الانتخابات التشريعية الأيرلندية: "الشين فين" يتصدر ويكسر احتكار الأحزاب التقليدية
وسيسعى "الشين فين" لتشكيل الحكومة، وفقاً لما أعلنته زعيمة الحزب ماري لو ماكدونالد، صباح اليوم الإثنين. وترغب ماكدونالد بتشكيل حكومة ائتلافية تتجاوز فيها حزبي "فيانا فايل" و"فيني جايل"، اللذين هيمنا على الحكومات الأيرلندية منذ قرن من الزمان.
وقالت ماكدونالد "هذا التصويت للشين فين لصالح أن يكون الحزب في الحكومة، ولكي يقوم الشين فين بالتغيير، ولكي يتم اختباره ولكي يطبق وعوده... هناك العديد من القضايا التي تواجه مجتمعنا، وأمامنا واجب ونشعر بالمسؤولية للتوصل إلى حلول".
وكانت ماكدونالد قد قالت، مساء أمس الأحد، إن نتيجة الانتخابات "ثورة"، وإن أيرلندا لن يحكمها "نظام حزبين بعد الآن". وتمكن "الشين فين" من الحصول على تأييد أكثر من ربع أصوات الناخبين، متقدماً على حزبي "فيانا فايل" و"فيني جايل"، اللذين حكما أيرلندا منذ استقلالها.
وقالت إنها تسعى للتحالف مع حزب "الخضر" والأحزاب اليسارية الأصغر على أمل تشكيل تحالف بعيد عن الحزبين الكبيرين. إلا أنه من المستبعد أن يتمكن حزبها من تشكيل حكومة أغلبية من دون "فيانا فايل"، أو "فيني جايل".
كما أن الحزبين المذكورين قد يستطيعان تشكيل حكومة تحالف تقصي "الشين فين" من المعادلة البرلمانية، وهو ما يعقد من حسابات البرلمان الأيرلندي. أما انسداد الأفق فقد يقود إلى انتخابات مبكرة.
كما كان ليو فارادكار، رئيس الوزراء وزعيم حزب "فيني غايل"، ومايكل مارتن زعيم "فيانا فايل"، قد نفيا استعدادهما للعمل مع "الشين فين"، متعذرين بأسباب أخلاقية وسياسية. وكان "الشين فين" مرتبطاً بالجيش الجمهوري الأيرلندي، الذي كان طرفاً في الحرب الأهلية في أيرلندا الشمالية وتصنفه بريطانيا كمنظمة إرهابية.
وقال فارادكار، ليلة أمس: "بالنسبة لنا، التحالف مع الشين فين ليس خياراً، ولكننا مستعدون للحديث مع الأحزاب الأخرى". وكان فارادكار يأمل بأن يقود سجله الاقتصادي في "بريكست" إلى دورة فترة ثالثة لحزبه في رئاسة الوزراء، ولكن ارتفاع الكلفة المعيشية ووضع الخدمات العامة دفعا النتيجة إلى غير ما يرغب.
ويؤدي النظام الانتخابي الأيرلندي، الذي يشمل التمثيل النسبي، إلى تأجيل الإعلان النهائي عن نتيجة الانتخابات التي جرت يوم السبت. وكانت نسبة 96 من الأصوات التي فرزت حتى صباح اليوم قد توزعت كالتالي: 24 في المائة لصالح "الشين فين"، 22 في المائة لصالح "فيانا فايل" ومثلها لصالح "فيني غايل"، 7.5 في المائة لصالح "الخضر"، بينما حصدت الأحزاب الأخرى بقية الأصوات.
وكان "الشين فين" هامشياً في السياسة الداخلية الأيرلندية، حتى ما بعد اتفاق الجمعة العظيمة عام 1998. وتمكن في أول نتيجة كبرى له من الحصول على 13.8 في المائة في انتخابات عام 2016، وخاصة بين الشباب الذين تأثروا بتبعات الأزمة الاقتصادية في أيرلندا. وسيرتفع تمثيله في البرلمان الجديد من 22 مقعداً إلى 36.
وبدوره، امتدح جيري أدامز، زعيم "الشين فين" السابق، قيادة ماكدونالد للحزب، وأكد أنه لم يكن يتوقع هذه النتائج. وأشار إلى أن النتائج تعكس رغبة لدى الناخبين بتوحيد أيرلندا. ويعرف الحزب بدعوته لتوحيد الجزيرة الأيرلندية المقسمة منذ استقلال الجمهورية قبل نحو قرن. ولكن مسألة توحيد الجزيرة لم تكن بارزة في الحملة الانتخابية لـ"الشين فين".
مهتم بالقضية الفلسطينية
ويعرف حزب "الشين" بقربه من القضية الفلسطينية. وفي هذا السياق، يقول زاهر بيراوي، رئيس منتدى التواصل الأوروبي الفلسطيني، لـ"العربي الجديد"، إنه "لا شك أن الفوز الكبير لحزب الشين فين سيعزز مستوى التضامن مع القضية الفلسطينية في أيرلندا ويدفع بها إلى مستويات أكثر تقدماً، وخاصة إذا تمكن حزب الشين فين من تشكيل الحكومة سواء بالاتفاق مع الأحزاب الصغيرة أو عبر التحالف مع أحد الحزبين التقليديين".
وأضاف بيراوي في هذا السياق: "كما يمكن للحزب أن يلعب دورا مهما في تفعيل قوانين المقاطعة التي تم إقرارها أخيراً من البرلمان الأيرلندي. كما يمكن لحزب الشين فين أن يساهم في تحقيق قدر من التوازن والإيجابية في السياسة الخارجية المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي لأيرلندا وكذلك للاتحاد الأوروبي".