واشنطن تدعو لحكومة مدنية في السودان... والمعارضة تهدد بالعصيان

09 مايو 2019
يتواصل الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني (ديفيد ديجنر/Getty)
+ الخط -
حثّ جون سوليفان نائب وزير الخارجية الأميركي، الأربعاء، المجلس العسكري في السودان على سرعة الانتقال إلى إدارة مدنية لحكم البلاد. بينما هددت المعارضة بالعصيان المدني في أعقاب رد "مخيب للآمال" من جانب المجلس العسكري على مقترحاتها بشأن المرحلة الانتقالية.

وأعرب سوليفان، في اتصال هاتفي مع الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري في السودان، عن "دعم الولايات المتحدة لتطلعات الشعب السوداني لمستقبل حر وديمقراطي"، وذلك بحسب ما ذكره راديو "سوا" الأميركي.

ودعا نائب وزير الخارجية الأميركي، خلال الاتصال، المجلس العسكري في السودان، إلى "التوصل لاتفاق مع تحالف "قوى الحرية والتغيير" بما يعكس إرادة الشعب السوداني".

وأكد سوليفان على "تطلعات واشنطن إلى احترام المجلس العسكري لحقوق الإنسان والسماح بالتظاهرات السلمية وحرية التعبير".

ودعت قيادات الاحتجاجات والمعارضة في السودان، الأربعاء، إلى العصيان المدني في أعقاب ما وصفته بأنّه رد "مخيب للآمال" من جانب المجلس العسكري على مقترحاتها بشأن المرحلة الانتقالية.

ويمكن أن يضع هذا المحتجين والمجلس العسكري الحاكم، على مسار تصادمي بعد أسابيع من الخلاف بشأن إدارة الفترة الانتقالية، منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير عقب سنين طويلة قضاها في المنصب.

وقال خالد عمر يوسف القيادي في قوى "إعلان الحرية والتغيير"، في مؤتمر صحافي، اليوم الأربعاء، إنّ "الرد المكتوب من المجلس العسكري على مقترحات وثيقة دستورية قدّمناها، الأسبوع الماضي، للمجلس جاء مخيباً للآمال، وعمد إلى إبداء ملاحظات على الوثيقة وكأنّها دستور شامل".

وقدّمت قوى "إعلان الحرية والتغيير"، الخميس الماضي، وثيقة مقترحات دستورية ، تحدد سلطات وصلاحيات أجهزة الحكم خلال الفترة الانتقالية.

ونصّت الوثيقة المقترحة على تشكيل مجلس سيادي بمهام رمزية محدودة، ومجلس وزراء بصلاحيات تنفيذية كاملة، إضافة إلى مجلس تشريعي لمهام الرقابة والتشريع.

وأكد يوسف أنّ قوى "إعلان الحرية والتغيير"، "ليس لديها استعداد لمجاراة المجلس العسكري في المماطلة، لأنّ مواقفها واضحة ومبدئية؛ وأهمها تسليم السلطة من قبل المجلس العسكري لحكومة مدنية، وهو أمر وضح أنّ المجلس العسكري غير جاد فيه".

وشدد القيادي على أنّ المعارضة "مستمرة في المقاومة لمواجهة المجلس العسكري بكافة السبل؛ بما في ذلك إعلان العصيان المدني".


وحول تهديدات المجلس العسكري بإجراء انتخابات مبكرة خلال 6 أشهر، حال عدم التوافق بين المجلس العسكري والمعارضة، اعتبر مدني عباس مدني القيادي في قوى "إعلان الحرية والتغيير"، أنّ "أي محاولة لإجراء انتخابات مبكرة مقصود بها شرعنة النظام القديم"، منتقداً طريقة المجلس العسكري في الرد على قوى "الحرية والتغيير"، من خلال مؤتمرات صحافية وليس عبر مفاوضات مباشرة.

وكان الناطق باسم المجلس العسكري الفريق شمس الدين الكباشي، قد قال، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إنّ وثيقة "إعلان الحرية والتغيير" للمرحلة الانتقالية، أغفلت مصادر التشريع، مشيراً إلى إمكانية اللجوء إلى إجراء انتخابات مبكرة خلال 6 أشهر، إذا وصل التفاوض إلى طريق مسدود.

وتضم قوى "إعلان الحرية والتغيير" التي تقود الحراك الشعبي بالبلاد تحالفات "نداء السودان" و"الإجماع الوطني" و"التجمع الاتحادي، و"القوى المدنية".

ويواصل آلاف السودانيين الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم، منذ 6 إبريل/ نيسان الماضي. ومستنداً إلى هذا الاعتصام وما سبقه من احتجاجات منذ 19 ديسمبر/ كانون الأول، أطاح الجيش السوداني، في 11 إبريل/ نيسان، الرئيس عمر البشير وأعلن اعتقاله.