قتلى مدنيون بقصف للتحالف والنظام على الرقة وحمص وغارات روسية على حماة

20 اغسطس 2017
يتواصل القصف العشوائي على حماة (الأناضول)
+ الخط -



قُتل وجُرح مدنيون، الليلة الماضية، جراء قصف من طيران التحالف الدولي وانفجار ألغام في الرقة، شمال سورية، إذ يستمر القصف العشوائي من طائرات التحالف على المدينة، فيما قُتل مدنيون آخرون بقصف روسي على ريف حماة، وقصف للنظام السوري على ريف حمص.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن مدنيّا قُتل وجُرح آخرون من جراء تواصل القصف من طيران التحالف الدولي "ضد الإرهاب" على الأحياء الخاضعة لسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي في مدينة الرقة، في حين قُتلت امرأتان من جراء انفجار لغم فيهما على أطراف المدينة، خلال محاولتهما الفرار نحو مناطق تسيطر عليها مليشيات "قوات سورية الديمقراطية".

وفي هذا السياق، أفادت حملة "الرقة تذبح بصمت" بأنّ حصيلة الضحايا من جراء القصف الجوي المتواصل من طيران التحالف، خلال يومي الجمعة والسبت الماضيين، ارتفعت إلى ستة وأربعين قتيلا وستين جريحا.

ويأتي ذلك في ظل استمرار المعارك بشكل عنيف في جبهات مركز المدينة، بعد سيطرة مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على أجزاء واسعة من الرقة، في حين يُبدي تنظيم "داعش" مقاومة شديدة.

وفي سياق متصل، شن تنظيم "داعش" الإرهابي هجوماً عبر انتحاريين ضد قوات النظام السوري في قريتي البوحمد وسالم الحمد، في ناحية معدان بريف الرقة الجنوبي الشرقي، وتمكن من السيطرة على مواقع، إثر اشتباك أوقع قتلى وجرحى من الطرفين.

إلى ذلك، أعلن "جيش الإسلام"، في بيان، فجر اليوم الأحد، عن وقف عملياته العسكرية ضد "تحالف فيلق الرحمن مع جبهة النصرة"، وذلك بعد دخول مناطق سيطرة "فيلق الرحمن" في اتفاق خفض التوتر، وتعهّد الأخير "بإخراج "جبهة النصرة" من الغوطة"، وفق البيان.

وأوضح "جيش الإسلام"، في بيانه، أن عملياته سوف تقتصر على رد هجمات التحالف بين "فيلق الرحمن" و"جبهة النصرة"، مضيفا: "ننتظر من فيلق الرحمن الوفاء بالتزاماته المترتبة عليه سابقا".

وكانت قوات النظام قد قصفت مناطق سيطرة "فيلق الرحمن" في الغوطة الشرقية، إثر إعلان الأخير عن توقيع اتفاق مع روسيا لضم مناطق سيطرته في شرق دمشق والغوطة إلى اتفاق خفض التوتر، وأسفر القصف عن مقتل خمسة مدنيين في حمورية وزملكا، بينهم طفل وامرأة، بحسب ما أفاد به الدفاع المدني السوري في ريف دمشق.

من جهة أخرى، قصفت مليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية مناطق في قرية كلجبرين الخاضعة لسيطرة "الجيش السوري الحر" بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن وقوع أضرار مادية.

وفي وسط البلاد، أفاد مركز حمص الإعلامي بأن حصيلة الضحايا، يوم أمس، بلغت أربعة قتلى، نتيجة خرق قوات النظام السوري اتفاق خفض التوتر في ريف حمص الشمالي، حيث طاول القصف مدينة تلبيسة وقريتي الزعفرانية والطيبة الغربية.

وفي ريف حماة الشرقي، قُتل خمسة مدنيين، مساء أمس السبت، من جراء قصف جوي روسي على بلدة عقيربات وقرى الحسو والدكيلة وجنى العلباوي وسوحا وقليب الثور وجب المزاريع والمكيمن وصلبا ومسعدة، وذلك بالتزامن مع اشتباكات بين قوات النظام السوري وتنظيم "داعش" في محور خط البترول شرق غرب عقيربات.

