إثيوبيا ترفض إشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة

03 يناير 2018
أجواء سلبية تُلقي بظلالها على العلاقات بين البلدين(فرانس برس)
+ الخط -

قالت مصادر سودانية في القاهرة، إن وزير الخارجية السوداني، إبراهيم غندور، ألغى زيارة كانت مقررة إلى القاهرة اليوم (الأربعاء)، لحضور اجتماع اللجنة السياسية بين البلدين، بعد إرجاء الاجتماع الذي كان مقرراً بحضور وزير الخارجية المصري، سامح شكري، في وقت رفضت إثيوبيا مطلباً مصرياً لإشراك البنك الدولي في مفاوضات سد النهضة.

وأشارت المصادر إلى أن إلغاء زيارة غندور جاء بعد إرجاء الجانب المصري الاجتماعَ الذي يعقد بشكل دوري، بالتبادل في البلدين، لافتة إلى أن هناك أجواء سلبية تُلقي بظلالها على العلاقات بينهما في الوقت الراهن، بسبب الهجوم الإعلامي المتواصل من الإعلام المصري على السودان.


وتصاعدت وتيرة الأجواء السلبية بين البلدين بشكل كبير، في أعقاب تصريحات لوزير الخارجية السوداني بشأن منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها، بعدما جدّد دعوة بلاده للقاهرة لفتح نقاش بشأن تبعية المنطقة. كما جاءت الاتفاقية التي وقّعها الرئيس السوداني، عمر البشير، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بشأن منْح تركيا حق إدارة واستغلال جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر، لتزيد الأجواء بين القاهرة والخرطوم توتراً، خصوصاً في ظل العلاقات المتردية بين القاهرة وأنقرة، إذ تعتبر مصر أن الخطوة السودانية موجهة ضدها بالأساس.

ويتهم الجانب المصري السودان بالانحياز لإثيوبيا بشأن ملف سد النهضة، الذي ترى فيه القاهرة تهديداً واضحاً لحصتها المائية من نهر النيل المقدرة بـ55 مليار متر مكعب، إذ أصرّت إثيوبيا على تنفيذه دون الالتفات للملاحظات المصرية، في وقت أعلنت فيه أنها انتهت من 60 في المائة من إنشاءات السد.

وفي هذا السياق، كشفت المصادر السودانية التي تحدثت لـ"العربي الجديد" أن إثيوبيا أبلغت السودان رفضَها مطلباً مصرياً تقدّم به شكري، خلال زيارته لأديس أبابا في الخامس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بإشراك البنك الدولي باعتباره وسيطاً محايداً في مفاوضات سد النهضة.

وأوضحت المصادر، أن إبلاغ إثيوبيا للسودان يأتي لكون اتفاق المبادئ الثلاثي الموقع بين الدول الثلاث في مارس/آذار 2015، يشترط موافقة الدول الثلاث حال اتخاذ قرار باللجوء للتحكيم الدولي، وهو ما يعني عدم تنفيذ المطلب المصري.

وكان وزير الخارجية المصري أكد لنظيره الإثيوبي وركنا جيبيو، خلال زيارته لأديس أبابا، حساسية أمن مصر المائي، بحسب بيان للمتحدث باسم الخارجية المصري أحمد أبو زيد، جاء عقب اللقاء، موضحاً أن شكري شدّد على أن الأمر لا يمكن الاعتماد فيه على الوعود وإظهار النوايا الحسنة فقط، ولكن المطلوب هو التزام الدول الثلاث بتنفيذ اتفاق إعلان المبادئ، لا سيما في ما يتعلق بالاعتماد على الدراسات الفنية كأساس ومرجعية للملء الأول للسد وأسلوب تشغيله السنوي.

وأوضح أبو زيد وقتها، أن شكري أعرب، خلال الاجتماع، عن قلق مصر البالغ من التعثر الذي يواجه المسار الفني المتمثل في أعمال اللجنة الفنية الثلاثية.