتون في إفادته أن نقل السفارة يمثل تطبيعاً لمكانة القدس كعاصمة طبيعية لدولة إسرائيل، نسفاً لما جاء في قرار التقسيم (181)، الذي نص على تدويل القدس.

واقتبس عنبري عن بولتون قوله خلال الإفادة إن نقل السفارة "سينعكس إيجاباً على فرص حل الصراع". وحسب المركز، فقد استند بولتون للمسوغات الأمنية أيضاً لتبرير نقل السفارة، مدعياً أن تواجد السفارة الأميركية في تل أبيب بجوار البحر يمثل تحدياً أمنياً، في حين أنه بالإمكان العثور على مكان "أكثر أمناً" داخل القدس.

ويتفق ما جاء في تقدير "المركز" مع ما كتبه أبراهام بن تسفي، أهم المختصين في مجال العلاقات الأميركية الإسرائيلية، الذي قال إنّه لا يمكن لإسرائيل أن تتوقع تعييناً أفضل من تسمية بولتون مستشاراً للأمن القومي الأميركي.


وفي مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، أخيراً، أعاد بن تسفي للأذهان حقيقة أن أهم ميزة يتسم به بولتون تتمثل في حماسته لشن الحروب وعدم تردده في الدفع نحو استخدام الوسائل العسكرية لإحباط توجه إيران في الحصول على السلاح النووي.

أوضح الباحث الإسرائيلي أن بولتون يتبنى موقفاً بالغ التشدد من خطر "الإسلام المتطرف"، مشدداً على أنه "متحمس لاستهداف القوى التي ترفع راية هذا الإسلام".