قضايا المنطقة وأزماتها حاضرة بقوة في منتدى الدوحة بيومه الأول

14 ديسمبر 2019
من المنتدى اليوم (الأناضول)
+ الخط -
عكست تغريدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على حسابه الرسمي في "تويتر"، بعد افتتاحه، اليوم السبت، النسخة التاسعة عشرة لمنتدى الدوحة، والتي قال فيها: "لا بد من تعزيز العمل بقوة القانون الدولي كمسؤولية ومرجعية مشتركة في ظل عالم متعدد الأقطاب"، أجواء المداولات والمواقف التي سادت المنتدى، سواء في الجلسات العامة، أو في اللقاءات الثنائية بين مختلف صناع القرار في العالم.


وعرّجت النقاشات والمداخلات العامة على مختلف أزمات المنطقة، سواء في ليبيا، وسورية، وإيران، إلى الحراك الشعبي في لبنان

وبينما حذر وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، في هذا السياق، من أنّ بلاده على حافة الانهيار بسبب الأوضاع الاقتصادية، وأكد أن "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه يرفض الاشتراك في حكومة يرأسها سعد الحريري، برز تعهد وزير المالية القطري علي شريف العمادي بأنّ بلاده "ستقف إلى جانب لبنان خلال أزمته الراهنة".


من جانبه، أكد وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، أنّ قطر شريك للولايات المتحدة في مكافحة خطر تمويل الإرهاب، مضيفاً أن قوات بلاده الموجودة في السعودية غرضها دفاعي.

وشهدت أروقة المنتدى لقاء عقد بين وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ورئيس حكومة "الوفاق" الليبية المعترف بها دولياً فايز السراج، بحث مذكرة التفاهم حول الحدود البحرية والتعاون العسكري بين البلدين، فيما ظل السؤال حول إمكانية التدخل التركي إلى جانب قوات الحكومة الليبية، ضد الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، الذي يهدد بالزحف على طرابلس، بلا إجابة من الطرفين التركي والليبي، فيما اكتفى وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو بالقول إنّ "ليبيا لم تطلب إرسال جنود لدعم قوات حكومة الوفاق".


ولم تغب قضية إيران والملف النووي الإيراني عن جلسات المنتدى، لا سيما تصريحات المسؤولين الأميركيين المشاركين فيه، والذين أكدوا على حرص واشنطن على منع امتلاك طهران للسلاح النووي. وقال وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين، في هذا الصدد، إن بلاده "تسعى إلى إبرام اتفاق مع طهران من شأنه حماية الأمن والاستقرار في المنطقة".


وناقش المنتدى في الجلسات العامة قضية الهجرة كظاهرة عالمية، وأهمية الاهتمام الدولي بها. واعتبر وزير الشؤون الخارجية والأوروبية في جمهورية سلوفاكيا ميروسلاف لاجاك، أن "قضية الهجرة بحاجة إلى اهتمام جماعي، لأنه لا يمكن لأي بلد بمفرده مواجهة تلك الظاهرة"، منبّهاً إلى أن "أكثر من مليون شخص دخلوا أوروبا عام 2015، وبسبب عدم قدرة دول الاتحاد على التعامل مع تزايد أعدادهم، حدث انقسام واختلاف في طرق التعامل مع المهاجرين من دولة إلى أخرى".

وطالبت منسقة شؤون الهجرة واللاجئين في الخارجية السويدية نيكولا كلاسي، بضرورة وجود دبلوماسية خاصة بالهجرة مع فهم الظاهرة ومعرفة تفاصيلها وبحث سبل التعامل معها وحلها بشكل واسع.

وحسب بيانات أدلت بها مفوضة الشؤون الاجتماعية بمفوضية الاتحاد الأفريقي أميرة الفاضل، فإنّ 80% من الهجرة العالمية تأتي من أفريقيا، مشيرة إلى أنّ المهاجرين يعانون ويموتون للوصول إلى الأماكن الجديدة، وثمة 20% من أفريقيا يهاجرون إلى خارجها والباقي إلى الداخل، فيما حذر مدير معهد "مجموعة التنمية لأفريقيا الجنوبية" (سادك) أنس القماطي، من التعامل مع الهجرة أمنياً، وقال إنّ "ذلك غير مناسب، ويجب التفكير في كيفية إدارة الهجرة بشكل طبيعي وقانوني".


وعرضت الناشطة الأيزيدية فريدة عباس خلف تجربة الاختطاف التي عايشتها على يد تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق، وألقت الضوء على قضية اضطهاد الأيزيديين، مطالبة العالم بالانتباه إلى تهجير أكثر من 3000 منهم، واستمرار اختطاف واختفاء أكثر من 2000 امرأة وطفل أيزيدي.


كما عرض رئيس رواندا بول كاغامي، تجربة بلاده التي خرجت من حرب أهلية، وحولها إلى أسرع دول أفريقيا نمواً وأكثرها استقراراً وأمناً.


وشاركت مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون ريادة الأعمال إيفانكا ترامب، في جلسة بالمنتدى، إذ تم استعراض مبادرة تمكين المرأة في الدول النامية والمراحل التي قطعتها. ولفتت ترامب، في هذا الإطار، إلى أنّ المرأة في 73 دولة في العالم غير قادرة على العمل في المهن التي يعمل بها الرجال، وقالت إنّ الدول النامية تحتاج مساعدة فنية تقنية وإيجاد تشريعات تسمح للمرأة بالاستثمار وامتلاك الأصول المالية.


ويواصل منتدى الدوحة جلساته، غداً الأحد، حيث يتحدث في المنتدى كل من وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ووزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والمبعوث الأميركي للسلام في أفغانستان زلماي خليل زاد الذي سيعرض آخر تطورات المفاوضات التي تجريها واشنطن مع حركة "طالبان" في الدوحة، ومصير اتفاق السلام معها. كما ستكون قضايا فلسطين، واليمن، والصومال، وحقوق الإنسان، وقضايا اقتصادية وتنموية وإعلامية، وقضايا المناخ والبيئة، حاضرة في جلسات المنتدى.

المساهمون