لبنان: المستقبل يبدأ تحضيرات مؤتمره التنظيمي المقرر في أكتوبر

13 يونيو 2016
تيار المستقبل يحضر مؤتمره التنظيمي (Getty)
+ الخط -


حدّد تيار المستقبل، بزعامة رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، تاريخ 15 و16 أكتوبر/تشرين الأول المقبل موعداً للمؤتمر التنظيمي العام للتيار، بعد تأجيل مستمرّ، منذ عامين، نتيجة غياب الحريري عن بيروت أكثر من ثلاثة أعوام. وخلال اجتماع المكتب السياسي للمستقبل، الذي لم ينعقد منذ عام 2012، برئاسة الحريري أكد مسؤولو المستقبل وجود نيّة جدية في تقديم "مراجعة وتقييم وقراءة نقدية للخطوات والمبادرات التي جرت"، بحسب البيان الصادر بعد اللقاء.

وفي هذا الإطار، يقول عضو المكتب السياسي في المستقبل، النائب السابق، مصطفى علوش، لـ"العربي الجديد"، إنه "تم إقرار عقد اجتماعات دورية للمراجعة السياسية في وقت متقارب خلال الأسابيع المقبلة"، مشيراً إلى أنه تم تكليف لجان تحضيرية للمؤتمر، من مهامها الأساسية تقديم القراءة السياسية لمناقشتها في أكتوبر المقبل. كما تمّ تشكيل لجنة أخرى معنية بالشؤون التنظمية من مسؤوليتها وضع التصوّرات اللازمة من أجل لملمة الوضع التنظيمي في التيار والذي ظهر مستوى تراجعه خلال الانتخابات البلدية الأخيرة (التي تم إجراؤها في مايو/أيار الماضي).

وأشارت مصادر مستقبلية لـ"العربي الجديد" إلى أنّ اجتماعات هذه اللجان من المقرر أن تنطلق، ابتداءً من يوم غد الثلاثاء، على أن تقدّم المقترحات اللازمة إلى المكتب السياسي بعد أسابيع لتتم مناقشتها وإقرارها لاحقاً في المؤتمر التنظيمي.

وذكرت المصادر نفسها أنّ "الرئيس الحريري واعٍ بشكل كامل للأزمة التي يمرّ بها التيار، من دون أن يكون مضطرباً"، حتى أنّ كلامه جاء واضحاً خلال اجتماع المكتب السياسي بحيث أشار إلى أنّ "كل الأحزاب والتيارات يمكن أن تمرّ بظروف مماثلة وعلينا المبادرة وإصلاح الأمور". في حين أشار البيان الصادر عن المكتب السياسي إلى أنّ الحريري عبّر "عن أمله في أن يشكل المؤتمر والأعمال التحضيرية له فرصة جديدة وبناءة في مقاربة تطلعات القاعدة الشعبية، وبخاصة الشباب والمرأة".

الجدير بالذكر، أن تيار المستقبل يمرّ بواقع صعب على المستويات كافة، أولاً في الاضطراب الذي تشهده صلاته السياسية مع حلفائه السابقين في فريق 14 آذار إضافة إلى ترشيح الحريري لحليف النظام السوري وحزب الله النائب، سليمان فرنجية، إلى موقع رئاسة الجمهورية.

وتنعكس هذه الخيارات السياسية التي اتّخذها الحريري على الوقع الشعبي للتيار، وهو ما ظهر جلياً في الانتخابات البلدية التي حقق فيها المستقبل أرقاماً متدنية، كما خسر معارك رئيسية أبرزها طرابلس وفي ساحل الشوف (جبل لبنان)، إضافة إلى بلديات رئيسية في الشمال اللبناني أبرزها في قضاء الضنية.

كما أنّ غياب الحريري عن بيروت نتيجة التهديد الأمني وإسقاط حكومته من حزب الله عام 2011، ساهم في بروز مجموعات القيادات المستقبلية التي تملك طموحاً شخصياً وسياسياً واسعاً ويتجسّد ذلك تحديداً في وزير الداخلية، نهاد المشنوق، الذي تغيّب، يوم السبت الماضي، عن الإفطار الذي دعا إليه الحريري "على شرف تيار المستقبل"، بحسب ما جاء في الدعوة إلى الحفل. كل هذه الأجواء تترافق مع أزمة مالية صعبة يعيشها الحريري في مؤسساته الرئيسية في الرياض.