وبعد أن كانت المحطات التلفزيونية البريطانية قد نجحت في الحصول على اعتذار من جيريمي كوربن عن طريقة تعامل حزب "العمال" مع مزاعم "معاداة السامية"، ومن جو سوينسون عن مشاركة "الديمقراطيين الليبراليين" في سياسات التقشف الخاصة بالحكومة الائتلافية (2010-2015)، جاء الدور على جونسون ليعتذر بدوره عن تصريحاته المسيئة تجاه سيدات مسلمات.
وقال جونسون، على شاشة "آي تي في"، صباح اليوم الخميس: "لقد قلت سابقاً إنني آسف لأي إهانة تسببت بها، وأنا أقولها مجدداً".
وعلى الرغم من أنّ هذه التصريحات ليست الوحيدة التي انتقد جونسون بسببها، إلا أنها تعد الأحدث، حيث نشرها في مقال له في صيف 2018.
وبالرغم من أنّ جونسون كان قد رفض الاعتذار مسبقاً عن كتاباته، كان التحول، الجمعة الماضي، عندما تقدم باعتذار عن ظاهرة "الإسلاموفوبيا" (أو الكراهية للإسلام) في صفوف حزب "المحافظين".
وقال جونسون حينها على إذاعة "إل بي سي": "أعتذر... سيشير العديد من الناس إلى أنني قلت أشياء تسببت بالإهانات. إني شديد الأسف للإهانات التي تسببت بها".
وعاد زعيم "حزب المحافظين"، اليوم الخميس، ليؤكد نيته إطلاق لجنة تقص لانتشار الكراهية في الحزب، مبدياً تفاخره بأصوله المسلمة، حيث ينتمي لعائلة ذات أصول تركية شركسية.
ونفى جونسون كذلك في المقابلة، صباح اليوم، وجود أي خطط لخصخصة الخدمات الصحية البريطانية، ووصف الإشاعات حول وجودها على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة بأنها "أشبه بقصص الأطباق الفضائية الطائرة"، متعهداً بعدم بيع أي جزء منها.
انشقاق في حزب "بريكست"
وعلى صعيد منفصل، أعلن، صباح الخميس، ثلاثة من نواب حزب "بريكست" في البرلمان الأوروبي، انشقاقهم لصالح حزب "المحافظين" ودعمهم لبوريس جونسون. ومن بين المنشقين أنونزياتا ريس موغ شقيقة زعيم مجلس العموم (البرلمان) والوزير في حكومة جونسون، جاكوب ريس موغ.
وتأتي هذه الخطوة بعد فصل حزب "بريكست" للنائب في البرلمان الأوروبي جون لونغوورث، وهو المدير العام السابق للغرفة البريطانية للتجارة، أمس الأربعاء، لـ"تقويضه المستمر للاستراتيجية الانتخابية لزعيم الحزب" نايجل فاراج.
وتأتي هذه الضربة لحزب "بريكست"، في وقت تراجع فيه تأييده إلى 3%، في استطلاعات الرأي، رغم حصوله، في مايو/ أيار الماضي، على أكبر عدد من المقاعد (29 مقعداً) يحصل عليها أي حزب بريطاني في البرلمان الأوروبي.
وكان لونغوورث قد رفض استراتيجية فاراج باستهداف كافة مقاعد حزب "العمال" (عددها 274)، مطالباً إياه بالتركيز على السعي وراء 20-30 مقعداً يمكنه الفوز بها.
وقرر فاراج، في وقت سابق، عدم منافسة "المحافظين" في دوائرهم لمنع انقسام الأصوات المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فيها.
وقال لونغوورث، في مؤتمر صحافي، اليوم الخميس، إنّ "صفقة بوريس جونسون هي الصفقة الوحيدة حالياً التي تضمن بريكست، والخيارات البديلة المتاحة ستؤدي لوقف بريكست"، مؤكداً أن خطة جونسون "قد تكون صفقة جيدة جداً".
وأشار لونغوورث إلى أنه انضم لحزب "بريكست" لضمان الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكنه رأى أن الحزب منذ الانتخابات الأوروبية بدأ يتحول عن مساره، ولذلك قرر الانسحاب منه.
أما ريس موغ فقالت: "نريد حكومة قوية تدعم مغادرة الاتحاد الأوروبي لتطبيق ما صوت لصالحه 17.4 مليوناً. حزب المحافظين هو الخيار الوحيد للديمقراطيين وأنصار بريكست".
وجاء رد فاراج بالإعراب عن إحباطه بالقول: "بينما نعرب عن إحباطنا لأن نوابنا الأربعة لم يستوعبوا أننا أنقذنا حزب المحافظين من هزائم كبيرة لصالح الليبراليين الديمقراطيين في الجنوب والجنوب الغربي لإنكلترا، ولكننا أيضاً نضرب بقوة في مناطق العمال التي صوتت لصالح بريكست وفي أراضي الحزب التقليدية، مما يسهل إمكانية فوز المحافظين بالعديد من هذه المقاعد".