وأثارت هذه الاحتجاجات قلقاً لدى الساسة الألمان بعد أن تبين أن المتطرفين اليمينيين و"منظري المؤامرة" يؤججون حدتها ويصورون السياسيين كدمى.
واعتبرت التحركات الاحتجاجية رسائل راديكالية من المشككين في فيروس كورونا ضد التحالف الحاكم، على وقع الاستعدادات المتزايدة لاستخدام العنف من قبل اليمين المتطرف واستغلال غضب الناس بشكل متعمد بعد الإغلاق طويل الأمد نسبياً بسبب الجائحة.
وفي السياق، حذّر الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي بول زيمياك، عبر صحيفة "أوغسبورغ الغماينه"، اليوم الإثنين، من "السماح للمتطرفين باستغلال أزمة كورونا كمنبر دعائي لإعلانهم المناهض للديمقراطية"، داعياً إلى السعي لـ"اتخاذ إجراءات ضد أولئك الذين يغذون مخاوف المواطنين بنظريات المؤامرة، وينشرون الأخبار المزيفة"، من دون أن يغفل الإشارة إلى أن "حرية التجمع أساسية للديمقراطية، ولكن دون أن تكون الحماية الصحية في خطر"، علماً أنه كانت هناك مواجهات مع عناصر الشرطة، حيث تم رميها بالزجاجات، مقابل وقوع اعتقالات فردية في برلين.
بدورها، اعتبرت الزعيمة المشاركة للاشتراكي الديمقراطي ساسكيا اسكن، في حديث مع مجوعة "فونكه" الإعلامية، أن "أولئك الذين ينكرون وجود الوباء ويدعون إلى انتهاك أساليب الوقاية والحماية يستغلون بلا خجل انعدام الأمن للناس لزعزعة استقرار وتقسيم المجتمع"، مضيفة أن "عدم التحرك والصمت لا يساعدان".
أما وزير داخلية ولاية تورينغن جورج ماير فقال لـ"شبيغل" إن ما يقلقه هو "محاولة المتطرفين اختطاف المظاهرات".
وانتقد حزب الخضر، عبر نائبة كتلته البرلمانية كونستنتين فون نوتس، "كل الذين يشككون جذرياً في النظام، والذين يعتقدون أن السياسيين ككل هم دمى".
وأكدت كونستنتين فون نوتس، في حديثها لصحيفة "دي فيلت"، رفضها لـ"أعمال العنف ضد عناصر الشرطة والهجمات ضد الصحافيين"، مع العلم أن الكثير من التجمعات التي ضمت أفراداً من خلفيات سياسية متنوعة، بينهم اليسار، وبأكثريتها حصلت بعد دردشات على مجموعات على مواقع التواصل، بينها تجمع 3000 شخص في ميونخ، علماً أنه تم السماح أساساً بالتجمع لثمانين شخصاً، فيما شارك 10000 في شتوتغارت، و1000 في برلين، و500 شخص في فرانكفورت.
من جهته، دعا وزير الصحة الاتحادي ينس شبان المواطنين للتكاتف من أجل مكافحة وباء كورونا.
وقال شبان، مساء أمس الأحد، للقناة الثانية في التلفزيون الألماني، إن "النقاشات مشروعة حول عواقب القيود الحالية في بلد حر، لكن المهم كيف تتم تلك المناقشات"، وموضحاً: "هل نقوم بها مع احترام لبعضنا البعض في النقاش، أو نفعل ذلك من أجل التقسيم كما رأينا في المظاهرات؟".
وفي هذا السياق، ناشدت وزيرة العدل كريستسن لامبرشت المواطنين لـ"تحمل مسؤولياتهم"، مضيفة، في حوار، أنه "من المهم للغاية معالجة المخاوف التي يتم التعبير عنها في الشارع وعدم تجاهلها".
وكان معهد روبرت كوخ أعلن، أمس الأحد، عن عودة تسارع ارتفاع معدل تفشي كورونا في البلاد إلى 1,1 بعد إعادة رفع القيود التي أعلن عنها أخيراً، علماً أن النسبة التي تفوق الواحد تعتبر مؤشراً سلبياً لتزايد الإصابات.