إلغاء الاستعراضات العسكرية عشية تعديل الدستور يربك السلطات الروسية

18 يونيو 2020
جانب من بروفة استعراض النصر على النازية بموسكو(العربي الجديد)
+ الخط -
تناولت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية في عددها الصادر اليوم الخميس، دلالات إلغاء الاستعراضات العسكرية بمناسبة الذكرى الـ75 للنصر على ألمانيا النازية في عشرات المدن الروسية بسبب وباء كورونا، متسائلة عن تأثير هذا الوضع على التصويت في الاستفتاء المرتقب على التعديلات الدستورية، التي من شأنها "تصفير" عدد ولايات الرئيس الحالي، فلاديمير بوتين، والسماح له بالترشح لولايتين إضافيتين.

وفي مقال بعنوان "عجز السلطات عن إثارة شعور النصر لدى المواطنين"​، لفتت الصحيفة إلى أنه سيصعب على السلطات المحلية إقناع المواطنين بضرورة البقاء بمنازلهم في يوم الاحتفالات بالنصر على النازية، في 24 يونيو/ حزيران الجاري الذي تم إعلانه عطلة رسمية، فالتوجه إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في التصويت، سيكون بدءاً من 25 يونيو/ حزيران، وحتى 1 يوليو/ تموز.

ومع ذلك، ثمة إجماع بين الخبراء على أنّ الاحتفالات بالساحة الحمراء وسط موسكو هي الاستعراض الأهم بالنسبة إلى أغلبية السكان، وسط ترجيحات برهان السلطات على تفاعل معارضي التعديلات مسبقاً، وحدهم مع التناقضات الدعائية.

وأوضح الدكتور في العلوم القانونية إيليا شابلينسكي، لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"، أنّ التصويت على التعديلات الدستورية يشكل بالنسبة إلى الكرملين أهمية أكبر من الاستعراضات الإقليمية التي لا تعد سوى واحدة من وسائل تعبئة النواة الصلبة لمؤيدي السلطة.

ورجح شابلينسكي أنّ "السلطات قررت غض الطرف عن الزيادة المحتملة في أعداد المصابين بالفيروس"، وباتت مستعدة لفشل دعاية النصر، ليصبح بث الاستعراض من الساحة الحمراء هو الفعالية الرئيسية لـ"رفع المعنويات" مع السماح للسلطات المحلية بإلغاء الاحتفالات طالما ستوفر النتائج المطلوبة للتصويت على التعديلات الدستورية.

وأشار عضو مجلس اتحاد المحامين الروس، أليكسي غافريشيف، هو الآخر، في تعليق لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"، إلى أنه "من البديهي أن رفع إجراءات الحجر الصحي في الأقاليم الروسية لا يعود إلى تراجع معدلات الإصابة بقدر ما هو ضروري لإجراء الاستفتاء على التعديلات الدستورية".

كما توقع غافريشيف أن تكون الاحتفالات بالساحة الحمراء كافية لأغلبية المواطنين، بينما أصبحت الاستعراضات في المدن الأخرى مهمة ثانوية.

من جانب آخر، لفت عضو مجلس حقوق الإنسان التابع للرئاسة الروسية، ألكسندر برود، في حديث لـ"نيزافيسيمايا غازيتا"، إلى أنه على عكس تعذر الالتزام بإجراءات الأمان الصحي والوبائي أثناء الاستعراضات العسكرية، فإنه يمكن تقليل المخاطر أثناء التصويت بواسطة حزمة كاملة من الإجراءات، بما فيها تقليص الحضور بمراكز الاقتراع، عن طريق زيادة عدد أيام التصويت الذي سيستمر أسبوعاً كاملاً.

ورغم أنّ بوتين حدد، يوم 1 يوليو/ تموز المقبل، موعداً للتصويت على التعديلات الدستورية، إلا أنه يمكن للمواطنين البدء بالتصويت، اعتباراً من 25 يونيو/ حزيران الحالي، لمنع تكدس المصوتين بمراكز الاقتراع.

كما قررت لجنة الانتخابات المركزية اتخاذ عدد من الإجراءات لضمان سلامة المواطنين، بما فيها تحديد الحد الأقصى للمصوتين كل ساعة، وتوفير وسائل الوقاية الشخصية لجميع أعضاء اللجان الانتخابية والمراقبين والمشاركين، وإخضاع أعضاء اللجان لاختبارات كورونا.

وبحلول اليوم الخميس، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا في روسيا نحو 561 ألف حالة تماثلت حوالي 314 ألفاً منها للشفاء مقابل 7660 وفاة، وفق الأرقام الواردة بموقع "ستوب كورونا فيروس" الحكومي الروسي.

المساهمون