أفيغدور ليبرمان... وزير الأمن الإسرائيلي الكاره للعرب

31 مايو 2016
أثار تعيين ليبرمان موجة انتقادات إسرائيلية (غالي تيبون/فرانس برس)
+ الخط -
لم تكن صدفة أن يعتبر أفيغدور ليبرمان، تعيينه وزيراً للأمن الإسرائيلي، دلالة على كسر الحواجز الإسرائيلية أمام المهاجرين الروس في طريقهم للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، بعد أن تبيّن له النفور والتشكيك الذي لاقاه المهاجرون الروس إلى "إسرائيل"، على الرغم من أنهم يهود، وحتى لو تبنوا أكثر المواقف تطرفاً وعنصرية ضد العرب. وكان ليبرمان قد اضطر بعد أكثر من عقدين من هجرته من موطنه الأصلي مولدافيا إلى فلسطين المحتلة، عام 1978، وانضمامه لمؤيدي رئيس الوزراء الحالي، بنيامين نتنياهو وأنصاره عام 1988، إلى خوض "نضال ضروس" وحرب ضد وسائل الإعلام الإسرائيلية، للقبول باسمه العبري الإسرائيلي، أفيغدور، بدلاً من اسمه الروسي الأصلي إيفيت.
بدأ ليبرمان، مشواره السياسي في المشهد العام في إسرائيل عند تعيينه رئيساً لديوان رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، عام 1996، ما وفّر له أكبر فرصة للانكشاف على المجتمع الإسرائيلي كمهاجر يسعى للاندماج في المجتمع الإسرائيلي، من خلال مواقفه "الليكودية" وليس من خلال خلفيته الإثنية، بدليل شقه طريقه في حزب "الليكود" وليس في أحد أحزاب المهاجرين الروس التي اشتهرت آنذاك، وكان أقواها حزب "يسرائيل بعليا"، بقيادة الجاسوس السابق أناتولي شيرانسكي.
لم تدم العلاقة مع نتنياهو كثيراً، إذ استقال ليبرمان من منصبه بعد عام، وذهب إلى القطاع الخاص، حيث أسس شركة اقتصادية، أودعها لاحقاً بأيدي ابنته، مع تأسيس حزب "يسرائيل بيتينو" عام 1999. واصل ليبرمان سعيه لمحاولة "التأسرل" عبر ضم رموز ومرشحين إسرائيليين وليسوا بالضرورة من أصول روسية. وتكرر ذلك عام 2000 عندما مزج حزبه مع حزب "موليدت" الذي أسسه داعية الترانسفير، رحبعام زئيفي، (اغتالته خلية من الجبهة الشعبية عام 2002).


شارك ليبرمان في حكومتي أريئيل شارون، وإن كان فُصل من حكومة شارون الثانية عام 2004 لاعتزامه التصويت ضد خطة الانسحاب من قطاع غزة. ثم شارك لاحقاً في حكومة إيهود أولمرت في 2006 وانسحب منها عام 2008 بسبب اتجاه الحكومة لمفاوضات مع السلطة الفلسطينية في مؤتمر أنابوليس.
حقق ليبرمان أكبر إنجاز انتخابي له في انتخابات 2009 عندما حصل حزبه على 15 مقعداً، وكان ثالث أكبر حزب في الكنيست. عُيّن نائباً لرئيس الحكومة، في حكومة نتنياهو الثانية، ووزيراً للخارجية. وفي العام 2012 قبل عام من الانتخابات أعلن تشكيل قائمة مشتركة بين "الليكود" وحزب "يسرائيل بيتينو"، آملاً في تحقيق وبناء كتلة برلمانية كبيرة، وهو ما لم يتحقق. أعلن ليبرمان، في 7 يوليو/تموز 2014، فك الشراكة مع "الليكود" قبل أسبوع من عدوان "الجرف الصامد".
تراجعت قوة ليبرمان في الانتخابات الأخيرة، العام الماضي، بفعل موجة من الفضائح حول تورط قيادات بارزة من حزبه في جرائم فساد ورشى، وتراجعت قوته البرلمانية إلى ستة مقاعد. فضّل ليبرمان البقاء خارج الائتلاف في حكومة نتنياهو الحالية بعد الانتخابات بسبب خلافاته المتكررة مع نتنياهو، خصوصاً رفضه أي مفاوضات سياسية مع الطرف الفلسطيني، ومطالبته الحكومة بالقضاء على حركة "حماس" وتقويض حكمها، عبر اجتياح قطاع غزة برياً. واتخذ خطاً مناوئاً لنتنياهو، متهماً إياه بالخضوع والاستسلام وعدم محاربة الإرهاب.
اشتهر ليبرمان بتصريحاته الشوفينية والعنصرية ضد العرب عموماً وضد الفلسطينيين في الداخل خصوصاً، ومطالبتهم بإعلان الولاء لإسرائيل. كما أضر كثيراً بالعلاقات مع مصر إبان حكم الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، عندما طالب بقصف سد أسوان، ورعى سياسات الدول المناهضة لمصر في النزاع على مياه النيل، خصوصاً النزاع مع أثيوبيا. وفتح أمام إسرائيل أبواباً مغلقة في أوروبا الشرقية سابقاً وفي دول القرن الأفريقي.
أثار تفضيل نتنياهو ضم ليبرمان إلى حكومته كوزير للأمن بدلاً موشيه يعالون، موجة احتجاج وتعليقات رافضة في السياسة والصحف الإسرائيلية، خصوصاً أنه لم يخدم في الجيش إلا عاماً واحداً خلافاً ليعالون الذي كان رئيس أركان، مع تخوّف على مكانة وهيبة الجيش الإسرائيلي.