صفعتان معارِضة وكردية لمؤتمر سوتشي... و95 بالمائة من المشاركين موالون

29 يناير 2018
الأجندة المقترحة تقزم مطالب السوريين(رامي القليوبي ــ العربي الجديد)
+ الخط -
أثار قرار الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية مقاطعة مؤتمر منتجع سوتشي، جنوب روسيا، حفيظة موسكو، إذ أعرب رئيس لجنة الشؤون الدولية بمجلس الدوما (النواب) الروسي، قسطنطين كوساتشوف، عن أسفه له، واصفاً المؤتمر بأنه "فرصة حقيقية للمضي قدماً في توحيد مختلف القوى من أجل تحقيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254".  

ووصف مصدر عسكري دبلوماسي قرار الهيئة بأنه "لا يسيء إلى اسم هذه المجموعة فحسب، وإنما أيضاً إلى صفتها التفاوضية"، مضيفاً في تصريحات نقلتها وكالة "تاس" أنه "ليس من الواضح بتأييد مَن مِن السوريين يتمتّع هؤلاء، وماذا يريدون باستثناء إسقاط الحكومة الشرعية"، على حدّ تعبيره.


وفي هذا الإطار، يرجع الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيميونوف، عزوف الهيئة العليا للمفاوضات عن حضور المؤتمر، إلى عدم رؤيتها أي عوائد قد تجنيها جراء المشاركة فيه، في ظلّ رفض أو عجز روسيا عن الضغط على النظام. ويقول سيميونوف في حديث لـ"العربي الجديد" إنه "ربما يحضر بعض ممثلي الهيئة المؤتمر بصفتهم الشخصية، لكن بشكل عام، فإن قرار هيئة المفاوضات مفهوم في ظلّ رفض الجانب الروسي الضغط على نظام بشار الأسد أو عدم امتلاكه آليات لذلك، واستمرار أعمال القتال في منطقتي خفض التصعيد في إدلب والغوطة الشرقية"، مضيفاً "لا ترى المعارضة أية نتائج ستجنيها جراء المشاركة في المؤتمر، بينما التداعيات السلبية، بما في ذلك على سمعتها، تتجلّى بوضوح".


وفي هذا السياق، يشير سيميونوف إلى أنه "حتى في حال مشاركة بعض الأكراد، لا تزال هناك تساؤلات حول من سيمثلونه"، مضيفاً أن "الأحزاب التي لها نفوذ حقيقي، مثل الاتحاد الديمقراطي، لن تحضر إلى سوتشي".

من جهته، يرى الأكاديمي والمعارض السوري المقيم في موسكو، محمود الحمزة، أن مؤتمر سوتشي "يهدف إلى تحويل الملف السوري من الرعاية الأممية إلى الرعاية الروسية"، معتبراً أن "أي معارض يشارك فيه، تسقط عنه صفة المعارض وينتقل إلى صف النظام".


ويوضح الحمزة في حديث لـ"العربي الجديد" أنّ غاية المؤتمر "تمييع قضية الشعب السوري ونقل الملف إلى رعاية روسيا التي تحتل أجزاء من سورية"، مضيفاً "أعتقد أنّ المعارضة الوطنية والقوى الثورية لا يمكن أن تحضر مؤتمر سوتشي بالمواصفات التي أعلنت من قبل المسؤولين الروس، خصوصاً أنه لا مكان فيه لمن يطالب برحيل الأسد، بالإضافة إلى تركيبة المؤتمر الكرنفالية، حيث 95 في المائة على الأقل من الذين سيحضرون، هم من الموالين لعصابة الأسد".

وحول رؤيته أجندة المؤتمر، يقول: "الأجندة المقترحة، وهي لجنة الدستور والانتخابات، تقزم مطالب الشعب السوري الذي قام بثورة عظيمة من أجل تغيير سياسي شامل وليس من أجل العودة لحضن مجرم وقاتل".

ودعت روسيا إلى عقد مؤتمر سوتشي في أعقاب لقاء ثلاثي في المنتجع ذاته، جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني، بعيد زيارة الأسد إلى سوتشي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.