مشاورات تشكيل الحكومة المغربية تراوح مكانها

16 ديسمبر 2016
لم يفلح بنكيران في تشكيل ائتلاف حكومي حتى الساعة(Getty)
+ الخط -
دخلت مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة في المغرب شهرها الثالث، حيث يسيطر جمود على المفاوضات التي بدأها رئيس الحكومة المكلف، عبد الإله بنكيران، الأمر الذي جعل جميع السيناريوهات ممكنة.


ولم يعقد بنكيران بعد اللقاء الذي راج من قبل بأنه سيتم بعد عودة الأمين العام لحزب "التجمع الوطني للأحرار"، عزيز أخنوش، من جولته الإفريقية برفقة الملك محمد السادس، رغم لقائهما أكثر من مرة بعد رجوع أخنوش، أولها أثناء تعزية هذا الأخير لبنكيران بوفاة والدته، والثاني يوم أمس عند عقد المجلس الحكومي.

وتفيد مصادر مقربة من رئيس الحكومة المعين بأن "هذه اللقاءات وجهاً لوجه بين بنكيران وأخنوش لم يتم التطرق خلالها إلى موضوع تشكيل الحكومة، وهو ما يجعل أي تقدم في مسار مفاوضات تشكيل الائتلاف الحكومي متوقفاً على لقاء مرتقب لم يحدد موعده بعد بين الطرفين".

ويرى مراقبون أن ما يزيد من تعقيد مهمة بنكيران اللقاء الذي جمع يوم الأربعاء الماضي بين زعيم "الأحرار" والكاتب الأول لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، إدريس لشكر، حيث استحضر الزعيمان بإيجابية التجارب التي جمعت الحزبين في إطار حكومات عديدة، وفي ظل تجربة التناوب التي خاضاها سوياً.

وخرج اللقاء بين لشكر وأخنوش باتفاق ضمني بين الحزبين على "تعزيز التعاون بين الحزبين، والتنسيق بينهما للاستفادة من خبرات الجانبين والعمل المشترك، في ملفات تهم المستقبل"، وفق بيان لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهو ما اعتبره مراقبون بوادر تحالف مستقبلي بين الحزبين.

ويلمح لقاء لشكر وأخنوش إلى أن الأول رهن مشاركته في الحكومة المرتقبة بشكل أو بآخر بمشاركة الثاني، وهو ما أقدم عليه من قبل حزب "الاتحاد الدستوري"، الذي قرر تشكيل فريق نيابي موحد مع "الأحرار"، وهو ما يعني أن بنكيران إما أن يقبل بدخول هذه الأحزاب كلها دفعة واحدة، أو أنها سترفض جميعها ولوج الحكومة.

وقال قيادي في حزب العدالة والتنمية، رفض الكشف عن اسمه، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "الأمر بات أشبه بمسلسل سياسي يصعب التكهن بخاتمته، خاصة أن بنكيران وقيادة الحزب مصران على أن يتم احترام إرادة المواطنين في الانتخابات التشريعية الأخيرة، وأيضا احترام منهجية الملك في احترام الدستور باختيار رئيس الحكومة من الحزب الفائز".

وأردف المتحدث ذاته أن "مواقف عدد من الأحزاب تعتريها كثير من الضبابية وتفتقد لنوع من الاستقلالية، وهو ما يفسر مواقفها المتذبذبة من المشاركة في الحكومة، فهي تعلن أمام العلن أنها موافقة على المشاركة قبل أن تنخرط في لقاءات وشبه تحالفات تفيد بعكس ما أعلنت عنه".

وذهب مراقبون إلى أنه "أمام انسداد الآفاق أمام مشاورات بنكيران لتشكيل حكومته، والتي يصف البعض مدتها الزمنية بالطويلة قياساً بتاريخ تشكيل الحكومات في المملكة"، بينما يرى آخرون أن "هذا الجمود طبيعي وعادي ولا يعني وجود أزمة سياسية، وقد يلجأ بنكيران إلى لقاء الملك لطلب التحكيم الملكي في ما وصلت إليه مشاورات الحكومة الجديدة".