الانتخابات الأوروبية: مناهضو الاتحاد يعززون مواقعهم و"الخضر" يخلقون المفاجأة

27 مايو 2019
بلغت نسبة التصويت 51 في المائة(Getty)
+ الخط -
توجه ملايين الناخبين اليوم الأحد، للتصويت في اليوم الرابع والأخير، للانتخابات الأوروبية، التي بلغت نسبة المشاركة فيها، باستثناء بريطانيا، حوالي 51 في المائة، وهي نسبة اعتبرت الأعلى منذ 20 عاماً، لكنها، بحسب النتائج الأولية، أفرزت تشرذماً داخل البرلمان الأوروبي، أكثر من أي وقت مضى.

وحققت الأحزاب اليمينية المتطرفة، في أوروبا، انتصارات مهمة في هذه الانتخابات، بحسب النتائج الأولية، وكذلك الإيكولوجيون في عدد من البلدان، أهمها ألمانيا وفرنسا، رغم خشية الكثيرين من المحللين، إلى هبوط اهتماماتهم داخل البرلمان الأوروبي، إلى مستويات متدنية مع أول موجة جديدة قوية للهجرة، أو أي اعتداء إرهابي كبير، ما يسلط الضوء على تنوع التحديات التي تواجهها أوروبا، وتشتت الموقف الأوروبي.

وكانت مجموعة "أوروبا الأمم والحريات"، التي تنضوي الأحزاب اليمينية المتطرفة الأساسية فيها، وعلى رأسها حزب "التجمع الوطني" الفرنسي وحزب "الرابطة" الايطالي، نالت في الانتخابات البرلمانية الأوروبية السابقة 37 مقعداً، إلا أنه من غير المستبعد أن تتمكن حالياً من مضاعفة هذا الرقم.

ومن غير المستبعد أيضاً أن ينضم حزب "فيديس" برئاسة فيكتور أوربان في المجر، الى هذه المجموعة، بعدما علقت عضويته حالياً في مجموعة المسيحيين الديموقراطيين في الحزب الشعبي الأوروبي.

ويمكن أن يبقى الحزب الشعبي الأوروبي والاشتراكيون الديموقراطيون أكبر حزبين في البرلمان الأوروبي، لكن هذه الانتخابات يفترض أن تنهي قدرتهما على تشكيل غالبية وحدهما لتمرير نصوص تشريعية.

إلى ذلك، يأمل الليبراليون في أن يصبحوا قوة لا يمكن الالتفاف عليها في البرلمان لصالح تحالف مطروح مع مؤيدي ماكرون المنتخبين. كما يأمل دعاة حماية البيئة في أن يصبحوا محاوراً لا بد منه في المشهد السياسي الذي يبدو مشتتاً اليوم أكثر من أي وقت مضى.

ومع أن استطلاعات الرأي تشير الى حصول الأحزاب اليمينية المتطرفة على نتائج أفضل من الانتخابات الأخيرة، فإنها لن تكون قادرة على ضمان غالبية في البرلمان الأوروبي، وستحصل حسب المحللين على أكثر بقليل من ثلث أعضاء البرلمان الأوروبي.

وإعادة تشكّل المشهد السياسي هذه ستكون حاسمة للسباق الى المناصب الأساسية في المؤسسات الأوروبية، وخصوصاً رئاسة المفوضية خلفاً لجان كلود يونكر من الحزب الشعبي الأوروبي.

وذكر المتحدث باسم البرلمان الأوروبي خاومي دوش أنه "لا أحد يمكنه أن يصبح رئيس المفوضية بدون أن يحصل على دعم 376 من أصل 751 نائباً أوروبياً".

وسيعقد رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي الثلاثاء قمة للبحث في التعيينات المقبلة.

وأعلن البرلمان الأوروبي اليوم الأحد أن نسبة المشاركة في الانتخابات الاوروبية هي "الأكبر في عشرين عاماً"، وتقدر بـ51 في المئة بالنسبة الى الدول الـ27 الاعضاء في الاتحاد من دون المملكة المتحدة.

