وأعلن رئيس البرلمان الإيراني، علي لاريجاني، أن البرلمان قرر، في وقت سابق، عقد جلسة مغلقة، اليوم، بحضور سلامي بعد توليه قيادة الحرس، لـ"التعرف على رؤيته بشأن المواضيع المستقبلية للحرس، خاصة ما يتعلق بتعزيز قواته".
كما شارك في الجلسة قادة القوات البرية والجو الفضائية التابعة للحرس، ومساعده للشؤون البرلمانية.
وفيما لم يكشف لاريجاني عن ما دار في الاجتماع، مكتفيا بالقول إن سلامي "قدم تحليلا عن أوضاع المنطقة"، تحدّث النائب عن مدينة بهار وكبودر آهنغ، محمد علي بورمختار، لوكالة "فارس" الإيرانية، عن جوانب من تصريحات القائد العام للحرس الثوري الإيراني.
ونقل بورمختار عن سلامي قوله إن "إرسال حاملات طائرات أميركية إلى المنطقة ليس إلا حربا نفسية، وأميركا لن تملك القدرة والجرأة على شن حرب على إيران، ولا تتحمل هذه المخاطرة، بالنظر إلى قدرة القوات الدفاعية الإيرانية، وكذلك لأن هذه الحاملات ليست محصنة".
واعتبر أن الهدف الأميركي من وراء إرسال القطع البحرية الحربية إلى المنطقة هو "تخويف الشعب الإيراني وبعض المسؤولين من وقوع حرب".
وعلى صعيد متصل، اعتبر مساعد الشؤون السياسية لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في مقابلة مع نادي "المراسلين الشباب"، نشرها ليلة الأحد، أنه "تسمع من البيت الأبيض رسائل متناقضة"، لافتا إلى أنه "يفتقد لسياسة منسجمة وعقلانية تجاه إيران والمنطقة، وربما العالم".
ووصف عراقجي الشروط الـ12 التي يتحدث عنها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو مرات عدة خلال العام الأخير، بأنها "مضحكة"، قائلا إن الرئيس الأميركي دونالد "ترامب قلّل هذه الشروط الـ12 إلى شرط واحد قد تحقق في الاتفاق النووي".
ويشير عراقجي بذلك إلى تصريحات ترامب الأخيرة، التي قال فيها إن "كل ما نريده من الإيرانيين هو ألا يمتلكوا أسلحة نووية"، داعيا طهران إلى الاتصال به "للوصول إلى اتفاق عادل".
وفي معرض رده على سؤال بشأن طريقة تعامل طهران مع الرقم الذي أعلنت "سي إن إن" الأميركية، والذي مرره ترامب للسلطات الإيرانية عبر الحكومة السويسرية للتواصل معه، قال عراقجي "إذا دعت الحاجة فهم لديهم أرقام هواتفنا"، معتبرا أن ترامب و"من أجل الخروج من صعوبات وأزمة صنعها لنفسه وأميركا، ليس بحاجة إلى وسيط أو رقم هاتف".
بدوره، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، ليلة أمس الأحد، في اجتماع مع نشطاء سياسيين، أن "ضغوط الأعداء السياسية والاقتصادية تمثل حربا سافرة وغير مسبوقة في تاريخ الثورة الإسلامية".
وقال روحاني، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، إنه "لا يمكن القول اليوم إن ظروفنا الراهنة أسوأ أو أفضل من أيام الحرب ثماني سنوات"، مضيفا أن طهران لم تكن تعاني خلال تلك الحرب من "مشاكل في البنوك وبيع النفط والتوريد والتصدير، والحظر الوحيد كان للسلاح"، وذلك في إشارة إلى العقوبات "القاسية" التي تواجهها إيران في كافة هذه المجالات البنكية والمصرفية والواردات والصادرات.
ولفت روحاني إلى القيود التي فرضها "الأعداء" على قطاع البنوك، موضحا أن العقوبات في هذا القطاع حمّلت تكاليف إضافية على المعاملات المالية للبلاد، وقال إن "هذه المشاكل قد أثرت في مجالات بيع النفط والمنتجات البتروكيماوية والفولاذ والزراعة".
وبعد تقديمه بيانات عن الوضع الاقتصادي الإيراني، لم يكشف عنها موقع الرئاسة، دعا روحاني النشطاء السياسيين إلى "معرفة الحقائق والتشاور للوصول إلى أفضل حلول وأقلها تكلفة".
وأضاف أن "الشعب كان متفقا أيام الحرب المفروضة (مع العراق) على أن الحكومة لا تتحمل مسؤولية المشاكل، بل (الرئيس العراقي الأسبق) صدام (حسين) اعتدى على البلاد وشن حربا، ولأن الشعب كان متفقا كانت الظروف جيدة نسبيا، ولو لم تكن مثالية، والناس كانوا يساعدون في حل المشاكل".
وفي السياق، شدد الرئيس الإيراني على أن "اليوم أيضا يجب أن ندير الأوضاع بمثل ذلك الاتفاق والتوافق، ومن خلال خلق التعاضد والوفاق، وأن لا نستسلم"، داعيا "جميع القوى الثورية، إلى الوحدة والتكاتف في هذه الظروف".
واعتبر روحاني أن مشاكل إيران "ليست اقتصادية فحسب"، قائلا إن إيران تواجه اليوم "ظروفا صعبة، لكننا لسنا محبطين، ومتفائلون بالمستقبل، وعلى قناعة بأننا سنتجاوز هذه الظروف في حال كنا متّحدين ومتكاتفين".
وأشار إلى أن "الاستسلام لا يتناغم مع ثقافتنا وديننا، والشعب لن يقبل به، لذلك علينا أن لا نستسلم، ونبحث عن الحلول"، معتبرا أنه "من المهم أن نعرف كم من هذه الحلول في متناول الحكومة"، وذلك في رد غير مباشر على الانتقادات التي تواجهها حكومته في إدارة شؤون البلاد.
وعلى صعيد آخر، وفي سياق تعزيز العلاقات مع الجيران، من المقرر أن يتوجه وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، إلى تركمانستان، في زيارة ثانية في غضون شهر واحد.
وبحسب وكالات أنباء إيرانية، تهدف زيارة ظريف إلى تعزيز العلاقات الثنائية على الصعيد السياسي، وفي مجالات التجارة والنقل والطاقة والجمارك والتباحث، بشأن القضايا الإقليمية والدولية.
وزار ظريف، خلال الشهر الماضي، تركمانستان، في إطار جولة في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز، شملت جورجيا وقرقيزيا أيضا.
وشهدت العلاقات الخارجية الإيرانية، خلال الفترة الماضية، استدارة نحو الشرق، وبالذات مع الجيران، بعد الإحباط من الغرب، خاصة الأوروبيين، على خلفية موقفهم من الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي منه.