شبهات تزوير تلاحق مرشحين للرئاسة التونسية

17 اغسطس 2019
تترقب تونس الانتخابات الرئاسية في سبتمبر المقبل (Getty)
+ الخط -

تلاحق شبهات تزوير مرشحين للانتخابات الرئاسية في تونس، والمقررة في 15 أيلول/ سبتمبر المقبل، بعد ظهور تزكيات نواب لأكثر من مرشح، إثر قيام الهيئة العليا للانتخابات، اليوم السبت، بنشر قائمة النواب المزكين للمترشحين.

وقال رئيس "شبكة مراقبون"، محمد مرزوق، في تصريح لـ"العربي الجديد" إنّ "على الهيئة العليا المستقلة للانتخابات تحمل مسؤوليتها في ما يحدث من تضارب وادعاءات وشبهات حول تزكية عدد من النواب لمترشحين". وتساءل "كيف سمحت الهيئة بقبول الترشحات في مرحلتها الأولية من دون التثبت من تزكية النائب نفسه لمرشحين اثنين؟ ولماذا لم تعلم النواب المعنيين بتزكيتهم لنفس المترشحين؟".
ودعا مرزوق الهيئة لـ"التعامل بجدية مع المعطيات الجديدة"، مؤكداً أنّ على النواب الذين أنكروا تزكيتهم، الاتصال بالهيئة واتخاذ الإجراءات اللازمة.
ودعا نشطاء إلى إسقاط المرشحين، في حال ثبت تزوير التزكيات، ومحاكمتهم بتهم "انتحال صفة والتدليس ومسك مدلس" وتقديمهم إلى جهة رسمية، متوقعين أن يتقلص عدد المترشحين بإسقاط ثلاثة أشخاص على الأقل، إذا تم التعامل بجدية مع المسألة.

وأظهرت قائمة نشرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، اليوم السبت، أنّ قرابة ثلثي أعضاء مجلس نواب الشعب شاركوا في تزكية المترشحين للانتخابات الرئاسية، حيث قدم 150 نائباً تزكياتهم لـ11 مترشحاً للانتخابات الرئاسية، أي بنسبة تناهز نحو 70 في المائة من نواب البرلمان.
وتشير الأرقام إلى أنّ رئيس الحكومة يوسف الشاهد؛ زعيم حزب "تحيا تونس"، يتصدر المترشحين من حيث أكبر عدد من التزكيات (30 تزكية) فيما يحتل الأقل عدداً الفخفاخ (10 تزكيات).
ويحتل حزب "النهضة" قائمة الأحزاب البرلمانية من حيث عدد التزكيات بـ 50 نائباً من أصل 68 عضواً في الكتلة، حيث قام نواب "النهضة" بتزكية 5 مترشحين للانتخابات الرئاسية؛ هم كل من رئيس البرلمان بالنيابة ومرشح الحزب عبد الفتاح مورو (17 تزكية)، ورئيس الحكومة الأسبق حمادي الجبالي (11 تزكية)، والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي (7 تزكيات)، وحاتم بولبيار (9 تزكيات) وإلياس الفخفاخ (7 تزكيات).

وتوزعت تزكيات نواب كتلة "نداء تونس" على 4 مترشحين للانتخابات الرئاسية؛ وهم وزير الدفاع المستقيل عبد الكريم الزبيدي، ورجل الأعمال نبيل القروي، ورجل الأعمال الملاحق قضائياً سليم الرياحي، والوزيرة السابقة سلمى اللومي، فيما قدم نواب كتلة "الائتلاف الوطني" التابعة لحزب "تحيا تونس" تزكياتهم إلى الزبيدي والفخفاخ.
وقام ثلاثة نواب من حزب حركة "مشروع تونس" الذي يتزعمه محسن مرزوق، بتزكية منافسين لمرشح الحزب من خلال تزكية المترشحين منجي الرحوي (تزكيتان) والرياحي (تزكية واحدة).


نائبان من "النهضة" ينفيان تزكية بوليبار

إلى ذلك، عبّر النائبان عن "حركة النهضة" عن استغرابهما من وجود اسميهما في قائمة تزكية حاتم بولبيار، العضو السابق بمجلس شورى "النهضة"، في الوقت الذي زكيا فيه ترشح وزير المالية الأسبق إلياس الفخفاخ، القيادي بحزب "التكتل من أجل العمل والحريات"، وترشح مورو.

وأكد المذيوب، لـ"العربي الجديد"، أنّ بولبيار اتصل به كما اتصل به عديد من المترشحين، ولكنه لم يقم بتزكيته، معتبراً أنّ "هذا يعد تزويراً وهراء وكذباً وتجاوزاً سيتم متابعته عبر المحاكم".
وبين المذيوب أنّه كان خارج حدود الوطن عندما اتصل به بولبيار، مضيفاً أن "الثابت والمكتوب والمدون هو التشرف بتزكية المترشح إلياس الفخفاخ فقط دون غيره".

من جانبها، أوضحت التقاز في تدوينة أنه "خلافاً لما ورد في قائمة المزكين للمترشحين للرئاسة التي أصدرتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، حيث ورد اسمي ضمن قائمة الأسماء التي زكت السيد حاتم بولبيار، أنفي نفياً قاطعاً تزكيتي لأي مرشح للرئاسة، كما أؤكد أنّ مرشحي الوحيد هو السيد عبد الفتاح مورو المرشح الرسمي للحركة".


وفي السياق، تظهر القائمات المنشورة أنّ رئيس قائمة حزب "الأمل" بتوزر النائب عبد الرؤوف الشابي، زكّى كلاً من المترشحين الرياحي والقروي. وبقطع النظر عن شبهة تزكيته مرشحين اثنين في الوقت نفسه، أو إمكانية إقحام اسمه من أحد المترشحين فإنّ الغريب أن النائب زكى منافسين لرئيسة حزبه، سلمى اللومي، التي عينته رئيساً لقائمة توزير.
كما فوجئ متابعون بتزكية النائب عدنان الحاجي ذي المرجعية اليسارية والمعروف بخلافه السياسي مع حزب "النهضة" لبولبيار، والأكثر إثارة للجدل أنّه زكى منافساً لرئيس حزبه "تونس إلى الأمام"، عبيد البريكي.

من جهة أخرى، انتقد أنصار مرشح ائتلاف "الجبهة الشعبية" حمة الهمامي، من اليساريين، تزكية نائبين عن حزب "المشروع" سليل حزب "نداء تونس" للرحوي القيادي بحزب "الوطنيين الديمقراطيين"، والذي بات خصماً سياسياً للهمامي ومنافساً له على خزان اليسار الانتخابي.

كذلك تساءل مراقبون عن تزكية نواب الكتل منافسين لرؤساء أحزابهم على غرار 3 أعضاء في كتلة "الائتلاف الوطني" التابعة لحزب "تحيا تونس" الذي يتزعمه الشاهد، حيث أقدم كل من منصف السلامي وعلي بنور وعبد الرؤوف الماي على تزكية الزبيدي.

وكذلك زكى العضوان في كتلة "الحرّة" لـ"مشروع تونس" محمد الطرودي وبلقاسم الدخيلي الزبيدي على حساب مرشح حزبهما محسن مرزوق.