"البشمركة" تعتقل عناصر من "الحشد الشعبي"

20 يونيو 2015
"البشمركة" تطالب بإخراج "الحشد" من المناطق المشتركة (فرانس برس)
+ الخط -

تصاعدت حدّة الخلافات بين مليشيا "الحشد الشعبي" وقوات "البشمركة" الكردية في المناطق المشتركة، وبعد اشتباكاتهم في محافظة ديالى الأسبوع الماضي، اعتقلت "البشمركة" أربعة من عناصر المليشيا في قضاء الطوز، في محافظة صلاح الدين، على خلفية انتهاك ارتكبته تلك العناصر بحق مواطنين كرد، مطالبة بإخراجهم من القضاء وعدم تدخلهم بالملف الأمني.

وقال القيادي في "التحالف الكردستاني"، حسن جهاد، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الحشد الشعبي بعد أن تم تحرير مناطق الطوز وآمرلي في صلاح الدين لم تخرج من تلك المناطق، على الرغم من المطالبات بإخراجهم، وقد نصبوا الحواجز الأمنية في الشوارع الرئيسية، الأمر الذي أدى إلى انتهاكات كبيرة ارتكبوها، بعضها بحق مواطنين كرد".

وأشار إلى أنّ "عناصر من الحشد، وتحديداً من مليشيا الخراساني، أقدمت ليل أمس، الخميس، على إطلاق النار من أسلحة رشاشة باتجاه سيارة تقل مواطنين كرداً، مما أسفر عن مقتل أحدهم وإصابة أربعة آخرين، نقلوا إثر ذلك إلى المستشفى".

ولفت جهاد إلى أنّ "الحادث جرى من دون أيّ سبب، بل إنّ العناصر عناصر غير منضبطة ولا تخضع لقانون ولا نظام"، مضيفاً أنّ "قوة من البشمركة سارعت إلى موقع الحادث واعتقلت عناصر الحشد وعددهم أربعة، وتم وضعهم في أحد مراكز الاحتجاز وفتح تحقيق معهم".

وأوضح أن "هناك محاولات واتصالات لتسوية الموضوع من قبل جهات سياسيّة"، مشدّداً على أنّ "الجانب الكردي يرفض تسوية الموضوع إلّا في حال إخراج (الحشد الشعبي) من تلك المناطق أو إبرام اتفاقات تضع حدوداً لكل قوة، وأن تكون هنالك سلطة واحدة مسؤولة عن الملف الأمني وقانون ملزم للجميع ويطبق على الجميع من دون استثناء".

وأشار جهاد إلى أنه "من غير الممكن أن تأتي قوات طارئة على تلك المناطق وتحاول الانفراد بالملف الأمني، وتنصب حواجز أمنيّة، وتقتل وتعتقل بدون مسوّغ قانوني. لذا يجب إعادة الملف الأمني كما كان عليه منذ سنين بيد الشرطة والأسايش (حرس إقليم كردستان) لإعادة الأمن وسلطة القانون".

وأكد أن "الحشد عناصر غير منضبطة، وأنّ المرجعية وعدداً من السياسيين طالبوا بمحافل عدّةٍ الحشدَ بالانضباط وعدم الاعتداء على حرم وأموال المواطنين"، محذراً من "مغبة تلك الحوادث وعدم إيجاد حلٍّ عاجل لها، لأنّها ستتفاقم وتحدث مشاكل أكبر يصعب حلها حينذاك".

من جهته، قال عضو المجلس المحلّي لقضاء الطوز، محمد رشيد البياتي، إنّ "القضاء يعاني كثيراً من انتهاكات (الحشد الشعبي) التي ترتكب بشكل يومي بحق المواطنين".

وأوضح البياتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "عدم انضباط تلك العناصر وعدم تأهيلها لأداء المهمات الأمنية جعل من المواطنين يدفعون ثمن ذلك، من خلال الانتهاكات التي ترتكب يومياً بحقهم"، مشيراً إلى أنّ "تلك العناصر تسيء استخدام السلطة بشكل يومي وتسيء التعامل مع المواطنين".

ولفت إلى أنّ "المواطن البسيط أجبر على تحمل تلك الانتهاكات، وإذلالها إيّاه، لعدم وجود جهة أو قوة تسنده وتدافع عنه، كما تدافع (البشمركة) عن المواطنين الكرد"، مطالباً الجهات المسؤولة بـ"اتخاذ إجراءات تحفظ كرامة المواطنين في قضاء الطوز".

يشار إلى أنّ اشتباكات اندلعت الأسبوع الماضي بين مليشيا "الحشد الشعبي"، وقوات "البشمركة" في محافظة ديالى، على خلفية حفر الأولى خندقاً فاصلاً بين المناطق التي تسيطر عليها كلٌّ من تلك القوات.

اقرأ أيضاً: "داعش" يهاجم بلدات بين الأنبار وصلاح الدين

المساهمون