ولفت أردوغان في كلمة له خلال حفل أقيم بالعاصمة أنقرة، الأربعاء، إلى أن تركيا لم تعد تطمئنها التصريحات بشأن المنطقة الآمنة في سورية، مؤكدًا أنهم يريدون إجراءات ملموسة على الأرض.
وأضاف: "سنفعّل خططنا إن لم نتوصل إلى نتيجة خلال أسبوعين".
وحول القمة التركية الروسية الإيرانية الأخيرة في أنقرة، أوضح أردوغان أنهم اتخذوا قرارات هامة فيما يخص حل الأزمة السورية، مبينًا أن الأشهر القادمة ستحدد ما إذا كانت الأزمة ستحل بسهولة أم ستتفاقم.
وأشار إلى أن تركيا تنتظر دعمًا أقوى من الدول الأوروبية بشأن إدلب وشرق الفرات في سورية، لافتًا إلى أن التصريحات لم تعد تطمئن أنقرة.
وتابع: "نستضيف 3.6 ملايين سوري في أراضينا، وقد أكدنا مرارا أننا لن نستطيع تحمل أعباء 4 ملايين آخرين إن لم نتمكن من إحلال التهدئة في إدلب بسرعة".
واحتضنت العاصمة التركية أنقرة قمة ثلاثية بين رؤساء تركيا رجب طيب أردوغان وروسيا فلاديمير بوتين وإيران حسن روحاني، لبحث مستجدات الأزمة السورية وسبل إنهائها وإحلال السلام.
وفي 7 أغسطس/آب الماضي، توصلت أنقرة وواشنطن لاتفاق يقضي بإنشاء "مركز عمليات مشتركة" في تركيا لتنسيق وإدارة إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سورية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية شون روبرتسون قبل أيام إن تعاون بلاده مع تركيا بشأن المنطقة الآمنة في سورية يسير بشكل جيد. وأضاف في تصريح لقناة "الحرة" الأميركية أن مسؤولين عسكريين أميركيين من القيادتين الوسطى والأوروبية بحثوا مع الجانب التركي في "النجاحات" التي أُحرزت حتى الآن لتنفيذ الآلية الأمنية وإقامة مركز عمليات مشتركة.
وبشأن تفاصيل عمق المنطقة الآمنة ومساحتها، التي يختلف بخصوصها الجانبان الأميركي والتركي، قال روبرتسون إنها ستعتمد على الأوضاع على الأرض، حسب تعبيره، مؤكداً أن الحوار "هو الطريقة الفضلى لمعالجة الهواجس الأمنية التركية". وشدد المسؤول الأميركي على أهمية الشراكة مع "قسد" في قتال تنظيم "داعش"، ووصف تلك الشراكة بأنها "راسخة ومستمرة".
ولا تزال تفاصيل المنطقة الآمنة مجهولة حتى الآن، فيما يواصل المسؤولون الأتراك توجيه الانتقادات للجانب الأميركي بالمماطلة في تنفيذ الخطوات المتفق عليها لإنشائها. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأسبوع الماضي، أن بلاده مصممة على إنشاء المنطقة الآمنة قبل نهاية شهر سبتمبر/ أيلول الحالي، ولو من جانب واحد.
قالت صحيفة "حرييت" التركية، الأسبوع الماضي إن تركيا وأميركا تواصلان مفاوضاتهما لإنشاء المنطقة الآمنة، حيث أسفرت المباحثات عن توافقات عدة، منها طول المنطقة الآمنة، حيث اتفق الطرفان على أن تكون بطول 150 كيلومتراً، في وقت يستمرّ الخلاف على عرضها.
وأوضحت الصحيفة أن المسافة التي اتفق الجانبان عليها هي جزء من مسافة 440 كيلومتراً، تشمل بلدتَي تل أبيض ورأس العين، أي تتجاوزهما وليس ما بينهما فقط، ولكنّ إصرار أنقرة على عمق 30 كيلومتراً، لم يحظَ بموافقة أميركية حتى الآن، إذ لا تزال واشنطن تفاوض على مسافة 5-14 كيلومتراً.
وبينت الصحيفة أن الأبعاد التي يتم الحديث عنها، تأخذ شكلاً مستطيلاً كبيراً، وتطبيق المنطقة الآمنة سيكون في هذه المنطقة في أول مرحلة، وتهدف تركيا لاحقاً إلى زيادة طول المنطقة شرقاً وغرباً، لتشمل كامل الحدود التركية.
(الأناضول، العربي الجديد)