كاميرون يحمّل ماي مسؤولية "بريكست"... ومستعد لرفضه باستفتاء ثانٍ

19 سبتمبر 2019
انتقد كاميرون الخيارات "الخاطئة" لماي (بيتر سامرز/Getty)
+ الخط -
وجّه رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون، اللوم في عدم خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي، حتى الآن، إلى الخيارات التي اتخذتها خليفته تيريزا ماي، معرباً عن استعداده للتصويت ضد "بريكست" مرة أخرى في استفتاءٍ ثانٍ.

وقال كاميرون، في مقابلة مع صحيفة "ذا تايمز" البريطانية، اليوم الخميس، إنّ ماي رفضت اتباع نصيحته بالسعي وراء "بريكست" مخفف على النموذج النرويجي منذ البداية، وذلك في أول انتقاد لرئيسة الوزراء السابقة منذ استقالتها من منصبها.

ورأى كاميرون أنّ ماي فشلت في استيعاب الحسابات العددية في البرلمان البريطاني، والذي كانت ترجمته فشل حكومتها في إخراج بريطانيا من السوق المشتركة والاتحاد الجمركي.

كما انتقد كاميرون قرار ماي بإنشاء وزارة خاصة بشؤون "بريكست" بقيادة ديفيد ديفيس، متهماً إياه "بالأنانية". وكان ديفيس من مؤيدي "بريكست" مشدد، واستقال من منصبه اعتراضاً على خطة "تشيكرز" التي أطلقتها ماي، منتصف الصيف الماضي.

وأعرب كاميرون أيضاً عن أسفه "للسنوات الثلاث الصعبة" منذ الاستفتاء على "بريكست"، وأكد أنه يتحمل فشل استفتاء عام 2016، لكنّه أصر على أنّ "بريكست" كان "مهمة سهلة"، لولا الخيارات "الخاطئة" التي اتخذتها ماي.

وأضاف "لم يتم حتى الآن ذلك جزئياً بسبب الخيارات التي تم اتخاذها، وأعتقد أنّ شراكة مقربة (مع الاتحاد الأوروبي) كانت ستكون الخيار الأفضل للمضي قدماً"، وتابع "بالطبع كان الاستفتاء مؤثراً على ما جرى منذ ذلك الحين، لكنني أعتقد أنّ الخيارات التالية لم تكن دائماً خيارات صحيحة".

وقال إنّ "الخيار الأفضل في إنهاء عضوية دامت أربعين عاماً في الاتحاد الأوروبي كان في البناء على النماذج الموجودة، مثل النموذج النرويجي، وربما تطويره بعدها بما يتناسب مع الوضع البريطاني".


كما وجه كاميرون الانتقاد لمتشددي "بريكست" الذين أحبطوا خطة ماي، ثلاث مرات في البرلمان، وتسببوا في وضع "بريكست" الذي يسعون إليه في خطر.

وكان كاميرون من مؤيدي فكرة الاستفتاء الثاني، لما قد يحمله من فك للاستعصاء الحالي حول "بريكست"، وقال إنّه سيصوت لصالح البقاء في الاتحاد الأوروبي إن تم أي استفتاء ثانٍ.

ووجه كاميرون الانتقاد لزعيم حزب "العمال" المعارض جيريمي كوربن، متهماً إياه بأنّه غاب عن حملة معارضة "بريكست" عام 2016، قائلاً "عندما نظرت إلى الفريق الأحمر على يساري، كانت القيادة، وخاصة جيريمي كوربن، غائبة".

وكان كاميرون قد تجنّب الأضواء، منذ استقالته من منصبه، بعيد هزيمته في تصويت "بريكست" عام 2016، ليعود مجدداً، الأسبوع الحالي، بعد نشره لسيرته الذاتية "For The Record".


إلى ذلك، كشفت تفاصيل عن زيارة رئيس الحكومة الحالي بوريس جونسون إلى لوكسمبورغ، بعدما كانت قد تسربت تفاصيل أخرى أيضاً، عن اجتماع الأخير برئيس المفوضية الأوروبية جان كلوك يونكر، لتتوالى المزيد من الشكوك حول إدراك جونسون لواقع "بريكست".

فقد خرجت إلى العلن حادثة جرت أثناء الاجتماع الذي عقد يوم الإثنين الماضي، كشفت عن مدى جهل رئيس الوزراء بتعقيد الترتيبات الحدودية في الجزيرة الأيرلندية، مما دفعه إلى التعبير عن صدمته لمستشاريه الذين رافقوه إلى الاجتماع.

وكان الاجتماع قد انتهى بما اعتبر إهانة وجهها إليه رئيس وزراء لوكسمبورغ كزافيير بيتيل، عندما أصر الأخير على تنظيم المؤتمر الصحافي المشترك، رغم مغادرة جونسون المكان بسبب التظاهرات المعارضة لـ"بريكست".

وعرض يونكر وكبير مفاوضي الاتحاد ميشيل بارنييه على جونسون، تقريراً مفصلاً عن الترتيبات الحدودية في الجزيرة الأيرلندية، في ردهم على خطة رئيس الوزراء البريطاني استبدال خطة المساندة بمجرد التوافق بين أيرلندا الشمالية والاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالماشية والزراعة. وأكد المفاوضان الأوروبيان لجونسون أنّ خطته لا تكفي للتعامل مع حجم التجارة على جانبي الحدود بين بلفاست ودبلن.

وتبعت صدمة زيارة لوكسمبورغ تصريحات من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الفنلندي أنتي رينه، طالبا فيها بريطانيا بالكشف عن الترتيبات البديلة لخطة المساندة خلال أسبوعين، وإلا فإنّ "الأمر يعتبر منتهياً".

المساهمون