وقال المتحدث باسم البرلمان جوم داش، إنه مع احتساب المملكة المتحدة، فإن هذه النسبة يمكن أن تتراوح بين 49 و52 في المئة.

ودُعي 427 مليون ناخب أوروبي إلى التصويت لانتخاب 751 نائباً في البرلمان الأوروبي لولاية مدتها خمس سنوات، يلعبون خلالها دوراً حاسماً في صوغ القوانين الأوروبية.

فرنسا

تقدم اليمين المتطرف برئاسة مارين لوبن، اليوم الأحد، على حزب الرئيس ايمانويل ماكرون (الجمهورية إلى الأمام) في فرنسا في الانتخابات البرلمانية الأوروبية.

وبحسب استطلاعين للرأي، جمع حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف 24 في المائة من الأصوات، متقدماً على حزب ماكرون الذي نال ما بين 22 و23 في المائة.

وسارع حزب لوبن الى المطالبة بـ"تشكيل مجموعة قوية" داخل البرلمان الأوروبي.

كما تميزت الانتخابات الاوروبية في فرنسا بمفاجأة أخرى تمثلت بحصول لائحة أنصار البيئة على المركز الثالث بنسبة بلغت 12 في المائة.

ألمانيا

أظهرت نتائج استطلاع، مساء اليوم الأحد، أن حزب "الخضر" الألماني حقق فوزاً كبيراً في انتخابات البرلمان الأوروبي، فيما منيت أحزاب الائتلاف الحاكم بخسائر فادحة في الانتخابات التي سيعلن عن نتائجها رسمياً نهاية شهر مايو/أيار الحالي.

وأظهرت نتائج الاستطلاع التي نشرتها القناة الألمانية "آي آر دي"، مساء الأحد، أن تحالف المستشارة أنجيلا ميركل المسيحي الديمقراطي، حصل في هذه الانتخابات على المركز الأول، محققاً نسبة 28 في المائة من الأصوات، ما يعني خسارته حوالي 8 في المائة، مقارنة بالانتخابات الماضية التي جرت عام 2014.

وتعرض "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، الشريك الثاني في الائتلاف الحاكم لخسارة تاريخية، حيث نال فقط 15.5 في المائة من الأصوات، وهي أقل بكثير من النسبة التي حققها في الانتخابات الماضية، وبلغت 27.3 في المائة.

وتشير التوقعات أن "حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف سيحصل على 10.5 في المائة من الأصوات، مرتفعاً عن نسبة 7.1 في المائة كان حققها في الانتخابات الماضية، إلا أن هذه النتيجة تبقى أقل مما حصل عليه الحزب اليميني الشعبوي في آخر انتخابات تشريعية في ألمانيا.

وأظهرت النتائج أيضاً أن الرابح الأكبر كان حزب "الخضر" المؤيد للهجرة، محققاً رقماً قياسياً بلغ 22 في المائة من الأصوات، مقابل 10.7 في المائة كان نالها في الانتخابات الماضية.

النمسا

وفي النمسا، حل الحزب المحافظ برئاسة المستشار سيباستيان كورتز في الطليعة، متقدماً على "الاشتراكيين الديموقراطيين" و"حزب "الحرية" اليميني المتطرف، بحسب استطلاعات الرأي التي نشرت لدى إقفال صناديق الاقتراع.

بلجيكا

حقق حزب "المصلحة الفلمنكية" اليميني المتطرف نتائج قوية في انتخابات برلمان الإقليم الفلمنكي ببلجيكا، حيث حصل على أصوات تزيد بنحو 3 أمثال تلك التي حصل عليها في انتخابات 2014.

ووفق النتائج الأولية للانتخابات العامة والإقليمية في بلجيكا، التي جرت الأحد، حصل حزب المصلحة الفلمنكية على 18.2 في المائة من الأصوات، فيما حصل حزب "التحالف الفلمنكي الجديد" على 27.5 في المائة من أصوات الناخبين، متصدراً بقية الأحزاب في المنطقة الفلمنكية.

