"واشنطن بوست": بعد برينان... ترامب متحمّس لسحب المزيد من التصاريح الأمنية

17 اغسطس 2018
ترامب "متحمّس" لسحب مزيد من التصاريح الأمنية (أوليفييه دوليري/Getty)
+ الخط -

يبدو أنّ تجريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" جون برينان، من تصريحه الأمني، هو الحبة الأولى من سلسلة ستكرّ وينفرط عقدها، لتطاول مسؤولين آخرين، بحسب ما كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وذكرت الصحيفة، في تقرير، اليوم الجمعة، نقلاً عن مسؤوليْن بالبيت الأبيض، أنّ ترامب، أخبر مستشاريه بأنّه متحمّس لسحب مزيد من التصاريح الأمنية، ضمن هجومه المتصاعد ضد الأشخاص الذين انتقدوه، أو لعبوا دوراً في التحقيق بالتدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الرئاسية 2016.

وخلال الأشهر الـ19 الماضية، طرد ترامب أو هدّد باتخاذ إجراء ضد حوالي 12 مسؤولاً حالياً وسابقاً مرتبطين بالتحقيق الذي وصفه بأنّه "مطاردة ساحرات"، بمن فيهم مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق "إف بي آي" جيمس كومي، والنائب السابق لوزير العدل سالي ياتيس، ونائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق "إف بي آي" أندرو ماكابي. ورفض الثلاثة جميعهم.


وقام ترامب، الأربعاء، بتجريد برينان من تصريحه الأمني، والذي يتيح له الاطلاع على معلومات حساسة وسرية حتى بعد انتهاء ولايته في منصبه. كما أعلن ترامب أنّ أشخاصاً بارزين آخرين قيد المراجعة، محذراً من ينتقدونه من أنّهم يخاطرون بإدراجهم على لائحة سوداء.

وكان برينان، والمدير السابق للمخابرات الوطنية "إن آي إيه" جيمس آر. كلابر جونيور، الموجود على القائمة التي يراجعها ترامب، من بين مسؤولي إدارة الرئيس السابق باراك أوباما الذين قدّموا مطالعة بشأن أدلة تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية، قبيل تنصيب ترامب.

ودعا ترامب مراراً، وزير العدل جيف سيشينز، ومسؤولين آخرين، إلى إنهاء التحقيق بقيادة المحقق الخاص روبرت مولر الذي ينظر في التواطؤ المحتمل بين موسكو وحملة ترامب، وما إذا كان الرئيس قد سعى إلى عرقلة العدالة.

ويرى مراقبون، أنّ تحركات ترامب، تحاكي قرار الرئيس ريتشارد نيكسون المفاجئ، بتسريح أرشيبالد كوكس، المحقق الخاص في فضيحة "ووترغيت".


قائد عملية بن لادن "يرفع الصوت"

خطوة ترامب، بسحب الترخيص الأمني من برينان، لم تمر من دون اعتراض، حتى من داخل المؤسسة الأمنية نفسها، فقد أدانها الأدميرال الأميركي ويليام ماكرايفن، قائد العملية التي قتل فيها زعيم تنظيم "القاعدة" أسامة بن لادن في باكستان، الذي طلب من ترامب سحب ترخيصه كذلك.

الأدميرال المتقاعد الذي يحمل العديد من الأوسمة، دافع، في رسالة مفتوحة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، عن برينان بوصفه "أحد أرقى الموظفين الذين عرفتهم".


وكتب ماكرايفن قائلاً إنّ "القليل من الأميركيين قدّموا أكثر من جون لحماية هذه البلاد"، مضيفاً "أنّه رجل بنزاهة لا تقارن، ولم تكن شخصيته وصدقه يوما محل شك، إلا من هؤلاء الذين لا يعرفونه".

وقال مخاطباً ترامب: "لذا سأعتبره شرفاً لي إذا سحبت ترخيصي الأمني أيضاً، ليكون باستطاعتي إضافة اسمي إلى قائمة الرجال والنساء الذين رفعوا الصوت ضد رئاستك".

وكان ماكرايفن قائد العمليات الخاصة المشتركة بين عامي 2011 و2014، وأشرف على العملية التي قامت بها قوات خاصة من مشاة البحرية على المنزل الذي كان يختبئ فيه بن لادن في باكستان عام 2011 وأدت إلى قتله.

وقال، في مقالته: "مثل معظم الأميركيين، كنت آمل أن ترتفع إلى مستوى المناسبة عندما تصبح رئيساً، وتصبح القائد الذي تحتاجه هذه البلاد العظيمة". وأضاف: "من خلال تصّرفاتك أحرجتنا في نظر أولادنا، وأهنتنا على الساحة الدولية، والأسوأ من كل هذا أنّك قسمتنا كأمة".

وتابع: "إذا كنت تظن للحظة أنّ تكتيكاتك التي تشبه حقبة المكارثية سوف تقمع أصوات النقد، فأنت مخطئ"، مشيراً إلى أنّ "النقد سيستمر حتى تصبح القائد الذي صلّينا أن تكونه".

وكان برينان قد اعتبر أنّ أداء ترامب في قمة هلسنكي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا يقل عن خيانة"، وكتب في تغريدة على "تويتر"، أنّ "ترامب لم يدل بتصريحات غبية فقط بل هو بين أيدي بوتين تماماً".


وأكد أنّ التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية في 2016 "واقعي"، ونفى كل الشكوك التي طرحها ترامب في هذه القضية.

في المقابل، برّر ترامب سحب الترخيص، بسبب "المخاطر التي تشكّلها التصرفات والسلوك الخاطئ" من برينان.