وكشفت المصادر أن ولي العهد، عمد خلال الأيام الماضية إلى إخفاء تفاصيل قضية خاشقجي عن والده، قبل أن يضطر أخيرًا إلى طلب التدخل منه شخصيًا بعدما تحوّلت القضية إلى أزمة دولية.
ونقلت الوكالة عن خمسة مصادر من داخل العائلة الملكية، أن الملك سلمان بات يستشعر خطورة الأزمة، وأنه بحاجة إلى التدخل شخصيًا لحلّها.
ويقول مصدران للوكالة إنه مع بداية الأزمة، لم يكن الملك سلمان على علم بمدى خطورتها واتساعها، إذ كان مساعدو ولي عهده يحرصون على توجيه الملك لمتابعة "الأخبار المتوهّجة" عن البلاد على القنوات السعودية.
ويضيف المصدران، بحسب قولهما، أن ذلك تغيّر مع تطور الأزمة، التي وصلت حتى إلى القنوات السعودية التي كان يتابعها الملك، وحينها بدأ الأخير بسؤال مساعديه وابنه أيضًا عن الأمر، ليضطر ابن سلمان، على إثر تطور الأمر إلى أزمة دولية، إلى إبلاغه وطلب التدخل منه.
وقال مصدر على دراية بالوضع داخل الديوان الملكي إنه "عندما خرج الوضع عن السيطرة، كانت هناك ضجة في الولايات المتحدة. حينها أبلغ ابن سلمان والده أن هناك مشكلة وأن عليهم مواجهتها".
وبيّن المصدر المذكور أن ولي العهد ومساعديه اعتقدوا في بادئ الأمر أن الأزمة ستمرّ، "لكنهم أخطأوا في تقدير تداعياتها"، وفق قوله.
وتنقل مصادر أخرى مطلعة على الاتصالات الجارية داخل الديوان الملكي، أن القادة العالميين بدأوا يسألون، وأن ثمة قلقًا متزايدًا في أوساط البلاد الملكية حول قدرة ابن سلمان على احتواء التداعيات.
وقبل تدخّل الملك شخصيًا، كما توضح "رويترز"، كانت السلطات السعودية تضرب بنبرة حادة، مهددة بفرض عقوبات أكبر ضد الولايات المتّحدة وغيرها على خلفيّة تلويحها بعقوبات على السعودية إذا ثبت تورّطها بقضية اختفاء خاشقجي. وتنقل الوكالة عن رجل أعمال مقرب من الدوائر الملكية قوله، في هذا السياق: "رد الفعل والتهديدات بعقوبات محتملة خلال الساعات الـ24 الماضية ما زالت تأتي من طرف ولي العهد. لكن الملك يمسك بالملف الآن شخصيًا، والنبرة مختلفة".
ولا يجزم المطّلعون على أخبار الديوان الملكي للوكالة برغبة أو قدرة الملك على مواصلة هذا الدور خلال الأزمة، فيما يشير أحد تلك المصادر إلى أن الملك كان "معجبًا" بابن سلمان وسيحميه في النهاية.
وتستشهد "رويترز"، في هذا السياق، بسابقتين أخريين تدخّل فيهما الملك مباشرة لكبح جماح ابنه، عندما أوقف طرح "أرامكو" الذي كان مفترضًا أن يتم مع نهاية هذا العام، وتدخّل لتأكيد بلاده على هوية القدس العربية والإسلاميّة حينما كانت صفقة القرن تتحدّث عن عاصمة فلسطينية في ضواحي المدينة المقدّسة. رغم ذلك، تشير الوكالة إلى أن الملك سلمان بات يبتعد بشكل متزايد عن القرارات التي يتخذها ابنه.
ويقول مصدر للوكالة: "حتى لو كان (ابن سلمان) ابنه المفضل، فإن الملك بحاجة إلى رؤية شاملة من أجل بقائه وبقاء العائلة المالكة. في النهاية، كرة الثلج ستطيح الجميع".