وفي دير الزور شرقا، قُتل ثلاثة مدنيين من جراء غارة جوية من طيران مجهول على موقع في بادية الخريطة بريف المحافظة الغربي، بحسب ما أفادت مصادر محلية، في حين وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في محاور دوار البانوراما جنوب مدينة دير الزور، واللواء 137 غرب المدينة.

من جهة ثانية، قتل مدنيان ظهر اليوم جراء استمرار قوات النظام السوري بخرق اتفاق خفض العمليات القتالية في ريف حمص الشمالي وسط سورية، في حين تواصلت المعارك بين فصائل "الجيش السوري الحر" وقوات النظام السوري في محاور بالبادية السورية على مقربة من الحدود السورية الأردنية في ريف السويداء الشرقي وريف دمشق.

وقال "مركز حمص الإعلامي": إن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة الأحياء السكنية في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي ما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين ووقوع العديد من الجرحى، فضلا عن أضرار مادية جسيمة في المنازل والممتلكات.

إلى ذلك، ذكرت مصادر محلية أن قوات النظام تكبدت خسائر بشرية نتيجة استهداف مواقع لها براجمات الصواريخ من قبل فصائل "الجيش السوري الحر" المتمركزة في وادي محمود بأقصى البادية في ريف دمشق الشرقي، وذلك تزامنا مع معارك بين الطرفين على محور بئر محروثة.

كذلك وقعت معارك بين "جيش أحرار العشائر" وقوات النظام على الحدود السورية الأردنية شرق محافظة دير الزور، حيث يحاول "جيش أحرار العشائر" استعادة مواقع بالمنطقة انسحب منها في وقت سابق.

من جانبها، قالت مصادر إعلام مقربة من النظام إن وحدات من قوات النظام أحبطت هجوما من قبل المعارضة في نقاط حدودية بريف السويداء الشرقي.

واستمر الطيران الروسي بقصف مواقع تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" في ناحية جباب حمد ومحيط مدينة السخنة بريف حمص الشمالي والشرقي، ما أسفر عن أضرار مادية، في حين تجددت الاشتباكات في محور حميمية قرب الحدود الإدارية مع محافظة دير الزور بين قوات النظام وتنظيم "داعش".

وتحاول قوات النظام التقدم في محيط السخنة بهدف الوصول إلى قواتها المتقدمة من ريف الرقة الجنوبي باتجاه منطقة الكوم شمال حمص، وذلك سعيا لحصار تنظيم "داعش" في ناحية عقيربات شرق حماة.

في سياق آخر، اعتقلت القوة الأمنية التابعة لتنظيم "هيئة تحرير الشام" عددا من المدنيين المهجرين إلى مدينة إدلب من مدينة مضايا في ريف دمشق، وذلك بسبب رغبتهم في العودة إلى مدينة مضايا بعد عقد مصالحة مع النظام السوري.

وعلم "العربي الجديد" من مصادر فضلت عدم الكشف عن اسمها لدواع أمنية، أنّ قرابة خمسة عشر شخصا من أهالي مدينة مضايا المهجرين إلى إدلب تواصلوا مع ضابط في قوات النظام السوري كي يتمكنوا من العودة إلى مضايا بعد تسوية أوضاعهم ومصالحة النظام على العودة.

وأوضحت المصادر أن القوة الأمنيّة التابعة لـ"هيئة تحرير الشام" قامت باعتقال سبعة منهم بعد وصول معلومات إليها عن الأشخاص، بينما تقوم بملاحقة البقية، بتهمة التواصل مع النظام، وقامت بنقل المعتقلين إلى جهة مجهولة.

وذكرت أن العشرات من النساء والأطفال عادوا إلى مدينة مضايا بعد سماح النظام لهم بالعودة عن طريق وسطاء، في حين يتخوف شباب مضايا المهجرون إلى إدلب من البقاء في إدلب، في ظل تردي الوضع الأمني وكثرة التفجيرات.

وأضافت أن الشباب المهجر في إدلب يعاني من صعوبات كثيرة، أولها قلة فرص العمل والبطالة، ومعظم الشباب ليس لديهم مصدر دخل، ما يدفعهم إلى التفكير في العودة.

وكان النظام السوري قد هجّر أهالي مدينة مضايا برعاية روسيّة إيرانيّة ضمن اتفاق "المدن الأربع" قبل شهور، إثر حصار وقصف دام أكثر من عامين على المدينة.




دلالات