وقال مسجدي إن إيران "ستقصف القوات الأميركية في العراق، أو أي مكان آخر، إذا تم الاعتداء عليها، وهم (الأميركيين) يعرفون جيداً أن إيران لا تمزح أبداً"، متحدثا عمن وصفهم بـ"حلفاء طهران ومحبيها" وأنهم "سيردون على القوات الأميركية إذا هاجمت إيران"، في إشارة إلى المليشيات العراقية.
تصريحات مسجدي جاءت خلال حديث لتلفزيون محلي عراقي، ليلة أمس الخميس، قال فيها أيضا إن "العراق دولة مستقلة، وإيران لن تتدخل في شؤونه، إلا أنه توجد مشكلة مع القوات الأميركية التي إذا هددت إيران فإنها مهددة في أية نقطة تتواجد فيها"، مبينا أن "هذا الأمر لا يعد تدخلا في الشؤون الداخلية العراقية، بل يعني المعاملة بالمثل مع الأميركيين".
وأضاف أن "الأميركيين متواجدون في المنطقة، وإيران لن ترد على هذا الوجود إذا لم يتسبب لها بمشاكل"، مستدركا: "لكن إذا تسبب الأميركيون بمشاكل فعليهم أن يتوقعوا الرد من قبلنا".
وأشار السفير الإيراني إلى أن "طهران ومحبيها" سيردون على القوات الأميركية إذا تدخلت في شؤون إيران، مبينا أن ""حزب الله" اللبناني مثلا سيدعم إيران إذا تم استهدافها، وكذلك الحال في العراق واليمن سيحدث الشيء ذاته".
ولفت إلى أن بلاده لا تريد أن يكون هناك تصعيد في المنطقة، إلا أن مشكلة طهران مع واشنطن موجودة، والأميركيين مهددون في أي مكان يتواجدون فيه في حال اعتدوا على إيران، مؤكدا أن "خروج القوات الأميركية من المنطقة مطلب إيراني، لأنها لا تقوم بعمل إيجابي بنّاء، ووجودها يتسبب بالتصعيد في المنطقة".
وبين المسؤول الإيراني أن "سياسة طهران واضحة، ولديها هدف واضح هو إخراج الأميركيين من المنطقة، لذا فإن الإيرانيين يطلبون أو يقترحون على العراق ودول أخرى المبادرة بإخراج الأميركيين تجنبا للمواجهة".
ولفت إلى أن "محور المقاومة يمثل محورا قويا جدا، وإيران تقف في طليعة هذا المحور، وتطلب من الجميع الانضمام إليه، لأنه جبهة للدفاع عن الحق"، مشيرا إلى أن حكومة بغداد "لديها علاقات جيدة مع إيران".
وأوضح مسجدي أن رئيس الحكومة العراقي عادل عبد المهدي "كان متعاونا مع إيران منذ زمن المعارضة لنظام صدام حسين، ونرحب بجهوده لتخفيف التصعيد بين طهران والرياض".
وحول القصف الذي تعرضت له منشآت "أرامكو"، قال: "يجب على السعوديين والأميركيين أن يقتنعوا أن اليمنيين صاروا قادرين على قصف العمق السعودي، وأن اليمنيين قاموا بتجهيز أنفسهم وصاروا قادرين الآن على ما هو أبعد من ألف كيلو متر، وأنا أقول إن المسيرات (الطائرات المسيرة) هذه جاءت من اليمن وليس من أي مكان آخر".
وتابع "في حرب تموز عندما قصف "حزب الله" اللبناني إسرائيل صدّقت إسرائيل بأن "حزب الله" وصل إلى إمكانات، بعدما كانوا في البداية يكذبون كل شيء، واقتنعوا أن الحزب وصل لإمكانات عالية".
Facebook Post |
إلى ذلك، قال مسؤول حكومي عراقي إن تصريحات السفير الايراني في بغداد تعتبر "تجاوزا على الأعراف الدبلوماسية بين الدول، وفيها تلميح صريح إلى أن العراق سيكون ساحة مواجهة رئيسة في معركة لا دخل لها فيها".
وتابع المصدر، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي، و"أي استهداف أو تعد عليها يعني أن طهران ستواجه 39 دولة من دول التحالف"، معتبرا أن "التهديدات تلك عندما تصدر من سفير بحجم مسجدي، ومن داخل بغداد، فهي تعني الكثير بالنسبة للأميركيين على الأقل".
وحول موقف الحكومة المتوقع من تلك التصريحات، قال: "ببساطة لا شيء يمكن اتخاذه، وقد يكون هناك طلب شخصي بتخفيف مسجدي حدّة تصريحاته".
أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد أحمد الشيخلي اعتبر التصريحات الجديدة للسفير الإيراني بأنّها "الأصدق والأوضح للصورة العراقية التي ستكون في حال اندلاع المواجهات العسكرية بين طهران وواشنطن"، مضيفا أنّ "مسجدي تحدث عن العراق كساحة للرد، وبهذا فإن جميع التعهدات السابقة والمساعي الحكومية للبقاء بعيدا عن الأزمة لا محل لها من الأعراب، وإيران ستستخدم مليشيات مرتبطة بها، وكذلك الحرس الثوري قد يدخل العراق في أي وقت لتنفيذ هجمات ضد الأميركيين".
واعتبر الشيخلي أن "هذه التصريحات غير جديدة على الأميركيين على الأقل، لكنها بالنسبة للرأي العام العراقي والسياسي تأكيد على مخاوف من أن بغداد ستتضرر أكثر من أي دولة بالشرق الأوسط في أي مواجهات، وجزء من هذا الاشتعال سيكون بأيد عراقية"، في إشارة الى المليشيات.
الكاتب والباحث رعد هاشم بدوره علق على تصريحات السفير الإيراني في بغداد بتغريدة عبر "تويتر" قائلا: "لو كان غير سفير من أطلق هذه التصريحات لاشتغلت الإدانات ودعوات طرده، لكن السفير المدلل يهدد من قلب بغداد".
Twitter Post
|