ترامب يتجّه نحو "إدارة ائتلافية"

23 نوفمبر 2016
ارتياح لسير عملية تشكيل فريق الإدارة الجديدة(جو رايدل/Getty)
+ الخط -
ارتفعت شعبية دونالد ترامب لدى الأميركيين بعد أسبوعين من انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، إذ رأى 53 في المائة منهم أنه سيؤدي مهام الرئاسة بشكل جيد، بحسب استطلاع للرأي أجرته محطة "سي إن إن".

وانعكست أجواء الارتياح العام لسير عملية تشكيل فريق الإدارة الأميركية الجديدة على أسواق الأسهم في وول ستريت، حيث سجل مؤشر داو جونز رقما قياسيا بتجاوزه 19 ألف نقطة.

وتعزز هذه الأرقام الثقة بسياسة ترامب التصالحية مع الخصوم، وخطته لإعادة رسم التحالفات السياسية وفق منهجية جديدة لا تقوم على معادلة الانقسام التقليدية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وقد خطى الرئيس المنتخب خطوات مهمة باتجاه إعلان تشكيلة حكومية فريدة من نوعها في أميركا، تضم في صفوفها ممثلين عن مختلف الاتجاهات السياسية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، جمهوريين وديمقراطيين، نقابات عمالية ومدراء بنوك وأثرياء من وول ستريت.

وفي مقابل الأسماء الخمسة التي رشحها ترامب لتولي مناصب مهمة في إدارته، وجاءت من صقور ومتشددي الأميركيين البيض، ينتظر أن يعلن، خلال الأيام القليلة المقبلة، عن تشكيلة حكومية كاملة أكد متحدث باسمه أنها ستضم جميع أطياف الأميركيين السياسية والعرقية والدينية والاقتصادية.


وفي هذا السياق، أعلن الطبيب الأميركي الأسود والمرشح الجمهوري السابق للرئاسة، بن كارسن، أن ترامب عرض عليه رسميا تسلم وزارة الصحة، بينما قالت النائبة الديمقراطية عن ولاية هاواي، تولسي غبارد، إنها عقدت محادثات صريحة وإيجابية مع ترامب خلال اجتماعها معه في نيويورك.

وتعتبر غبارد من أبرز الديمقراطيين المؤيدين لبيرني ساندرز، وقد استقالت من موقعها في الحزب الديمقراطي لتلتحق بحملته الانتخابية.

وذكرت مصادر في فريق ترامب أن النائبة الديمقراطية ذات الأصول الهندية مرشحة لتولي عدد من المراكز، منها وزارة الخارجية والدفاع أو مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي.

وقد أشارت غبارد إلى أن البحث مع ترامب تركّز على السياسة الخارجية للولايات المتحدة، وتحديدا في سورية، إضافة إلى استراتيجية القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"الحرب على الإرهاب".

وقد سبق للنائبة الديمقراطية أن وجهت انتقادات للاستراتيجية التي تعتمدها إدارة الرئيس باراك أوباما في سورية، إذ تعارض إزاحة بشار الأسد عن السلطة، وتعتبر أن على الأميركيين تركيز جهودهم على محاربة "داعش"، وهو الموقف الذي يتطابق تقريبا مع موقف ترامب الذي يدعو إلى تحالف أميركي روسي ضد "تنظيم الدولة"، والى عدم الالتفات إلى قضية الأسد.

وفي سياق متصل، قال الجنرال المتقاعد، ديفيد بتريوس، اليوم الأربعاء، في مقابلة مع المحطة الإذاعية الرابعة في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، إنه سيقبل العمل في إدارة ترامب إذا طلب منه ذلك، بحسب ما أوردت "رويترز".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قالت إن بتريوس، الذي استقال من منصبه كمدير
 لوكالة المخابرات المركزية الأميركية عام 2012 بعد كشف علاقة له خارج إطار الزواج،
 ضمن المرشحين لمنصب وزير الدفاع".

 

 



ولدى سؤاله عما إذا كان سيوافق على الانضمام لإدارة ترامب، قال الجنرال المتقاعد: "تعرضت سابقا لموقف، حيث استدار أحد الرؤساء نحوي داخل المكتب البيضاوي في لحظة صعبة، وقال: "أطلب منك بوصفي رئيسك وقائدا عاما أن تتولى قيادة قوة المساعدة الأمنية الدولية في أفغانستان". وتابع: "الإجابة الوحيدة كانت: "نعم سيادة الرئيس".

وأضاف: "لم يكن لي أي اتصالات بترامب في الماضي. لا أعرف كيف يعمل. لكن من المثير للاهتمام أن كل من تحدثوا معه قالوا إنه جذاب جدا ومضياف جدا، ولطيف للغاية، وكثير الأسئلة ومحب للحوار".

وساهم انفتاح الرئيس المنتخب على وسائل الإعلام، ومحاولة طي صفحة الهجمات المتبادلة خلال السجال الانتخابي، في تعزيز الانفراج السياسي، وتخفيف حدة الانقسامات الأميركية التي وصلت إلى ذروتها في الأسابيع القليلة الماضية.

وتوّجت المقابلة الصحافية التي أجرتها أسرة تحرير صحيفة "نيويورك تايمز" مع الرئيس المنتخب سلسلة من اللقاءات والاتصالات، بينها اجتماع موسع لترامب مع مديرين وعاملين في كبريات محطات التلفزة الأميركية.

واغتنم الرئيس الأميركي المنتخب فرصة المقابلة الصحافية مع "نيويورك تايمز" لتوجيه رسالة تطمين للأقليات والمتخوفين من تنامي دور اليمين العنصري المتطرف، الذي أصبح أحد أبرز رموزه مستشارا استراتيجيا في البيت الأبيض، حيث دان المجموعات العنصرية، واستنكر تحرك النازيين الجدد الذين عقدوا قبل يومين مؤتمرا في واشنطن، هتفوا خلاله بشعارات النازية، وانتقدوا النفوذ اليهودي في المؤسسات السياسية والاقتصادية الأميركية

وينفي ترامب الاتهامات الموجهه إلى مساعده الاستراتيجي ستيفن بانون حول عنصريته ومعاداته السامية.

وفي شريط فيديو مسجل انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مساء الاثنين، أكد ترامب أن عملية تشكيل فريقه الحكومي تسير بسلاسة، واستعرض أبرز القرارات التنفيذية التي سينظر فيها خلال أول مائة يوم من فترته الرئاسية، دون أن يشير إلى مسألة إلغاء "خطة أوباما كير" للتأمين الصحي، أو بناء الجدار على حدود المكسيك، وترحيل ملايين المهاجرين المقيمين بطريقة غير شرعية في الولايات المتحدة، والتي كانت أبرز العناوين التي يختلف الأميركيون بشأنها.



دلالات