قناصة "حزب الله" يستهدفون أطفال مضايا المحاصرة

08 اغسطس 2016
40 ألف مدني محاصرون بالزبداني ومضايا وبقين(سام سكين/فرانس برس)
+ الخط -

يعمّق قناصة "حزب الله" اللبناني من معاناة أكثر من 40 ألف مدني محاصرين في الزبداني ومضايا وبقين، عبر استهدافهم، بغض النظر إن كانوا أطفالاً أم نساء، وفي ظل حصار مطبق يمنع عنهم الغذاء والدواء، حيث مضى على إدخال آخر قافلة من المساعدات الإنسانية 85 يوماً، إضافة إلى وجود حالات إنسانية صعبة تتعمق معاناتها في ظل غياب الدواء والرعاية الطبية المطلوبة.

ومن بين من استهدفهم قناصة "حزب الله" الطفلة غنى قويدر، والتي لم يتجاوز سنها الـ10 أعوام، وأختها نغم، وعمرها 8 أعوام، واللتان استهدفتا في بلدة بقين في الثاني من الشهر الجاري، عبر إطلاق الرصاص المتفجر عليهما بشكل مباشر ومتعمد، مما نتج عنه إصابة غنى بكسر متفتت في عظم الركبة اليسرى، وإصابة نغم في الكتف.

وتعاني الطفلة غنى، منذ أسبوع، أقسى أنواع الألم، بسبب عدم استفادتها من العلاج اللازم، لغياب المعدات والأطباء المختصين، على الرغم من التواصل مع كافة الجهات المعنية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، ومكتب المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، والصليب الأحمر، والهلال الأحمر، من أجل إخراجها، إلا أنه تم رفض كافة الطلبات.

وناشدت مصادر تحدثت لـ"العربي الجديد" جميع العاملين في المجال الإنساني والحقوقي للضغط من أجل إخراج الطفلة غنى، وفتح معبر إنساني بإشراف الأمم المتحدة لإنقاذ كافة الحالات المستعصية والمستعجلة.    

وأضافت المصادر أن "العديد من الجرحى يسقطون بشكل شبه يومي، جراء استهداف قناص بناء العسلي، التابع لـ"حزب الله"، للمدنيين أثناء محاولتهم الحصول على المياه من نبع بقين، بعدما فشل الحزب في السيطرة عليه".

وفي السياق ذاته، أفادت مصادر مسؤولة من مضايا، طلبت عدم الكشف عن هويتها، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "الأهالي يعانون من جديد من ألم الجوع الذي يثقل عليهم، إذ لم يستفيدوا من أي نوع من المساعدات الإنسانية منذ شهر مايو/أيار الماضي، والتي كانت لا تكفي لأكثر من أسبوعين، في وقت لا تتوفر في الأسواق أي نوع من المواد الغذائية"، ولفتت إلى أن "العديد من الحالات المرضية بدأت تنتشر بين الأهالي، على رأسها نقص الكلس الشديد، والسحايا، ما يهدد حياة عديدين".

كما نقلت المصادر عن الغرفة الطبية أن "نحو 500 شخص، معظمهم من الشباب، يعانون من أمراض نفسية جراء الواقع الذي يعيشونه في المنطقة، في وقت سجلت، منذ بداية العام، 12 محاولة انتحار، منها 5 حالات تحت 18 عاماً، 3 منهم إناث، و7 حالات فوق 18 عاماً، منهم 4 إناث".

يشار إلى أنه سجل في الزبداني وبقين ومضايا موت أكثر من 65 شخصاً نتيجة الجوع، على الرغم من أنها مدرجة ضمن "اتفاقية المدن الأربع"، التي تشمل، أيضاً، بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، والتابعة لسيطرة النظام، بين "جيش الفتح" والإيرانيين، والتي تسمح بإدخال المساعدات الإنسانية وإخراج الحالات الإنسانية منها عبر التبادل، في وقت يطالب ناشطون بفصل ملفات المدن عن بعضها بعضاً، إضافة إلى فصل الملف الإنساني عن العسكري.