مصر: القضية 488 أمن دولة "فخ اصطياد" المعارضين من صحافيين وحقوقيين وسياسيين

02 ديسمبر 2019
نظام السيسي يواصل انتهاك حقوق النشطاء والمعارضين(خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

أصدرت المفوضية المصرية للحقوق والحريات- منظمة مجتمع مدني مصرية- تقريرًا بشأن القضية السياسية رقم 488 أمن دولة، بوصفها "فخاً لاصطياد المعارضين السياسيين والحقوقيين والمدافعين عن حقوق الإنسان".

وقالت المفوضية إن جميع المعتقلين على ذمة تلك القضية "جاءوا متهمين على ذمة قضية، أصبحت فيما بعد ثقباً أسودَ لابتلاع أصحاب الرأي الآخر، وهي القضية 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة".

ويرجع أصل القضية إلى أحداث مارس/آذار 2019، عندما دعا الإعلامي معتز مطر المواطنين إلى القيام بضوضاء جماعية في وقت محدد كنوع من الاحتجاج السلمي، تحت شعار "اطمن أنت مش لوحدك"، عقب حادث قطار محطة مصر، الذي أسفر عن وفاة 22 شخصًا.

القضية 488، المعروفة إعلاميًا بـ"الصفارات" أو "الصفافير"، صارت خلال الفترة الأخيرة ثقباً أسود يبتلع الجميع دون سابق إنذار، فمنذ بداية القضية، وحتى الوقت الحالي، لا تزال هناك حملات اعتقال على ذمة القضية، وتجديد حبس متهمين آخرين على ذمتها.

ومن أبرز المحبوسين على ذمة قضية "الصفافير" التي عادت مؤخراً القيادي العمالي كمال خليل، والصحافي خالد داود، والصحافية إسراء عبد الفتاح، والصحافية سولافة مجدي وزوجها المصور الصحافي حسام الصياد، والباحث إبراهيم عز الدين، والدكتور حازم حسني، والدكتور حسن نافعة، والمصور الصحافي إسلام مصدق، وآخرون.

كمال خليل

وبالرغم من أن القضية ظهرت في مارس/ آذار الماضي، إلا أنها عادت في سبتمبر/ أيلول الماضي مرة أخرى لتظل اسمها يتردد حتى وقتنا الحالي، حيث بدأت بالقبض على القيادي العمالي كمال خليل، في 17 سبتمبر/أيلول الماضي، من منزله ليظهر في اليوم التالي على ذمتها، بتهمة نشر أخبار كاذبة والانضمام لجماعة محظورة ولا يزال يتم تجديد حبسه.

ماهينور المصري

عقب القبض على القيادي العمالي، تعجب البعض من عودة فتح تلك القضية، لاسيما وأنها ظهرت منذ شهر مارس/ آذار بالتزامن مع حادثة القطار، الأمر الذي أثار القلق لدى البعض، لتعود مرة أخرى بثقب جديد يبتلع العديد والعديد.

فبعد أسبوع من حبس كمال خليل، ألقت قوات الأمن القبض على المحامية الحقوقية ماهينور المصري، من أمام المحكمة عقب الانتهاء من عملها، تحديداً يوم 23 سبتمبر/ أيلول الماضي، بتهمة مشاركة جماعة إرهابية وإذاعة أخبار وبيانات وإشاعات كاذبة عمداً، ويتم تجديد حبسها حتى وقتنا الحالي.

خالد داود

ولم تمض ساعات على حبس ماهينور على ذمة القضية 488، حتى ألقت قوات الأمن القبض على الصحافي خالد داود رئيس حزب الدستور سابقاً، مساء الثلاثاء 24 سبتمبر/أيلول الماضي، وظهر في اليوم التالي أمام نيابة أمن الدولة على نفس القضية، بتهمة مشاركة جماعة محظورة في تحقيق أهدافها، ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ويتم التجديد له حتى الآن.

حازم حسني


الأربعاء 25 سبتمبر/أيلول الماضي، ظهر الدكتور حازم حسني أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة على ذمة القضية 488 لسنة 2019.

وكانت أسرة حازم حسني، قد أعلنت أن قوة من الأمن استوقفته أمام منزله بالمهندسين فجر الأربعاء، واصطحبته معها دون الكشف عن أي أسباب للاحتجاز.

حسن نافعة

أيضاً، استطاع "الثقب الأسود" جذب الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، ليصبح اسمه مدرجاً على ذمة القضية 488 لسنة 2019، حيث تم اعتقاله يوم 25 سبتمبر/أيلول الماضي، نفس اليوم الذي قُبض فيه على حسني وداود.

إسلام مصدق

يوم 25 سبتمبر/أيلول كان بمثابة حملة شنتها قوات الأمن على الصحافيين والسياسيين لتزج بهم داخل "الثقب الأسود"، وكان آخرهم المصور الصحافي إسلام مصدق بقناة cbc، الذي تعرض للاعتقال في نفس اليوم، ولكنه لم يظهر مثل الباقين ولم تعلن أسرته عن اعتقاله نظراً لاختفائه. 

