مطار الضبعة هدف جديد للضربات الإسرائيلية في سورية

26 مايو 2018
يقع مطار الضبعة قرب مدينة القصير (جوزيف عيد/فرانس برس)
+ الخط -


واصلت إسرائيل ضرب ما اعتبرته "أهدافاً إيرانية في سورية" في إطار سياسة معلنة من جانب تل أبيب بعنوان "عدم السماح لإيران أبداً بتثبيت أقدامها في سورية". وقالت مصادر إعلامية إن "21 عسكرياً كانوا في المطار قُتلوا، من بينهم 9 إيرانيين، خلال القصف الجوي الذي يرجّح أن يكون إسرائيلياً استهدف مطار الضبعة العسكري في ريف حمص الغربي، الذي ينتشر فيه حزب الله، مساء الخميس ـ الجمعة، وفق ما تقول مصادر المعارضة السورية". وأضافت المصادر أن "6 صواريخ استهدفت المطار والمنطقة المحيطة به، أطلقتها طائرات حربية إسرائيلية واستهدفت مستودعات أسلحة لحزب الله بالمطار، بريف حمص الغربي".

من جهتهم، أفاد ناشطون بريف حمص بأن "الضربة استهدفت فوج الدفاع الجوي عن مطار الضبعة ال أس 200 بتل النبي مندو قرب المطار". ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، عن مصدر عسكري قوله إن "الدفاعات الجوية السورية تصدت لعدوان صاروخي على أحد المطارات العسكرية في المنطقة الوسطى ومنعته من تحقيق أهدافه". وتداولت صفحات موالية للنظام مقطع فيديو قالت إنه "أثناء تصدي وسائط دفاعات النظام الجوية للهجوم الصاروخي على مطار الضبعة"، في حين قالت مصادر محلية إن "انفجارات قوية ضربت المطار، ما أدى إلى اندلاع حرائق بداخله".

وفيما نفت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) مشاركة الولايات المتحدة أو قوات التحالف الدولي في عمليه القصف، رجحت مصادر مختلفة وقوف إسرائيل خلفها. وذكرت وسائل إعلام لبنانية أن "الطائرات الإسرائيلية أطلقت صواريخها من فوق الأجواء اللبنانية بعدما اخترقتها فوق منطقة كسروان، وتلا الضربة طيران كثيف في مناطق لبنانية عدة".

ويقع مطار الضبعة العسكري قرب قرية الضبعة، شمال شرقي مدينة القصير، جنوب غرب حمص، التي يبعد عنها بنحو 30 كيلومتراً، ويتكون من 16 حظيرة ومدرج رئيسي واحد يبلغ طوله حوالي 3 كيلومترات، مع ممر موازٍ بالطول نفسه تقريباً. وفي يوم 18 إبريل/ نيسان 2013، أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على المطار بعد اشتباكات مع قوات النظام السوري المدعومة بعناصر من حزب الله. وتعتبر منطقة القصير في حمص، القريبة من الحدود اللبنانية، مركزاً حيوياً لحزب الله والحرس الثوري الإيراني، وتضم مستودعات أسلحة ومراكز تدريب لهما. وتعرضت العديد من المطارات والقواعد العسكرية التابعة للنظام السوري، لضربات جوية في الفترة الأخيرة، مع تنفيذ الطيران الإسرائيلي غالبية تلك الضربات.

وكان قد سبق ذلك بيوم واحد قصف استهدف محيط محطة تي 2 في البادية، شرقي سورية، وهي نقطة عسكرية لقوات النظام، وفق ما أعلن النظام الذي اتهم طيران التحالف الدولي بالمسؤولية عن الهجوم، وهو ما نفته واشنطن. وسبق أن قُتل أكثر من 40 شخصاً نتيجة سلسلة الانفجارات التي تعرض لها مطار حماة العسكري قبل أيام قليلة.



وقالت مصادر عسكرية قريبة من المعارضة ومن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إن "خسائر كبيرة طاولت قوات النظام في المطار، وذلك بعدما استهدف صاروخان كتيبة الصواريخ الواقعة إلى جانب المطار، ما أدى إلى انفجارات كبيرة، بعد انفجار مستودعات الأسلحة والذخائر".

وبحسب مصادر محلية، فقد "تركزت الانفجارات في مساكن الضباط ومهجع تابع للحرس الثوري الإيراني والمخزن الرئيسي للأسلحة ومنظومات صواريخ إيرانية متوسطة المدى". ويُعدّ مطار حماة العسكري أحد أبرز القواعد العسكرية الجوية التابعة لقوات النظام في المنطقة الوسطى والشمالية من سورية، ويشرف على أحياء عدة غربي المدينة، وهو ثالث أكبر المطارات العسكرية في سورية، تعتمد عليه قوات النظام كنقطة إمداد لها في الشمال السوري، كما يستخدم أيضاً كمُعتقل لأهالي محافظة حماة تحت إشراف الاستخبارات الجوية.

ومن المطارات الأخرى الهامة التي تعرضت لضربات جوية، إسرائيلية على الأغلب، خلال السنوات الماضية، مطار التياس العسكري أو "التيفور"، بالقرب من حمص، ومطار الشعيرات العسكري، في ريف حمص والذي تعرض لضربة عسكرية أميركية العام الماضي.

كما طاول هذا القصف مراكز توزع القوات الإيرانية الأخرى في سورية، خصوصاً حول دمشق، مثل مقرات القيادة المركزية "المقر الزجاجي"، بجانب مطار دمشق الدولي، وثكنة الشيباني أو (ثكنة الإمام الحسين)، بالقرب من دمشق، ومدينة الزبداني، والمقرات العسكرية بقيادة المنطقة الجنوبية قرب منطقة الكسوة، فضلاً عن مطار المزة العسكري في دمشق. وينتشر في سورية إضافة إلى قوات من الحرس الثوري، وفيلق القدس، مقاتلون من نحو 50 فصيلاً أجنبياً، من العراق ولبنان وأفغانستان، يتجاوز عددهم 70 ألفاً، يعملون تحت قيادة خبراء عسكريين إيرانيين.