أبدت وسائل الإعلام الإسرائيلية اهتماماً بالغاً بما كشفته، اليوم الخميس، المجلة الأمنية الفرنسية المتخصصة في شؤون الأمن "إنتجلنس أونلاين" من أن "قمة استخبارية" عقدت في العقبة الأردنية وجمعت رؤساء أجهزة الاستخبارات في كل من: إسرائيل، السعودية، مصر، الأردن، والسلطة الفلسطينية.
ونقل موقع صحيفة "معاريف" الإسرائيلي، صباح اليوم الخميس، عن المجلة الفرنسية قولها إن "الاجتماع الذي عقد قبل يوم من اللقاء المفاجئ الذي جمع، أخيراً، كلاً من ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حضره كل من: رئيس جهاز الموساد، يوسي كوهين، ورئيس الاستخبارات السعودية، خالد بن علي الحميدان، ومدير المخابرات العامة المصرية، عباس كامل، ورئيس المخابرات الأردنية، عدنان عصام الجندي، ومدير المخابرات العامة في السلطة الفلسطينية، ماجد فرج".
وبينت المجلة أن كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، جاريد كوشنير، ومبعوثه إلى المنطقة جيسون غرينبلات هما اللذان بادرا إلى تنظيم هذا اللقاء.
وعلى الرغم من أن المجلة الفرنسية لم تشر بوضوح إلى الهدف من اللقاء، إلا أنها لمّحت إلى أن اللقاء يمثل محاولة للتأثير على موقف السلطة الفلسطينية من الخطة الأميركية للتسوية، المعروفة بـ"صفقة القرن" إلى جانب بحث ترتيب مسألة خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مشيرة إلى أن ماجد فرج يحظى بقبول كبير لدى الإدارة الأميركية.
وأشارت إلى أن فرج عقد لقاءات مع وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو عندما كان مديراً لوكالة الاستخبارات الأميركية المركزية "السي آي إيه".
ولفتت المجلة أيضاً إلى أن قادة الاستخبارات فوجئوا بحرص فرج على عدم المشاركة في النقاش الذي جرى، باستثناء إدلائه ببعض الملاحظات العامة.
وأضافت أنه في اليوم التالي للقاء عقد نتنياهو اجتماعاً مع ملك الأردن، في 18 يونيو/حزيران الجاري، حيث بحثا الخطة الأميركية للتسوية إلى جانب الأوضاع في سورية.
وكانت مصادر دبلوماسية مصرية وغربية في القاهرة، قد كشفت لـ "العربي الجديد"، عن هذا الاجتماع خلال جولة كوشنر وغرينبلات إلى المنطقة.
وتحدثت المصادر عن وجود محاولات حثيثة لكسر الرفض الفلسطيني لتلك التحركات التي يقوم بها كوشنر، وإقناع رئيس السلطة الفلسطينية بمشاركة رئيس الاستخبارات الفلسطيني ماجد فرج في الاجتماع.
بدوره، اعتبر يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية في "معاريف"، أن اللقاءات بين قادة الموساد وقادة الاستخبارات السعودية لم تعد مفاجئة، مشيراً إلى أن رئيس الموساد الأسبق مني ردغان سبق أن التقى نظيره السعودي بندر بن سلطان، علاوة على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت التقى عام 2006 ببندر في عمان، مبيناً أن اللقاء عقد في حينه برعاية الديوان الملكي الأردني.
وأعاد ميلمان للأذهان حقيقة أن نتنياهو يعكف على التباهي، أخيراً، بالتطور الكبير الذي طرأ على مستوى العلاقات السرية بين إسرائيل و "الدول السنية"، وتأكيده على تعاظم حجم المصالح المشتركة التي تربط الجانبين، لا سيما الرغبة في مواجهة المخاطر التي تمثلها إيران.
وأوضح ميلمان أن كوشنير وغرينبلات يحاولان دفع "صفقة القرن" قدماً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن عباس يرفض مناقشة الخطة إلى جانب أنه قرر قطع الاتصالات مع الإدارة الأميركية في أعقاب إقدام الولايات المتحدة على نقل سفارتها إلى القدس المحتلة.