تحدث الأميركيون مبكراً عن خطوطهم الحمراء في سورية، مع تصاعد حرب النظام السوري على شعبه ومعارضيه اعتباراً من أواخر عام 2011، والمتمثل في استخدام بشار الأسد السلاح الكيماوي. فكانت الرسالة الأميركية الضمنية للنظام أشد وضوحاً: الخلاف هو على طريقة قتل السوريين لا مبدأ القتل نفسه. لكن هذا الخط الأحمر منعدم المعنى لم يصمد طويلاً أيضاً، إذ انتهكه الأسد في 2013، ليثبت للعالم أن خط أوباما الأحمر وهمي، وليختبر حماس الأميركيين للتدخل في سورية.
هكذا أثبت الأسد للجميع أن لا خطوط حمراء أمامه، بعد تراجع الأميركيين عن التدخل العسكري تحت وقع المبادرة الروسية آنذاك، لسحب الأسلحة الكيماوية. وعاد النظام لاستخدام غاز الكلور ضد المدنيين في سورية بعد ذلك، لكنّ أحداً لا يريد أن يعيد الحديث عن خط أوباما الأحمر.
اليوم نعيش سياقاً مشابهاً، إذ تحدّث الأتراك عن "خط أحمر" في حلب. ومع انطلاق عمليات "درع الفرات"، تحدث محللون أن منطقة آمنة في طور التشكل شمالي سورية، بتوافق تركي-روسي. اليوم نكتشف أن الخط الأحمر لم يكن أحمر في أي لحظة، والنظام استعاد 70 في المائة من أحياء حلب الشرقية. والروس لا يريدون إلا إبادة المعارضة، لتتبخر أحاديث الفصل بين "الإرهابيين" و"المعارضة المعتدلة"، والتي لا يبدو أنها تتجاوز الخطابات الإعلامية، ليس في الميزان الروسي فحسب، بل حتى الأميركي. ولا ننسى هنا وصف أوباما المعارضة السورية بـ"النجارين والسباكين" كناية عن تدني خبراتهم العسكرية واستحالة صمودهم وتقدمهم.
ولم يختر أوباما عدم دعم المعارضة فحسب، بل وضع "فيتو" على داعميهم الذين أكدوا مراراً عدم رغبتهم بالتحرك بعيداً عن الغطاء الأميركي. المجازر في حلب، والتي تأتي توازياً مع محاولات إعادة تأهيل النظام السوري، من قبل روسيا، لطرحه شريكاً للإدارة الأميركية الجديدة لمواجهة "الإرهابيين"، يثبت أمراً واحداً فقط، هو أن بشار الأسد، ونظامه، هما الخط الأحمر الوحيد الثابت والدائم دولياً منذ 2011.
الخط الأحمر الذي دافع عنه الإيرانيون بمليشياتهم بكل شراسة، وتدخل الروس لأجله، هو الخط المرسوم من دماء السوريين حول مملكة الأسد، ولا شيء سوى ذلك.
هكذا أثبت الأسد للجميع أن لا خطوط حمراء أمامه، بعد تراجع الأميركيين عن التدخل العسكري تحت وقع المبادرة الروسية آنذاك، لسحب الأسلحة الكيماوية. وعاد النظام لاستخدام غاز الكلور ضد المدنيين في سورية بعد ذلك، لكنّ أحداً لا يريد أن يعيد الحديث عن خط أوباما الأحمر.
اليوم نعيش سياقاً مشابهاً، إذ تحدّث الأتراك عن "خط أحمر" في حلب. ومع انطلاق عمليات "درع الفرات"، تحدث محللون أن منطقة آمنة في طور التشكل شمالي سورية، بتوافق تركي-روسي. اليوم نكتشف أن الخط الأحمر لم يكن أحمر في أي لحظة، والنظام استعاد 70 في المائة من أحياء حلب الشرقية. والروس لا يريدون إلا إبادة المعارضة، لتتبخر أحاديث الفصل بين "الإرهابيين" و"المعارضة المعتدلة"، والتي لا يبدو أنها تتجاوز الخطابات الإعلامية، ليس في الميزان الروسي فحسب، بل حتى الأميركي. ولا ننسى هنا وصف أوباما المعارضة السورية بـ"النجارين والسباكين" كناية عن تدني خبراتهم العسكرية واستحالة صمودهم وتقدمهم.
ولم يختر أوباما عدم دعم المعارضة فحسب، بل وضع "فيتو" على داعميهم الذين أكدوا مراراً عدم رغبتهم بالتحرك بعيداً عن الغطاء الأميركي. المجازر في حلب، والتي تأتي توازياً مع محاولات إعادة تأهيل النظام السوري، من قبل روسيا، لطرحه شريكاً للإدارة الأميركية الجديدة لمواجهة "الإرهابيين"، يثبت أمراً واحداً فقط، هو أن بشار الأسد، ونظامه، هما الخط الأحمر الوحيد الثابت والدائم دولياً منذ 2011.
الخط الأحمر الذي دافع عنه الإيرانيون بمليشياتهم بكل شراسة، وتدخل الروس لأجله، هو الخط المرسوم من دماء السوريين حول مملكة الأسد، ولا شيء سوى ذلك.