الجزائر: انتقال الخطر إلى الجنوب يخلق خطة أمنية جديدة

20 سبتمبر 2015
انتشار 35 ألف عسكري على الحدود الجزائرية (فرانس برس)
+ الخط -
في إطار خطتها لـ"اجتثاث الإرهاب"، والتي بدأت في يونيو/حزيران 2014، أطلقت قيادة الجيش الجزائري، أخيراً، مرحلة جديدة، معلنة نشر قوات إضافية على حدودها الجنوبية مع كل من النيجر وموريتانيا ومالي لمنع تسلّل المجموعات المسلّحة وتهريب الأسلحة. وعزّزت السلطات الجزائرية من الوجود العسكري على حدودها الجنوبية مع مالي والنيجر وموريتانيا، وعلى حدودها الشرقية مع ليبيا وتونس. وبدأت ببناء ساتر ترابي بشكل نقاط مراقبة على الحدود مع تونس، إضافة إلى نشر نقاط مراقبة متقدمة وإضافية على الحدود مع دول الساحل، منعاً لأية تهديدات أو تحركات لمجموعات مسلحة تنشط في الصحراء، والحدّ من النشاط المتزايد لشبكات تهريب الأسلحة والبشر والمخدرات والوقود والمواد الغذائية.

وقال نائب وزير الدفاع الجزائري، رئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، في اجتماع عسكري، عُقد في مدينة تمنراست (جنوب البلاد)، الأربعاء الماضي، ضمّ قادة أركان جيوش مالي والنيجر وموريتانيا، إنّ "الجزائر نشرت قوات ووسائل عسكرية عدة لتعزيز تشكيلات الدفاع وحماية الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظّمة العابرة للحدود". وأضاف رئيس الأركان أنّ "السياق الأمني السائد في منطقتنا لا يزال يتميز بعدم الاستقرار وديمومة التهديد الأمني الذي يفرض على الدول المشاركة في الاجتماع العمل للقضاء على الجماعات المسلحة في المنطقة".

وطرحت الجزائر اقتراحاً يتصل بوضع الخبرة التي اكتسبها الجيش الجزائري من خلال كفاحه الطويل ضد "الإرهاب"، تحت تصرف البلدان المجاورة. وفرضت المخاوف من تهديدات الجماعات المسلّحة، على الجزائر، طلب تفعيل استراتيجية مشتركة، تتعلق بتبادل المعلومات مع دول الجوار، في إطار تنسيق الأعمال على جانبي الحدود مع دول مالي والنيجر موريتانيا، والتي أدت بعض عملياتها إلى منع محاولات تسلل عدّة للجماعات المسلّحة ونقل الأسلحة والذخائر تجاه بلدان المنطقة.

اقرأ أيضاً: الجزائر تعلن نشر قوات إضافية على حدودها الجنوبية 

يختصر الخبير في الشؤون الاستراتيجية، عميد كلية العلوم السياسية في جامعة ورقلة جنوبي الجزائر، قوي بوحنية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أبرز الأسباب التي دفعت القيادة العسكرية الجزائرية، إلى وضع المنطقة في المرتبة الأولى من الاهتمام الأمني والعسكري ورفع درجة اليقظة في هذه المناطق إلى مستويات عليا، بـ"تحوّل نشاط التنظيمات المسلّحة من منطقة الشمال في الجزائر إلى مناطق الجنوب والصحراء، وتراجع حدة التهديدات المتتالية من الحدود مع تونس، خصوصاً منطقة جبل الشعانبي، وتزايد عمليات تهريب السلاح والوقود في مناطق الجنوب الحدودية مع مالي والنيجر، خصوصاً منذ الهجوم العنيف الذي استهدف منشأة النفط تيقنتورين، في منطقة عين أميناس في ولاية إليزي جنوبي الجزائر". ويؤكّد الخبير أنّ "الجزائر نشرت أكثر من 35 ألف عسكري على طول حدودها مع دول الساحل لحماية حدودها مع ليبيا ومالي والنيجر وموريتانيا بدرجة أقل، لمنع تسلل المسلحين".

ويكشف المتحدث باسم هيئة أركان الجيش، العميد مبروك سبع، لـ"العربي الجديد"، عن أنّ الجيش أوقف، أخيراً، 1195 شخصاً من بينهم 940 مهرب مخدرات وحجز 314 قطعة سلاح حربي كانت بحوزتهم، لافتاً إلى أنّ معظم هؤلاء الموقوفين ينشطون في منطقة الصحراء، ولهم صلات غير عضوية مع المجموعات المسلّحة، مشيراً إلى أنّ "مصالحهم تتقاطع بشكل كبير، في ما يتعلق بتأمين ممرات التهريب وتجارة الأسلحة"، معتبراً أنّ "هذه الأرقام توضح تزايد النشاط الإجرامي في مناطق الصحراء".

وتأتي هذه المرحلة الجديدة من خطة "اجتثاث الإرهاب"، استكمالاً للاستراتيجية التي أطلقها الجيش الجزائري لحسم المعركة مع المجموعات المسلحة التي لا تزال تنشط في البلاد، وأبرزها تنظيم "القاعدة" في بلاد المغرب الإسلامي، و"جند الخلافة" في الجزائر، والذي انشقّ عن "القاعدة" وبايع تنظيم "داعش"، وكتيبة "الملثمون" التي تنشط في الصحراء.

اقرأ أيضاً: إحباط محاولة تهريب أسلحة من مالي إلى الجزائر