القوات العراقية تغلق حزام بغداد استعداداً للانتخابات البرلمانية

07 مايو 2018
القوات المشتركة شددت إجراءاتها في بغداد (صباح عرار/فرانس برس)
+ الخط -

بالتزامن مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية في العراق، المقررة السبت المقبل، فرضت القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة، في المناطق المحيطة ببغداد، حيث أكدت مصادر أمنية أنّ بعض مدن حزام العاصمة أُغلقت بشكل شبه كامل.

وأكد مصدر في وزارة الداخلية العراقية لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات من الجيش والشرطة الاتحادية، انتشرت، منذ السبت الماضي، بشكل مكثف في مناطق حزام بغداد، موضحاً أنّ القوات المشتركة بدأت، منذ صباح اليوم الإثنين، بتشديد إجراءاتها في مدن وأحياء شمال وغرب بغداد، خشية حدوث خروقات أمنية مفاجئة، مشابهة لما حدث في مدينة الطارمية (شمال بغداد)، الأسبوع الماضي.

وقُتل وأُصيب نحو 30 عراقياً، الثلاثاء الماضي، نتيجة لاقتحام عناصر بتنظيم "داعش" الإرهابي مدينة الطارمية، وقيامهم بإطلاق النار على سكانها بشكل عشوائي.

وتظاهر، أمس الأحد، المئات من سكان الطارمية، احتجاجاً على صمت الحكومة العراقية، تجاه المجزرة التي ارتكبها تنظيم "داعش" في المنطقة.

وفي السياق، أكد عضو مجلس شيوخ الطارمية حميد المشهداني، لـ"العربي الجديد"، أنّ ما حدث "جريمة لا يمكن أن تُغتفر"، معتبراً أنّ "السلطات العراقية تتحمّل الجزء الأكبر من المسؤولية، لأنّها لم توفر القوات الأمنية الكافية لحماية المنطقة التي غالباً ما تشهد هجمات متفرقة من قبل تنظيم داعش".

وأضاف "في الوقت الذي كنا ننتظر فيه اهتماماً خاصاً بالطارمية بعد فاجعتها، فوجئنا بعكس ذلك تماماً، بعد أن تحولت المدينة وأغلب مناطق شمال بغداد، إلى سجن كبير محاط بالجيش والشرطة من كل مكان"، مبيّناً أنّ "مناطق حزام بغداد تختنق، بسبب الإجراءات الأمنية غير المبررة".

وتابع المشهداني، أنّ "مناطق حزام بغداد غالباً ما تدفع الثمن الأكبر، عند حدوث أي مناسبة تتطلب تشديد إجراءات الأمن"، مذكّراً بأنّ "مصير عدد كبير من أبناء هذه المناطق الذين اعتقلوا ضمن الخطة الأمنية التي تزامنت مع القمة العربية في بغداد عام 2012، لا يزال مجهولاً، وفشلت جميع محاولات العثور عليهم".

ورأى أنّ "الجزء الآخر من المسؤولية، يتحمّله ممثلو مناطق حزام بغداد في البرلمان الذين لا يتذكرون هذه المناطق إلا في أيام الانتخابات"، آملاً من الناخبين "معاقبة هؤلاء وعدم منحهم أصواتهم في انتخابات السبت المقبل".


في السياق، أكد ليث الدليمي المرشح للبرلمان العراقي عن محافظة بغداد، أنّ "الإجراءات الأمنية المشددة غير كافية لجعل المواطن يشعر بالأمان"، معتبراً، خلال مقابلة متلفزة، أنّ "الحكومة العراقية هي المسؤولة عن سقوط ضحايا أبرياء في الطارمية".

وأضاف أنّ "على القوات العراقية ألا تنشغل بحماية صندوق الانتخابات وتترك المواطن، وكأنّ الصندوق أهم من المواطن"، معرباً عن خشية من "قيام جهات مسلحة مجهولة بمداهمات في الطارمية باسم الجيش العراقي".

وأشار إلى أنّ "هذه الجهات قد تكون مليشيات أو قتلة أو إرهابيين، وعلى الحكومة أن تمنع هذا الأمر"، بحسب قوله.