لبنان: حسم انتخاب عون يفتح معركة تأليف الحكومة

25 أكتوبر 2016
تبيان المواقف من انتخاب عون سينعكس على الحكومة(إيناس كنلي/الأناضول)
+ الخط -
قبل أيام من الجلسة المقررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، انتقلت بوصلة المواقف السياسية نحو الاستحقاق الدستوري اللاحق لانتخاب مؤسس "التيار الوطني الحر"، النائب ميشال عون، رئيساً بأغلبية نيابية منحته إياها معظم الكتل البرلمانية الكبرى، فركّزت المواقف على تشكيل الحكومة المُقبلة.

وفي انعكاس لحجم معارضة رئيس مجلس النواب، نبيه بري، المسار السياسي الذي أفضى لترشيح رئيس "تيار المستقبل"، النائب سعد الحريري، النائب عون لرئاسة الجمهورية، بشّر رئيس المجلس بـ"اقتراب موعد الجهاد الأكبر بعد الجلسة لمتابعة الاستحقاقات المقبلة".

ومن المتوقع أنّ يُكلف عون في حال انتخابه رئيساً، النائب الحريري لتشكيل أول حكومات العهد الجديد، وهي عملية مرتبطة بالحسابات غير المتطابقة بين حليفي "حزب الله"، بري وعون، فضلاً عن عدم حسم كتلتي "الكتائب" و"اللقاء الديمقراطي" موقفهما من التصويت لعون ومن المشاركة في العملية السياسية اللاحقة، وهذه العوامل ستنعكس على فترة تشكيل

الحكومة.

وقال بري، الذي يزور سويسرا، إنّ لبنان "على بعد خطوات من انتخاب رئيس للجمهورية"، آملين أن "تتحقق هذه الخطوة، لأن لبنان بحاجة ماسة إليها من دون الدخول في الحساسيات التي عودتنا دائماً أنّ تؤخر أمورنا، لدرجة أننا أصبحنا، منذ أكثر من سنتين ونصف السنة، من دون رئيس للجمهورية".

وركّز بري في مواقفه على إقرار قانون انتخابي عادل، وأن "نخطو نحو تخفيف الطائفية والمحافظة على الطوائف المختلفة عن الأولى"، داعياً إلى "التنبه من خطر انتقال حرائق الإقليم إلى لبنان، ما جعلنا نتحمل لأول مرة في التاريخ ما لم يتحمله شعب أو دولة من جراء وجود ما يوازي نصف عدد سكان بلدنا من لاجئين ومن نازحين، وهذا الأمر يشكل خطراً إضافة للموضوع الاقتصادي أو التعليمي أو الاجتماعي".

من جهته، دعا وزير البيئة، محمد المشنوق، إلى "تشكيل حكومة وطنية قادرة على جمع الشمل وحل مشاكل المواطنين، بعد النهاية المتوقعة للشغور الرئاسي في 31 الجاري".

كما أشار عضو "تكتل الإصلاح والتغيير"، النائب آلان عون، في تصريحات صحافية، إلى أنّ "موقف بري من العهد المقبل، تحدده نتائج الجهود التي يقوم بها حزب الله"، مؤكّداً أنّ "مكان بري محفوظ في تركيبة الوحدة الوطنية، ولا أحد يستطيع أن ينتزعها منه".

إلى ذلك، رأى عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" (حزب الله)، النائب نواف الموسوي، أنّ "الحزب حافظ في جميع المراحل على العلاقة الثابتة مع حلفائه، ومرشحنا الدائم لرئاسة المجلس النيابي هو دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري".

وأضاف "نحن التزامنا ثابت مع الجنرال ميشال عون، كما أنّ علاقتنا الشريفة والنزيهة والتحالفية ثابتة أيضاً، مع رئيس تيار المردة، النائب سليمان فرنجية، وقد يكون أمراً شائكاً المحافظة على علاقات ثابتة وراسخة بين حلفائنا وهم يختلفون على قضايا سياسية، ويعتبرونها قضايا أساسية ورئيسية، ولكن العمل السياسي يفترض ذلك".

من جانبه قال أمين سر "تكتل التغيير والإصلاح"، النائب إبراهيم كنعان، إن "المسار الرئاسي الراهن المنبثق عن تفاهمات وطنية قائمة على الشراكة الحقيقية الإسلامية المسيحية بمكوناتها كافة، يشكل الترجمة الفعلية لقواعد الميثاق الوطني ويبتعد كل البعد عن منطق الثنائيات والثلاثيات، ليكرس التلاقي الوطني بين مختلف العائلات الروحية اللبنانية".

واعتبر كنعان أن "اللبنانيين اعتادوا على انتظار كلمة الخارج وما عرف بالوحي لحسم الاستحقاق الرئاسي، بعيداً عن أي مبادرة لبنانية داخلية تفتح الباب لتفاهم وطني يحمي القرار والجمهورية ويحصن الاستقرار بعد الانتخاب، أما اليوم، ومع ما نشهده من مبادرات داخلية بين مختلف الأطراف، فقد ألغيت الحدود الفاصلة بين ما أصطلح على تسميته 14 و8 آذار، وضيقت هامش التأثيرات الخارجية لمصلحة لبننة الاستحقاق كما لم يحصل منذ زمن طويل حتى بات عنوانه رئيس صنع في لبنان".

واختتم حديثه بتأكيد حضور جلسة 31 الجاري "بهدف ترجمة هذا التلاقي الوطني الواسع على شخص العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية اللبنانية، أما أي كلام عن تأجيل للجلسة الرئاسية فهو مرفوض، وبكل الأحوال أصبح وراءنا، بدليل تأكيد مختلف الأطراف حضورها الجلسة وعدم مقاطعتها".