وحصل حزب "المسيحيين الديمقراطيين" على 14.2 في المائة، والحزب الليبرالي على 11.6 في المائة، وحزب الخضر على 10.7 في المائة، والحزب الاشتراكي على 9.8 في المائة.

وفي انتخابات برلمان إقليم الوالوني، احتل الحزب الليبرالي المركز الأول بحصوله على 24.5 في المائة من الأصوات، رغم خسارته 2.2 في المائة من الأصوات عن انتخابات 2014.

وحلّ حزب "المركز الديمقراطي الإنساني" ثانياً بحصوله على 22 في المائة، ثم حزب الخضر بـ20.7 في المائة، والاشتراكيون على 17.7 في المائة.

وفي إقليم العاصمة بروكسل، تصدر حزب "الخضر" الانتخابات بحصوله على 24.1 في المائة، تلاه الحزب الليبرالي بـ19.3 في المائة.

المجر

حقق حزب "فيديس" بزعامة رئيس الوزراء المجري القومي فيكتور أوربان فوزاً ساحقاً في انتخابات المجلس الأوروبي، بحسب استطلاع أجري الأحد.

وبحسب نتائج الاستطلاع، فقد فاز حزب فيديس بـ56 في المائة من أصوات المقترعين، متقدماً بفارق كبير على المعارضة اليسارية المتمثّلة بالحزب الاشتراكي والتحالف الديموقراطي اللذين نال كل منهما 10 في المائة.

وتراجعت حصة حزب "جوبيك" اليميني المتطرف من أصوات المقترعين من 15 في المائة إلى تسعة في المائة، فيما يُتوقّع أن يتمكّن حزب "الزخم" من دخول البرلمان الاوروبي للمرة الأولى في تاريخه بنيله 7 في المائة من الأصوات.

وتراجعت حصة حزب "الخضر" من 5 في المائة إلى 3 بالمئة، ويُتوقع ألاّ يفوز بأي مقعد في المجلس الأوروبي.

وإذا صحّت التقديرات، يكون حزب "فيديس" قد كرر أفضل نتيجة له في انتخابات المجلس الأوروبي، حين نال في عام 2009 ما نسبته 56 في المائة من الأصوات.

وسجّل الاستحقاق الحالي أعلى نسبة مشاركة في الانتخابات الأوروبية في المجر، وقد بلغت 41,7 في المائة قبل نصف ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع. وكانت النسبة الأعلى السابقة سُجلت في انتخابات العام 2004 وبلغت حينها 38,5 في المائة.


الدنمارك
أشارت نتائج أولية، مساء اليوم الأحد، إلى أن حزب الشعب الدنماركي اليميني المتشدد، سيخسر أكثر من 14 في المائة من أصوات الناخبين، مقارنة بما حصل عليه في انتخابات 2014.

وإذا ثبتت هذه النتائج الأولية بعد إغلاق صناديق الاقتراع بمشاركة قياسية بلغت أكثر من 63 في المائة من الدنماركيين، فإن اليمين المتشدد سيخسر ثلاثة من مقاعده، ليبقى له مقعد واحد فقط.

وبحسب هذه النتائج أيضاً، فإن اليسار ممثلاً في حزب "اللائحة الموحدة" وحزب "الشعب الاشتراكي" يظهر تقدماً غير مسبوق إلى جانب يسار الوسط الاجتماعي الديمقراطي، بنسبة تتجاوز 23 في المائة، لتضعه في المرتبة الأولى، فيما يحل ثانياً بنحو 20 في المائة حزب "فينسترا"، يمين الوسط الحاكم، فيما الحليف الأساس لهذا الحزب، الليبراليون، فيبدو أنهم سيخسرون مقعدهم الوحيد في البرلمان الأوروبي.

(الأناضول، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون