"واشنطن بوست": الإدارة الأميركية تسير نحو مواجهة مباشرة مع النظام السوري وحلفائه

22 يونيو 2017
السباق على البادية السورية (دليل سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الإدارة الأميركية برئاسة دونالد ترامب، وفي ظل توقعاتها بهزيمة تنظيم "داعش" بعاصمته المزعومة الرقة، تخطط لما تعتبره المرحلة القادمة من الحرب بسورية، ستكون فيها العمليات معقدة وقد تجعل واشنطن في صراع مباشر مع النظام السوري والقوات المتحالفة معه الموالية لإيران، في إطار السيطرة على المناطق الصحراوية الشاسعة بالجزء الشرقي من سورية.


واعتبرت الصحيفة أن هذا الصراع قد بدأ لحد ما، في إشارة إلى الضربات الأميركية الأخيرة، التي جاءت بمثابة تحذير لرئيس النظام السوري بشار الأسد وطهران بأن واشنطن لن تسمح للقوات الموالية لهم بمواجهة القوات الأميركية والقوات المتحالفة معها، أو إعاقة تحركاتهم.

وفي التفاصيل، أشارت "واشنطن بوست" إلى أنه في اللحظة التي بدأت فيها قوات النظام والمليشيات المتحالفة معها في التقدم شرقا، ضغط مسؤولون بالبيت الأبيض على وزارة الدفاع (البنتاغون) من أجل إقامة نقط عسكرية، وذلك لمنع أي وجود عسكري للنظام أو لإيران قد يعيق من قدرات الجيش الأميركي على القضاء على نفوذ "داعش" بالمناطق المحاذية لنهر الفرات جنوب الرقة وبالعراق.

وبحسب المسؤولين الأميركيين، كما ورد في تقرير الصحيفة، فإنه في حال تمكن النظام السوري والقوات المتحالفة معه من السيطرة على تلك المناطق، فإن ذلك سيقوض أي تقدم في اتجاه تحقيق تسوية سياسية تؤمن الاستقرار في سورية، من خلال تقليص نفوذ بشار الأسد وطرده من السلطة.

في المقابل، أكدت الصحيفة أن مدى رجاحة هذه الاستراتيجية والحاجة إليها شكل نقطة نقاش حاد بين البيت الأبيض والبنتاغون، لأنها بذلك، تكون الولايات المتحدة الأميركية قد أصبحت فعلياً، طرفاً في الحرب بسورية، بعد سنوات من محاولة واشنطن البقاء خارجها، وما قد يجعل القوات الأميركية في مواجهة مباشرة مع إيران وروسيا، اللتين تدعمان بشار الأسد.

أما بشأن الطائرات التي أسقطتها أميركا بسورية، فقد أوضحت "واشنطن بوست" أن البنتاغون، وليس البيت الأبيض، من اتخذ القرار بضرب الطائرات بدون طيار الإيرانية ومقاتلة جوية سورية، رداُ على اقترابها من القوات الأميركية. وتعليقا على ذلك، قال مسؤول أميركي للصحيفة "لقد ضربوا طائرة للعدو لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن. إن ذلك ينطلي على تقبل مستوى عال من المجازفة"، قبل أن يضيف "لقد قمنا بالكثير من الأشياء منذ أبريل/ نيسان كانت الإدارة السابقة تقول إنه يستحيل القيام به دون تصعيد النزاع".

وعادت الصحيفة لوعود ترامب الانتخابية، إذ أعلن أنه سيكشف في غضون أشهر من وصوله للبيت الأبيض عن استراتيجية جديدة للقضاء على "داعش". وأوضحت أن هذه الاستراتيجية لم يتم الكشف عنها لحد اللحظة، وبأنه على امتداد أشهر بدا ترامب يسير على نفس خطى سلفه باراك أوباما، متفاديا الأسد وإيران وروسيا، مع مواصلة ضرب معاقل "داعش" بسورية والعراق.

لكنها أكدت أن ترامب خالف سلفه، حينما أصدر القرار بشن ضربات صاروخية على قاعدة الشعيرات التابعة للنظام السوري، ردا على استخدام بشار الأسد الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين بخان شيخون.

ومؤخراً، كما تشير الصحيفة، حدثت مناوشات مباشرة بين واشنطن وقوات النظام، بعدما قصفت القوات الأميركية في ثلاث مرات على الأقل خلال الشهر الحالي والماضي مليشيات موالية لإيران، اقتربت من أماكن التواجد الأميركي، فضلا عن إسقاط طائرات بدون طيار تابعة للنظام.

المساهمون