"عاصفة السلام" تنتزع السيطرة على أجواء غرب ليبيا من قوات حفتر

02 ابريل 2020
عملية جوية واسعة ضد قوات حفتر (فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت عملية "بركان الغضب" استهداف سلاح الجو التابع لحكومة الوفاق الليبية، صباح اليوم الخميس، لمواقع تابعة لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، جنوب مدينة بني وليد (180 كم جنوب شرق طرابلس).

وقال المتحدث الرسمي باسم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب" عبد المالك المدني، إن "سلاح الجو نفذ صباح اليوم ضربات ناجحة ودقيقة جنوب بني وليد".

وأوضح المدني، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الضربات أدت إلى تدمير شاحنة ممتلئة بذخائر المدفعية وسيارتين تحملان معدات عسكرية كانت في طريقها إلى محاور القتال جنوب العاصمة، فيما اعتبر الخبير الأمني الليبي، الصيد عبد الحفيظ، أن "عملية عاصفة السلام تسير وفق خطط جيدة".

ولفت عبد الحفيظ، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن المرحلة الأولى بدأت تتضح معالمها وتتجه لعملية جوية واسعة ضد قوات حفتر.

وطوال الأسبوع الماضي، أعلنت عملية "بركان الغضب" نجاح سلاح الجو في تنفيذ غارات جوية في أكثر من محور، جنوب طرابلس، بل اتسع مدى الضربات الجوية ليشمل مواقع في محيط الوشكة، غرب سرت.

لكن الأهم، بحسب عبد الحفيظ، هو الضربات المكثفة التي استهدفت قاعدة الوطية الجوية، جنوب غرب طرابلس، مشيراً إلى أنها "تمثل العمود الفقري للعمليات الجوية التابعة لحفتر".

وكان المدني قد أوضح، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أمس الأربعاء، أن سلاح الجو نفذ "عدة ضربات دقيقة ومباشرة على قاعدة الوطية" استهدفت تمركزات مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر داخل القاعدة.

وبينما قال إن تلك الغارات أوقعت عدداً من القتلى في صفوف مليشيات حفتر، ودمّرت آليات داخل القاعدة، أشار إلى أن غارات اليوم "استمرار للضربات الجوية التي نفذتها طائرات "بركان الغضب" على القاعدة الثلاثاء".

وأضاف: "نفذنا ثلاث غارات على قاعدة الوطية، وعدد من الغارات الأخرى استهدفت عدداً من الأهداف الثابتة والمتحركة في محيط منطقة الوشكة" غرب مدينة سرت.

ويرجّح عبد الحفيظ اتجاه خطط عملية "عاصفة السلام" إلى تحييد الحظر الجوي الذي فرضه حفتر منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي على العاصمة ومحيطها، مؤكداً أنه "كان يعتمد في حظره على قاعدة الوطية التي باتت مهددة ويحاول حفتر حمايتها بعد تعرضها لمحاولة اقتحام".

وشنت قوات الحكومة، الخميس الماضي، هجوماً مباغتاً على قاعدة الوطية، أدى إلى أسر عدد من عناصر قوات حفتر، بينهم مرتزقة، وتدمير عدد من الآليات داخلها.

وفي السياق ذاته، أكد المدني أن "سماء العاصمة طرابلس أصبح أكثر صعوبة على طائرات حفتر، خصوصاً المسيرة الإماراتية، التي تستهدف الأحياء المدنية"، مدللاً على ذلك باعتماد حفتر على المدفعية والصواريخ في قصف الأحياء، بدلاً من الطيران.

وأشار المدني إلى أن خطط العملية تتضمن مرحلة مقبلة وصفها بـ"القريبة" لإبعاد خطر المدفعية والصواريخ عن الأحياء المدينة، وقال: "قريباً ستكون قوات حفتر المتحصنة في منازل المواطنين جنوب طرابلس بعيداً عن العاصمة"، دون تفاصيل أخرى.

وقال الخبير الأمني الصيد عبد الحفيظ إن نجاح قوات حكومة الوفاق في إسقاط طائرة حربية جنوب العجيلات، أمس، وتدمير خط إمداد، جنوب بني وليد، اليوم، "يعني وجود تحول كبير في موازين المعركة ورجحانها لمصلحة قوات الحكومة".

ورجح عبد الحفيظ دخول عملية عاصفة السلام مرحلة جديدة قريباً، يشترك فيها سلاح الجو من الميدان على الأرض في عمليات قتالية جديدة، ستكون فيها قوات حفتر في وضع حرج إذا فقدت سيطرتها على الأجواء وحماية خطوط إمدادها.

المساهمون