وألقت قوات الأمن القبض على مصدق من منزله، وظل مختفياً لمدة أسبوع، حتى ظهر في نيابة أمن الدولة العليا، في 2 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، ليصدر قرار بحبسه 15 يوماً على ذمة القضية 488 لسنة 2019، بتهمة مشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها ونشر أخبار كاذبة، واستخدام حساب التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات.

إسراء عبد الفتاح

وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لم يكتف "الثقب الأسود" بابتلاع هذا العدد من السياسيين والصحافيين، لتبدأ حملة اعتقال أخرى في شهر أكتوبر، طاولت الناشطة والصحافية إسراء عبد الفتاح.

ففي 12 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هاجمت قوة أمنية إسراء وصديقها محمد صلاح، وقاموا بتغمية وجوههم، وإلقاء صلاح بالقرب من طريق مصر اسكندرية الصحراوي، بينما خطفوا إسراء، بحسب شهادته آنذاك.

وبعد 24 ساعة من اختطافها ظهرت أمام نيابة أمن الدولة العليا على ذمة القضية 488 لسنة 2019 والمحبوس على ذمتها الصحافيان خالد داود وإسلام مصدق، بتهمة مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، ونشر أخبار كاذبة بهدف تكدير السلم العام، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ويتم تجديد حبسها حتى الآن.

إبراهيم عز الدين

ومن بين الضحايا الذين ابتلعهم "الثقب الأسود" للقضية 488، الباحث العمراني إبراهيم عز الدين بالمفوضية المصرية لحقوق الإنسان، بالرغم من اختفائه لأكثر من 5 شهور، قبل بدء عمليات القبض على ذمة القضية.

اختفى عز الدين في 12 يونيو/ حزيران الماضي، إلا أنه لم يظهر سوى يوم 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتم تقديمه لنيابة أمن الدولة بأنه ألقي القبض عليه، 25 نوفمبر الماضي، أي قبل عرضه بيوم واحد على النيابة التي لم تلتفت لحقيقة تعريضه للاختفاء القسري منذ قرابة الستة أشهر، وبالرغم من وجود بلاغات ودعوى قضائية تفيد باختفائه والقبض عليه من قبل رجال أمن بزي مدني.

سولافة مجدي وحسام الصياد ومحمد صلاح

وبسبب مواقفهم ودفاعهم عن صديقتهم إسراء عبد الفتاح ومطالبتهم بحريتها، ألقت قوات الأمن القبض على الصحافية سولافة مجدي وزوجها المصور الصحافي حسام الصياد، ومحمد صلاح، والذين تم اعتقالهم مساء 26 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، من أمام إحدى المقاهي بالدقي، وتم الاستيلاء على هواتفهم المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بهم، وأيضاً السيارة الخاصة بسولافة وزوجها.

وبعد أكثر من 12 ساعة على اختفائهم، ونفي قسم الدقي وجودهم، ظهر الثلاثة أمام نيابة أمن الدولة على ذمة القضية 488 لسنة 2019، حيث وجهت لسولافة مجدي اتهامات مشاركة جماعه إرهابية ونشر أخبار كاذبة، ولحسام الصياد الانضمام لجماعة إرهابية.

وبذلك تحول صلاح من شاهد على واقعة اختطاف إسراء عبد الفتاح إلى متهم على نفس القضية، لأنه نقل شهادته وطالب بحريتها.

أحمد شاكر

لم يكد ينتهي شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حتى أعلن المحامون عن ظهور صحافي جديد بـ"الثقب الأسود"، هو الصحافي أحمد شاكر بـ"جريدة روز اليوسف"، حيث ألقي القبض عليه من منزله في طوخ بالقليوبية وتم اقتياده لجهة غير معلومة، وبعد يومين تحديداً في 30 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي ظهر بنيابة أمن الدولة ليصبح متهماً على ذمة القضية 488 لسنة 2019.

يشار إلى أن من بين القضايا التي تعد "ثقباً أسود" جذب العديد من السياسيين والصحافيين، القضية 441 لسنة 2018 والمتهم فيها عدد كبير من الصحافيين بينهم رئيس تحرير موقع مصر العربية عادل صبري، والصحافي معتز ودنان، الصحافيان مصطفى الأعصر وحسن البنا، والمحامي عزت غنيم، وممن حالفهم الحظ وتم استبدال حبسهم بتدابير احترازية الناشط السياسي وائل عباس، والصحافية شروق أمجد، والمصور الصحافي عبد الرحمن الأنصاري.

وأيضاً، القضية 977 لسنة 2017 والمعروفة إعلامياً بـ"مكملين 2"، التي ضمت عدداً من الصحافيين لا يزال يتم تجديد حبسهم حتى الآن، بينما حصل آخرون على إخلاء سبيل بتدابير احترازية.