تقدم كبير لـ"قوات الرئاسي" بسرت..وتوقعات بإعلان تحريرها من "داعش"

11 اغسطس 2016
"قوات الرئاسي" تسيطر على القصور الرئاسية بسرت(محمود تركيا/فرانس برس)
+ الخط -
اقتربت قوات المجلس الرئاسي، التابعة لحكومة الوفاق الوطني الليبية، من حسم معركتها ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في سرت، بسيطرتها على الأجزاء الأخيرة في المدينة خلال معاركها يوم أمس الأربعاء واليوم الخميس.


وقد تمكنت "قوات الرئاسي"، الخميس، من السيطرة على قصور الضيافة الرئاسية والفندق المتاخم لها، بمدينة سرت، وسط البلاد، وذلك غداة تحقيقها تقدما كبيرا تمثل في استعادتها عدة مقار، أبرزها مجمع واغادوغو، الذي يعد مقر القيادة لتنظيم فيها، لكنها فقدت اثنان من عناصرها سقطا خلال المعارك الأخيرة، فيما جرح أكثر من عشرة.

وأوضحت مصادر عسكرية مقربة من عملية البينان المرصوص، لــ"العربي الجديد"، أن الاشتباكات الجارية في الوقت الحالي لا تعدو كونها "مطاردة فلول التنظيم داخل الحي رقم 1 و2 و3 وعمارات 1000 وحدة سكنية".

وقالت المصادر إن "غرفة البينان المرصوص تستعد لإعلان تحرير المدينة خلال يوم غد أو بعد غد على الأكثر"، مستدلة على قرب نهاية المعركة بالقول: "الضربات الجوية توقفت اليوم، ولم يتبق سوى بضع مقاتلين تتم ملاحقتهم داخل الأحياء السكنية، والتعامل معهم يتم بشكل مباشر وبواسطة الأسلحة الخفيفة والمتوسطة"، لافتة إلى أن ما تبقى من الفلول "أصبحت مشتتة ولا قدرة لديها على تنظيم صفوفها".


إلى ذلك، قال المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص"، محمد الغصري، إن "العملية العسكرية انطلقت، ظهر اليوم، بعد ورود معلومات تفيد بضعف وجود مقاتلي داعش في مبنى الفندق الرئاسي، المتاخم للقصور، ما عجّل بالسيطرة عليه خلال أقل من ساعة"، مضيفا أن "سرعة سقوط معقل كان يعول عليه داعش كثيراً شجع القوات على المضي في العملية، لتسيطر في وقت قصير على القصور الرئاسية أيضاً"، لافتاً إلى أن وجود التنظيم كان ضعيفاً في الموقعين.

 

وأشار الغصري إلى أن فرق الهندسة العسكرية، التي بدأت في تمشيط الموقعين، كشفت عن وجود جثث 12 مقاتلاً لـ"داعش"، فيما فرّ ما يقارب الـ20 إلى الأحياء السكنية المجاورة، متابعا: "لقد تأكد لنا أن التنظيم فقد أغلب مقاتليه، لكنه يعول الآن على الاحتماء بمساكن المدنيين التي ننتظر تأكيدات بخلوها من ساكنيها قبل بدء عملية السيطرة عليها". 

وتعتبر منطقة قصور الضيافة الرئاسية، المتاخمة للميناء، من أهم المناطق التي يتحصّن داخلها مسلحو "داعش"، وتتوزع على مساحة كبيرة تضمّ عدداً من المقار التي أنشئت في عهد النظام السابق لاستقبال الوفود الرئاسية.

وأمس الأربعاء، حققت قوات "البنيان المرصوص" تقدماً كبيراً في سرت باستعادتها أكثر من مقر، أبرزها مجمع قاعات واغادوغو، الواقع في قلب المدينة، والذي يعد مقر قيادة التنظيم، ومستشفى ابن سينا، القريب من المجمع، ومصرف متاخم له

انطلقت عملية "البنيان المرصوص" في مايو/أيار الماضي، بهدف إنهاء سيطرة تنظيم "داعش" على سرت، عبر 3 محاور هي أجدابيا سرت، والجفرة سرت، ومصراتة سرت، وتمكنت القوات من محاصرة التنظيم في مساحة ضيقة، وتكبيده خسائر فادحة في الآليات والأفراد

وسيطر التنظيم على سرت في مايو/أيار 2015، قبل طرده أخيراً من عدد من المواقع فيها.