العراق: تقاطع مبادرات قادة التحالف الوطني... والصدر يلجأ للعشائر

02 مارس 2017
الصدر يروج لمبادرته دون انتظار موافقة الحكيم(حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

يلتزم التحالف الوطني الحاكم في العراق مع زعيمه، عمّار الحكيم، الصمت إزاء المبادرة التي قدّمها زعيم "التيّار الصدري"، مقتدى الصدر، بشأن الانتخابات المقبلة، بسبب تقاطعها مع مبادرة الأول، الذي يسعى لإحيائها مجدّداً، ما أجبر الأخير على البدء بالترويج لمبادرته من خلال كسب العشائر، متجاوزاً التحالف. 

وكان الصدر قد قدّم منتصف الشهر الماضي، مبادرة سياسية تضمّنت إجراء انتخابات شاملة في العراق تحت إشراف دولي، في وقتٍ سبقه الحكيم إلى إطلاق مبادرة التسوية السياسية التي لم تحصل على تأييد كاف. 

وقال نائب قريب من التحالف الوطني، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الحكيم يماطل في الرد على مبادرة الصدر، ولم يدفع باتجاه تأييدها، كما لم يكشف حتى الآن عن موقفه إزاءها، في وقتٍ ينتظر فيه الصدر موقفاً واضحاً بالرفض أو القبول"، مبيناً أنّ "مبادرة زعيم (التيار الصدريوتوقيتها جاء متقاطعاً مع مبادرة التسوية التي قدّمها الحكيم"


وأوضح أنّ "الحكيم، الذي كان يروّج لمبادرته، والتي تحمل اسمه كزعيم للتحالف، لا يمكن له أن يروّج ويدفع باتجاه مبادرة الصدر، لأنّ ذلك يعني اعترافاً منه بفشل مبادرته، والتي تتقاطع مع مبادرة الصدر، لذا اختار الصمت"، لافتاً إلى أنّ "الصدر طالب الحكيم بإيضاح موقفه وحسمه، لكن من دون جدوى"

وأشار المتحدث ذاته إلى أنّ "عدداً من قادة التحالف حاولوا تسوية الموضوع، من خلال دمج المبادرتين والخروج بمشروع مشترك تحت اسم التحالف الوطني لا يحمل إسم أي من الطرفين، ويكون شاملاً وحلّاً وسطاً، لكن الحكيم لم يقبل بذلك، محاولاً إعادة إحياء مبادرته، التي قوبلت برفض من جهات عدّة، ومن زعيم "التيّار الصدري" أيضاً، ما تسبب بصراع داخلي بين زعامات التحالف"

من جهته، أكد النائب عن "التيّار الصدري"، عبد العزيز الظالمي، أنّ "الصدر يعمل على تفعيل مبادرته، والتي حظيت بتأييد من قبل تحالف القوى والتحالف الكردستاني"

وقال في تصريح صحافي، إنّ "الصدر وضع برنامجاً للقاء زعماء العشائر والأساتذة الجامعيين، لمناقشة المبادرة معهم"، موضحاً أنّ "التيّار شكّل لجنة مختصّة لترجمة بنود وفقرات المبادرة، لتنفيذها على الواقع، بعيداً عن المناكفات السياسية الصادرة من قبل الأطراف".

وأشار إلى أنّ "اللجنة المشكّلة ستبدأ اجتماعاتها خلال الأيّام المقبلة مع الزعامات الدينية والمجتمعية، وبعض الأطراف السياسية، لتفعيل المبادرة، سواء أكان التحالف الوطني مؤيداً لها أم غير مؤيد".

ويشير مراقبون إلى أنّ الخلاف داخل زعامات التحالف الوطني بشأن المبادرات السياسية يعكس مدى الخلاف بينها، وأنّ تحالفها جزء من الأزمة وليس جزءاً من الحل، في ظل ظروف سياسية وأمنية تحتاج فيها البلاد إلى تفاهمات سياسية.