السيسي: حذفنا مليوني بطاقة تموين وطالبنا الأمم المتحدة بتنظيم مواقع التواصل

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الاثنين، إن "التطور التكنولوجي أتاح لحكومته حذف مليوني أسرة من بطاقات التموين بكل يسر وسهولة، من أصل 9 ملايين بطاقة، لأسباب من بينها تكرار الأسماء"، مستطرداً "رغم التكلفة الكبيرة التي تحملناها، إلا أننا كنا حريصين على مواكبة التكنولوجيا، والبدء من حيث انتهى الآخرون، لما يحققه ذلك من نقلة نوعية، وميزة نسبية في دخول المجال متأخرين".

وأضاف السيسي، خلال جلسة "الذكاء الاصطناعي والبشر"، ضمن فعاليات "منتدى شباب العالم" المنعقد بشرم الشيخ: "استطعنا خلال السنوات الثلاث الأخيرة الاعتماد على الميكنة، والذكاء الاصطناعي، في بناء قواعد البيانات لتصويب الدعم المقدم إلى المواطنين.. والفساد الذي أتحدث عنه هنا ليس مالياً، وإنما فساد في الأداء، وينطبق على الإجراءات كذلك في الجمارك والضرائب".

وتابع: "انتبهنا في مصر إلى أهمية الذكاء الاصطناعي في إطار منظومة الإصلاح الإداري، واعتباراً من منتصف عام 2020 ستنتقل الحكومة إلى العاصمة الإدارية الجديدة بأنظمة جديدة وحديثة، تتيح تقليل الخطأ البشري، والوقت، وتحقيق أداء متميز... والتكنولوجيا الجديدة ستحل محل مهن قائمة بالفعل، وفي مصر بدأنا التحرك في هذا الاتجاه"، في إشارة إلى خطة الحكومة بشأن تقليص أعداد العاملين في الدولة.

وزاد السيسي: "طالما أن هناك وظائف ستنتهي، لا بد أن نجهز أنفسنا كدولة وشباب للقادم، حتى يُسهم التعليم بشكل فعال في سوق العمل، والذي يحتاج إلى إدخال العلوم الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي فى الجامعات... وأعد جميع المصريين، وحتى الطلبة في الدول الأفريقية، بأننا سنفتتح جيلاً جديداً من الجامعات خلال العام الدراسي المقبل، تتضمن في مناهجها كل العلوم الحديثة".
وواصل قائلاً: "عندما نتحدث عن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في محاربة الفساد، فإننا نقصد استيلاء البعض على أموال الدولة... ومسألة تشكيل الوعي التي أتحدث عنها منذ 5 سنوات مهمة جداً، فمواقع التواصل الاجتماعي تستخدمها أجهزة مخابرات لإيذاء الدول التي تخرج عن الصف... وأنا أقول كلاماً هاماً وخطيراً جداً، ولا يوجد مسؤول يستطيع أن يتحدث هكذا، وذلك لأني اعتبر إنسانيتي أكبر من وظيفتي!".

وخاطب السيسي الحضور: "يا شباب العالم، ويا شباب مصر، يا ترى شايفين القفزات المتسارعة في التقدم بدرجة هائلة، لأننا إذا لم ننتبه لها سيزداد تخلفنا، وسنظل متأخرين عن الجميع دائماً... والعلماء لديهم عقول باهرة ورائعة تعمل بالتكنولوجيا وبالعلم، والهدف أن يستخدمها السياسيون لصالح الأمن القومي، ولصالحهم"، على حد تعبيره.

واستطرد بالقول: "حتى التشريعات تفرض لخدمة الأمن القومي، ويجب على الضعيف أن يأخذ حذره، وكذلك المتأخر، لأنه لو لم يأخذ حذره سيضيع"، متسائلاً: "هل لدينا من الوقت والموارد لاستيعاب التقدم العلمي والتكنولوجي؟، أم أننا سنضيع مزيداً من الفرص في التناحر، وعدم الاستقرار والأمن؟، في كل مرة نتقدم فيها إلى الأمام، نواجه عقبات تؤدي إلى فقدان الفرص".

واستكمل السيسي: "أنا بطرح السؤال ده كمسؤول بيحب بلده، وخائف على شعبه، لأنه لا يوجد وقت لإضاعته في التناحر والصراع، بينما العالم يخطو خطوات واسعة إلى الإمام... والقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية في المعامل، وأثناء التجارب، هي التي تتيح الوصول إلى المنتج النهائي في مجال الذكاء الاصطناعي، مع الوضع في الاعتبار أن هذا المنتج سيخضع لقرار القيادة السياسة للاستفادة به".

وقال السيسي: "صرفنا المليارات من الجنيهات على الأبحاث والجامعات والتعليم والشركات، من أجل خدمة مصالح الدول التي تقوم بإنتاج هذه العلوم والتكنولوجيا... والدولة المصرية طالبت الأمم المتحدة منذ 5 سنوات بضرورة تنظيم مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً التي تدعو إلى الإرهاب، سواء من خلال طرح الأفكار المتطرفة، أو تجنيد الشباب البريء، وتحويله إلى قتلة ومخربين!".

وختم حديثه: "هذا الأمر لم يؤخذ بعين الاعتبار أبداً، وما زالت هذه الشبكات الإلكترونية المتقدمة تُستخدم بواسطة العناصر الإرهابية من أجل الترويج لأفكارها، وتحويل حياة الدول إلى خراب ودمار... ولكن دائماً يد القدر تنتج عنها إجراءات لا يمكن التنبؤ بها، فللطاقة البشرية وقدراتها حدود أمام إرادة الله سبحانه وتعالى"، بحسب قوله.