"من إدلب إلى برلين".. رسالة استغاثة من سوريين لإنقاذهم من رصاص النظام

02 فبراير 2020
تجمع المئات قرب الجدار الحدودي الفاصل بين سورية وتركيا(تويتر)
+ الخط -
تجمع المئات من المدنيين السوريين قرب الجدار الحدودي الفاصل بين سورية وتركيا، قرب مخيم عائشة التابع لمنطقة حارم الحدودية شمالي إدلب، والمقابل لمدينة الريحانية التركية، ضمن تظاهرة دعا إليها ناشطون ومدنيون تحت عنوان "من إدلب إلى برلين".

وتهدف التظاهرات إلى إرسال رسالة بطريقة سلمية لتخلي المجتمع الدولي عن ملايين المقيمين والنازحين في إدلب، ما جعلهم يلجؤون إلى هذا الخيار وسط التقدم السريع لقوات النظام تجاه مدنهم وقراهم وقصفها بكافة أنواع الأسلحة، دون رقيب.

وأوضح ناشطون في نص الدعوة إلى التظاهرة التي تداولوها عبر وسائل التواصل في الأيام الماضية، أن هدفها "نجاة المدنيين عبر الحدود التركية إلى أوروبا، فالمدنيون في سورية لم يعد لديهم أي مكان يهربون إليه بعد أن هاجمهم نظام الأسد الإرهابي مدعوماً بالطائرات الروسية التي تستهدف منازل المدنيين والمشافي وفرق الإسعاف ويرتكب مجازر مروعة وسط صمت العالم أجمع".

وأشاروا إلى أن "الحملة سلمية والأتراك ليسوا أعداءً للشعب السوري ولكن تركيا هي الأقرب للشعب السوري للهروب إليها من الموت تحت وطأة الغارات الجوية والقذائف الصاروخية"، وأن "روسيا لم تحترم القرارات الدولية ولم تراع الاتفاقيات التي أشرفت على صياغتها، واستمرت في دعم نظام الأسد لقتل الشعب السوري بدم بارد بمساعدة المليشيات الإيرانية".

وأشار الناشطون في نص الدعوة إلى أنه "وبناء على ما ذُكر، تهدف الحملة إلى تحميل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه ما يحصل داخل سورية من مجازر على مرأى ومسمع منه دون أن يحرك أي ساكن، والتطبيق الفوري للقرارات الدولية الخاصة بالشأن السوري وعلى رأسها مقررات مؤتمر جنيف لعام 2012".

وأكدوا أن "مثل هذه الدعوات للتظاهر من أجل كسر الحدود لن تتوقف حتى حصول الشعب السوري على حريته وحقوقه التي ضحى من أجلها، إن لم تستطع القوانين الدولية حمايتنا داخل بلادنا فيجب عليها ألا تمنعنا من البحث عن حياة أفضل لنا ولأبنائنا خارجها".

 

وقد حددت أسس أربعة لضبط التظاهرة، كي لا تخرج عن الإطار المرسوم لها، بدءاً من "رفع لافتات موضحة للوجهة"، وأن "الأتراك ليسوا أعداء، نريد أن تصلهم رسالتنا للعبور من أراضيهم الى أوروبا"، و" التعاون مع الفصائل كافة وعدم التسبب بأي تخريب غير مقصود"، و"عدم الاقتراب من المعابر الإنسانية "(شرايين التخفيف عن الألم)، وأخيراً، "الالتزام بالمنطقة التي تم اختيارها".

ويشارك في التظاهرة نساء وأطفال وعائلات، حزمت أمتعتها وتوجهت للمشاركة بنية الدخول إلى تركيا في حال السماح لها، وسط تشديدات أمنية تركية على الطرف الآخر من الحدود، إذ وصلت تعزيزات عسكرية تركية من قوات حرس الحدودي التركي "الجندرمة"، إلى منطقة التجمع.

وأفاد مراسل "العربي الجديد" الموجود في المكان، بأن عناصر من الجيش التركي تحدثوا مع نشطاء ومنسقين للتظاهرة، وهددوهم بإطلاق النار على أي شخص يحاول تجاوز الحدود، وتحت أي ظرف.

ولا يزال تجمع السوريين من مختلف المحافظات، سواء من سكان إدلب أو النازحين أو المهجرين قسراً إليها، مستمراً في النقطة المتفق عليها للتجمع، حتى لحظة كتابة هذا التقرير، دون ورود أخبارٍ عن مواجهات بين المتظاهرين وقوات حرس الحدودي.

يشار إلى أن أهالي ونشطاء إدلب ومهجرين إلى المحافظة قد دعوا في نهاية آب/ أغسطس من العام الماضي، إلى تظاهرة مماثلة قرب معبر "باب الهوا" الحدودي مع تركيا، بهدف كسر الجدار الحدودي، إثر حملة وحشية من قبل طيران روسيا والنظام على مدنهم وقراهم، ولا سيما جنوبي إدلب وشمالي حماة، إلا أن حرس الحدود التركي منع المتظاهرين من تجاوز الجدار الحدودي.

وتتعرض محافظة إدلب أو "منطقة خفض التصعيد الرابعة"، التي تضم كافة محافظة إدلب وأجزاء من أرياف حلب الغربي والجنوبي، وحماة الشمالي، واللاذقية الشرقي، لحملة برية وجوية من قبل قوات النظام وروسيا، ما أدى لنزوح مئات الآلاف من المدنيين، ولا سيما من ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، وريفي حلب الجنوبي والغربي، حيث تمتد قوات النظام إلى تلك المناطق بشكل متسارع، وسط ضعف في الموقف التركي الذي يعتبر أحد الضامنين لـ "منطقة خفض التصعيد"، التي أقرت في أستانة، وطرفاً في اتفاق سوتشي الموقع في أيلول/ سبتمبر 2018 حول إدلب ومحيطها.

دلالات
المساهمون