وجاء هذا الرفض بعد أن كان غانتس طلب الحصول على تمديد مع اقتراب انتهاء المهلة الرسمية الممنوحة له عند منتصف ليل غد الإثنين، من دون تمكّنه إلى الآن من التوصل إلى تشكيل حكومة جديدة، مع تعثّر المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة وطنية مشتركة بالتناوب بينه وبين رئيس الحكومة الحالية بنيامين نتنياهو.
وبحسب بيان أصدره ديوان ريفلين، فإنه يعتزم منح هذا التفويض للكنيست بهيآته العامة، حيث سيكون بمقدور أي عضو كنيست يحصل على ثقة 61 نائبا تشكيل الحكومة، من دون أن يكون ذلك مشروطاً بكونه رئيس الحزب الأكبر.
وكان غانتس حصل على التفويض الرسمي قبل 27 يوماً، مستفيدا من دعم 15 نائباً من القائمة المشتركة للأحزاب العربية، ومن دعم كل من حزب يسرائيل بيتيو بقيادة أفيغدور ليبرمان، وتحالف ميرتس حزب العمل، مما وفر له تأييد 62 نائباً، فيما كان نتنياهو حصل على تأييد 58 نائباً يمثلون نواب معسكر الليكود والأحزاب الحريدية الدينية المؤيدة له.
وبالرغم من أن غانتس اتجه، قبل أسبوعين، إلى شق حزب تحالف كاحول لفان، والاتجاه إلى مفاوضات مكثفة مع نتنياهو، لتشكيل حكومة وحدة وطنية تحت ذريعة التحديات التي تفرضها جائحة كورونا، إلا أن المفاوضات بين الطرفين تعثرت بشكل شبه نهائي، مساء الاثنين الماضي، بعد أن كان الطرفان أعلنا عن اقتراب التوصل إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
وتعثرت المفاوضات بين الطرفين على خلفية مطالبة الليكود بإعادة التفاوض على عدة بنود في الاتفاقية لتشكيل الحكومة، تتصل بملف لجنة تعيين القضاة ومكانة محكمة العدل العليا. إلا أن مراقبين يعتقدون أن هذه المطالبة كانت ذريعة لتفجير المفاوضات، وأن نتنياهو يسعى للمماطلة حتى إنهاء المهلة الرسمية للجنرال بني غانتس، كي يكون هو صاحب التفويض بتشكيل الحكومة، مما يعزز من مكانته في المفاوضات.
في غضون ذلك، أعلنت عضو الكنيست أرولي ليفي عن انتقالها لتأييد مطلب الليكود تفويض نتنياهو لتشكيل الحكومة، ونقل التكليف من الجنرال غانتس، بعد أن فشل في المهمة.
وبحسب ما صدر عن ديوان ريفلين، فإنه في حال لم يتوصل غانتس ونتنياهو حتى غد إلى اتفاق لتشكيل الحكومة، فإنه سيحول التفويض الرسمي للكنيست، ومنحه مهلة 21 يوما لاختيار نائب لتشكيل الحكومة، يحصل عند الاتفاق على تمسيته على مهلة 14 يوما لتشكيلها.
وفيما يتخوف حزب كاحول لفان من أن نتنياهو لا يعتزم المضي في المفاوضات لتشكيل حكومة وحدة، وأنه قد يسعى لمواصلة المماطلة في المفاوضات لإضاعة الوقت، طالب الليكود بنقل التكليف رسمياً إلى نتنياهو، وعدم التمديد للجنرال غانتس، الذي فقد القدرة حتى على تجنيد تأييد 61 نائبا لتكليفه بتشكيل الحكومة.
ويبدو إعلان الرئيس الإسرائيلي محاولة للضغط على كل من نتنياهو والجنرال غانتس، للتوصل إلى اتفاق قبل انتهاء المهلة الرسمية الممنوحة لغانتس، إذ يوضح إعلانه أنه لا يعتزم تكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، بل يرمي الكرة في ملعب الكنيست، علماً أن أيا من الرجلين، بني غانتس وبنيامين نتنياهو، لا يملك في الوضع القائم أغلبية 61 صوتا مؤيدة له.
ويرى مراقبون أن من شأن الليكود أن يهدد بالذهاب إلى انتخابات رابعة في حال لم يتراجع حزب الجنرال غانتس عن مواقفه بشأن ملف تعيين القضاة ومكانة المحكمة الإسرائيلية العليا، بعد أن كان غانتس تراجع عن شرط عدم المشاركة في حكومة بقيادة نتنياهو، وتراجع عن شرط أن تكون خطوة فرض ضم غور الأردن وشمالي البحر الميت بموافقة دولية، واكتفى بتأييد أميركي للخطوة.
وينتظر أن تشهد إسرائيل حتى غد مساعي حثيثة لإعادة الطرفين إلى مفاوضات، سعيا للوصول إلى اتفاق لتشكيل الحكومة القادمة قبل منتصف ليلة الغد.
وفي حال فشلت الجهود لتشكيل حكومة جديدة، ولم يتمكن الكنيست من تكليف مرشح لتشكيل الحكومة القادمة خلال المهلة الجديدة (21 يوما)، و14 يوما لصالح من جرى تكليفه، فإن ذلك سيؤدي إلى التوجه لانتخابات رابعة خلال تسعين يوما من إعلان حل الكنيست بعد انتهاء المدة الجديدة.
وكانت إسرائيل شهدت، منذ التاسع من إبريل/نيسان في العام الماضي، ثلاث معارك انتخابية، كانت آخرها الانتخابات التي جرت في الثاني من مارس/آذار الماضي.
ولم يتمكن أي من زعيمي الحزبين الكبيرين، الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، وكاحول لفان بقيادة الجنرال بني غانتس، من تشكيل حكومة ائتلاف عادية أو حكومة وحدة وطنية.