دي ميستورا: وفد النظام السوري لم يؤكد مشاركته في جنيف8

27 نوفمبر 2017
دي ميستورا: التسوية السياسية هي الحل الوحيد (Getty)
+ الخط -
قال المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إنه "يجب أن تجري مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة"، مؤكداً أن "مؤتمري سوتشي والرياض قد يساعدان على إطلاق مفاوضات حقيقية في جنيف".

وأعلن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، خلال مؤتمر عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة مع مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، أن النظام السوري لم يؤكد بعد مشاركته في جولة جديدة من المفاوضات حول سورية، قائلاً، إنه وجه رسالة إلى المنظمة الدولية، مساء الأحد، يبلغها فيها، أن وفده لن يحضر الإثنين إلى جنيف.


وأضاف دي ميستورا: "لقد وجهوا لنا رسالة، مساء أمس، تقول إنهم لن يصلوا الإثنين إلى جنيف"، مؤكداً أن الأمم المتحدة لن تقبل "أي شرط مسبق" للمشاركة، سواء من قبل النظام أو المعارضة.

وتابع: "إذا حضر الطرفان إلى جنيف فسنتمكن من إجراء محادثات معمقة"، متوقعاً أن يأتي قريباً وفد النظام إلى جنيف في ضوء التزامات رئيس النظام، بشار الأسد، في قمة سوتشي، التي عقدها رؤساء روسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، وتركيا رجب طيب أردوغان.

وشدد على أن وفد النظام "يجب أن يأتي إلى جنيف مستعداً للتفاوض، كما على المعارضة أن تكون موحدة للتفاوض"، وأنه "يجب أن يكون التفاوض في جنيف دون شروط مسبقة على المبادئ الاثني عشر وسلال الدستور والانتخابات، وفي اتجاه تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2254".

وذكر أن "التسوية السياسية هي الحل الوحيد للأزمة السورية"، مشدداً على أنه "آن الأوان لأن تكون هناك تسوية حقيقية في سورية، وأن المفاوضات في جنيف يجب أن تجري دون شروط مسبقة".

ولفت إلى أن "خطة العمل يمكن أن تبدأ بالتركيز على تنفيذ قرار 2254، الذي خلص لهدف نهائي، هو تنظيم انتخابات عادلة بإشراف الأمم المتحدة"، مؤكداً أنه "يجب أن تجري المصادقة العامة على دستور جديد، ويجب التوصل للدستور من خلال عملية جامعة".

وبخصوص المؤتمر الذي تعتزم روسيا عقده في سوتشي، قال دي ميستورا إن "روسيا تعمل على عقد مؤتمر بدعم الأمم المتحدة" دون تحديد موقف الأمم المتحدة منها، وقال إنه سيواصل النظر في الاقتراح، وما إذا كان سيساهم في عملية المفاوضات السورية بشكل إيجابي، مضيفاً أن "جميع المبادرات الأخرى يجب أن تدعم مبادرة الأمم المتحدة، وهي الراعي الوحيد للمفاوضات الذي تم تفويضه من قبل مجلس الأمن وليس أي طرف آخر".

كما أعلن أيضاً أن اجتماعاً للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي سيعقد، الثلاثاء، في جنيف بمبادرة من فرنسا، مؤكداً مشاركته في هذا الاجتماع.

ويبدو أن هذا اللقاء بين الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا يندرج في إطار رغبة القوى الكبرى بالإمساك مجدداً بالملف السوري في مواجهة الدبلوماسية النشطة لموسكو، بحسب وكالة "فرانس برس".

وأعلن المبعوث الأممي أيضاً لمجلس الأمن الدولي أن "أكثر من 200 ممثل عن المجتمع المدني السوري سيحضرون إلى جنيف في الأسابيع المقبلة"، مضيفاً أنه سيكون هناك أيضاً خبراء في مجال حقوق الإنسان لبحث الاعتقالات واختفاء أشخاص في سورية.

وأوضح أنه ينتظر أيضاً مجيء خبراء في المجال الدستوري.

وحدد دي ميستورا أربعة مواضيع للبحث على جدول أعمال الجولة الثامنة للمفاوضات السورية، وتتمثل في "حكم ذي مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية"، وصياغة دستور جديد، والتحضير لانتخابات "تحت إشراف الأمم المتحدة"، وبحث الإرهاب.

وعن الوضع الميداني في سورية، قال دي ميستورا إن "نصف السكان هربوا من ديارهم، وعملية الإعمار ستكلف ما لا يقل عن 250 مليار دولار. وشهدنا ظهور عدد من الأطراف تختلف أجنداتها، وطرفاً لا يزال قائماً يتمثل في تجزيء نسبي للمجتمع السوري يؤدي إلى ضرر في استقلال ووحدة سورية".

وأضاف: "لقد شهدنا انهزاماً لكثير من المجموعات الإرهابية، واستخداماً للأسلحة بشكل غير مسبوق وعلى مدار ست سنوات، وهي واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخ الأمم المتحدة".

وأعرب عن قلقه الشديد لما يحدث في الغوطة الشرقية، وعدم السماح للمساعدات الإنسانية بالدخول.

إلى ذلك، قال رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات، نصر الحريري، مساء اليوم، إنّ "التوقعات من جنيف 8 ضئيلة ونظام الأسد يواصل عرقلة المفاوضات".

وحمّل الحريري، في مؤتمر صحافي بعد وصوله مع وفد التفاوض إلى جنيف، المبعوث الأممي ومجلس الأمن المسؤولية في إجبار النظام على التقدم في الحل السياسي، كما أضاف أن "الهيئة تسعى إلى عملية انتقال سياسي تتضمن رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية"، لافتاً إلى أن "الوفد المفاوض يتطلع إلى دعم أصدقاء الشعب السوري الدوليين والإقليميين والعرب لدعم العملية السياسية في سورية".

ووصل وفد الهيئة العليا للمفاوضات، برئاسة الحريري، اليوم، إلى مدينة جنيف السويسرية.