يمتلك جيل الأبناء كاريزما الشباب طبعاً، لكن الأبناء يحملون إرثاً ثقيلاً من الحروب السياسية والعسكرية والأمنية، وعلاقات توترت وانفرجت مراراً مع القوى الإقليمية والدولية.
وبعكس آبائهم الذين بنوا جزءاً أساسياً من إرثهم السياسي بحجة "التضحيات والدماء"، فإن الجيل الجديد من السياسيين اللبنانيين هم أبناء عهد السلام المجبول بعدم الاستقرار.
تعرفوا على الحياة في لبنان من بوابة العمل العام، لم يرتد أي منهم مدرسة رسمية أو الجامعة الرسمية الوحيدة. لم يعانوا ما يعانيه الشباب اللبناني من الصعوبات المالية والاجتماعية التي أسس لها آباؤهم خلال عقود من الحروب والصفقات. ولكنهم باتوا قادة المستقبل. ومن لم يختر تولي الخلافة العائلية بشكل طوعي أو أنه كان رقماً في قائمة طويلة من الورثة، فقد دفعه اغتيال ما أو تصفية حساب ما إلى الإقدام وتولي المسؤولية.
ومن فقد إمكانية كسب تأييد جمهوره الطائفي، فقد نجح في تولي المسؤولية بالتزكية.
هذه هي النماذج التي ستتحكم تباعاً بمفاصل الأحزاب السياسية اللبنانية، وبعدها بمصير الدولة الهشة التي لم يتوارث مواطنوها إلا الأزمات السياسية الطويلة.