"واشنطن بوست": ترامب يغطي بن سلمان وينتظر تحقيقاً سعودياً لن يبصر النور

12 نوفمبر 2018
ترامب يحمي محمد بن سلمان (Getty)
+ الخط -

استعادت صحيفة "واشنطن بوست" زخمها بشأن جريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بعد مرور عاصفة الانتخابات النصفية للكونغرس الأميركي. وفي انتقاد لاذع لإدارة دونالد ترامب، اعتبرت الصحيفة، التي عمل خاشقجي لديها، أن هذه الإدارة لم تفعل شيئاً حتى الآن، سوى محاولة تقليص الأضرار التي قد تصيب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، "صاحب الأمر في عملية القتل"، بحسب تعبير الصحيفة، وأن إدارة ترامب تماطل في الموضوع، بالحديث عن "تحقيق سعودي لن يبصر النور أبداً".

وكتبت الصحيفة، في افتتاحيتها اليوم، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لمح يوم الأربعاء الماضي إلى أنه يقترب من الخروج باستنتاجات حول قضية خاشقجي، وأنه سيكون له رأي قوي خلال الأسبوع الحالي، معربة عن أملها في "أن يكون هذا الكلام صحيحاً"، لأن رد فعل الإدارة الأميركية اقتصر على محاولة السيطرة على الأضرار لمصلحة بن سلمان.

وأضافت الصحيفة أن مديرة وكالة الـ"سي أي إيه" جينا هاسبل أبلغت ترامب بفحوى لقاءاتها في أنقرة حول مقتل خاشقجي منذ أسبوعين، كما أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أمس الأول أنه أطلع وسلم الأميركيين تسجيلات تمتلكها سلطات بلاده، وتوثق الجريمة، ولكن "رغم ذلك، لم يعلن ترامب، ولا أي مسؤول في إدارته، استنتاجاتهم حول كيفية مقتل خاشقجي، أو حول من يتحمل المسؤولية بشأن إصدار الأمر لتنفيذ الجريمة".

ورأت "واشنطن بوست" أنه عوضاً عن ذلك "يدعي المسؤولون في إدارة ترامب أنهم ينتظرون نتائج تحقيق تجريه السعودية. وفي هذا الصدد، اعتبرت الصحيفة الأميركية أن المشكلة الواضحة في هذا الموقف هي أنه "يفترض أن محمد بن سلمان ليس المسؤول عن مخطط تصفية خاشقجي، رغم أن أدلة وافرة تشير إليه".

وأضافت الصحيفة أنه "في الحقيقة، وكما تعلم الإدارة الأميركية حتماً، لا يوجد أي تحقيق سعودي. هناك فقط عملية تغطية على الجريمة، حاولت بطريقة خرقاء أن تلبس لباس التحقيق". وقد كشف الأتراك الأسبوع الماضي، أدلة إضافية حول الجريمة، إذ قال مسؤولون بأنقرة أن عنصرين من الوفد السعودي الذي أرسل إلى إسطنبول بعد 10 أيام من مقتل خاشقجي كجزء من "فريق تحقيق"، أمضى وقته في الحقيقة في العمل على محو الأدلة التي تؤكد عملية القتل.

واعتبرت الصحيفة أن الحفاظ على العلاقات القوية مع السعودية، كما يقول ترامب، يجب ألا "تعتمد على أمير عمره 33 عاماً، خاصة إذا تأكد أنه راكم سلسلة تصرفات عبرت عن تهوره، متوجاً إياها بإشرافه على عملية قتل همجية لصحافي بارز".

وفي مقال آخر في الصحيفة ذاتها، رأى محرر الشؤون الخارجية جاكسون ديل أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعد صمت تل أبيب حول الجريمة واضحة التفاصيل، "يسير في رهان خاطئ على محمد بن سلمان، الذي سيكون ضعيفاً وحذراً حتى لو بقي في السلطة، ولن يستطيع خدمة ترامب في ما يقال إنها خطته حول السلام".

 

 

المساهمون