في وقتٍ يلف الغموض الحوارات الكردية -الكردية من جهة، والحوارات الكردية مع بغداد من جهة أخرى بشأن كركوك، أعلن المكون التركماني في المحافظة العراقية، عن تمسكه بمنصب المحافظ وتحديد مرشحٍ له، ما استدعى تحذيراً من الأكراد، باعتباره "تجاوزاً" لحقهم بهذا المنصب.
وكان حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" قد رشّح رزكار علي للمنصب، بعد توافق مع "الديموقراطي الكردستاني".
وقال مسؤول محلي في المحافظة إنّ "الحوارات بشأن كركوك تجري خارجها"، وإن الحزبين الكرديين "يعقدان اتفاقيات وصفقات تقاسم للمناصب بشأنها، بمعزل عن مكوناتها الأخرى"، مبيناً أنّ "المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد أنّ الحوارات الكردية والصفقات تتم بالتفاوض غير المعلن مع بغداد".
وأشار المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد" إلى "وجود خشية داخل كركوك من إبرام صفقة على حساب المحافظة، قد تدفع باتجاه تأزيم أوضاعها، خاصة أنّ المكونين العربي والتركماني لن يقبلا بأي اتفاقات تتجاهلهما".
في الأثناء، وفي خطوة غير متوقعة، أعلن المكون التركماني في المحافظة عن وجود مرشح لديه لمنصب المحافظ.
وقال رئيس الجبهة التركمانية في كركوك أرشد الصالحي، في تصريح نشره على موقع "فيسبوك، إنّ "منصب محافظ كركوك استحقاق سياسي للتركمان"، مؤكداً: "لدينا مرشح مقبول لهذا المنصب، وافقت عليه الأطراف التركمانية والعربية والكردية"، من دون أن يكشف عن اسمه.
من جهته، قال القيادي التركماني والنائب السابق، جاسم محمد جعفر، في تصريح، إنّ "التركمان قلقون من الاتفاقات التي تجري بين الحزبين الكرديين، ومحاولة زجّ كركوك فيها"، مشيراً إلى أنّ "رؤوس الأموال والتجار في المحافظة عادوا إليها بعد زوال العصابات الكردية التي كانت تهددهم وتعمل على خطفهم، لكن الخوف اليوم تجدّد في المحافظة، ما يتطلب تدخلاً حكومياً".
من جهتهم، يرفض الأكراد التنازل عن منصب المحافظ، معتبرين أنّه استحقاق يخصهم، ولا يمكن القبول بأي مرشح غير كردي.
وقال عضو "الاتحاد الوطني الكردستاني"، شوان سعدون لـ"العربي الجديد"، إنه "لا يمكن لأي جهة في كركوك تجاوز الاستحقاقات المعروفة في المحافظة، وتقديم مرشح لمنصب المحافظ. المنصب هو استحقاق كردي لا يمكن التنازل عنه"، داعياً إلى "عدم محاولة التصعيد السياسي في المحافظة، وخلق أزمات فيها، من خلال التمرد على الاستحقاقات".
وتابع: "نريد حلولاً سلمية للمحافظة، ونسعى لعدم فرض إرادتنا على مكوناتها، لكنّنا لن نتنازل عن حقنا بالمنصب".