محاولات إسرائيلية لإدانة "حزب الله" دوليا بسبب الأنفاق

08 ديسمبر 2018
تركز إسرائيل على الدور الفرنسي (Getty)
+ الخط -
في الوقت الذي كشفت عن تحرك دبلوماسي إسرائيلي يهدف إلى توظيف فرنسا في عزل "حزب الله" اللبناني، زعمت قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية "كان" توفر تل أبيب على معلومات حول وحدات الحزب، التي كان من المفترض أن تستخدم شبكة الأنفاق الهجومية التي حفرت على الحدود.

ونقلت غيلي ليفي، المراسلة السياسية في قناة "كان"، عن محافل في ديوان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قولها إن "إسرائيل شرعت في تحرك دبلوماسي يهدف إلى توظيف الكشف عن النفق والمعلومات الاستخبارية المتعلقة بأنشطة حزب الله في محاولة عزل الحزب والدفع نحو صدور قرار أوروبي باعتباره، وليس فقط الجناح العسكري التابع له، تشكيلاً إرهابياً".

وأوضحت المحافل أن "إسرائيل تركز في هذه المرحلة على الدور الفرنسي بسبب طابع العلاقة الخاصة التي تربط فرنسا بلبنان"، مشيرة إلى أن تل أبيب تمارس حالياً ضغوطاً كبيرة على باريس لكي توظف نفوذها في بيروت لإجبار الحكومة اللبنانية على التنديد بأنشطة حزب الله العسكرية".

وأشارت إلى أن مائير بن شبات، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي اتصل بالفعل بمستشار الأمن القومي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وطلب منه التدخل، لافتة إلى أن نتنياهو ينوي الاتصال بماكرون والطلب منه التدخل بسرعة.


وبحسب القناة، فإن إسرائيل تأمل أن يفضي "تجذير الوعي" بأنشطة "حزب الله" إلى إقناع الدول الأوروبية بالإعلان عن "حزب الله" تشكيلاً إرهابياً وليس جناحه العسكري فقط، مشيرة إلى أن تل أبيب تأمل أن تصدر الدول الغربية قرارات بفرض عقوبات جديدة على الحزب.

في السياق، قالت ليفي إن إسرائيل أعربت عن رضاها عن أداء القائد الجديد للقوات الدولية في جنوب لبنان "يونيفل"، معتبرة أن سلوكه يختلف بشكل كبير عن سلوك سلفه.

ونقلت ليفي عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن القائد الجديد أبدى اهتماماً كبيراً بالمعلومات التي نقلتها له إسرائيل بشأن شبكة الأنفاق والتقى بقائد الجيش اللبناني، جوزيف عون، وتعهد بتكثيف عمليات المراقبة على الحدود.

في غضون ذلك، نقلت القناة العبرية عن مصادر استخبارية قولها إن الوحدات التابعة لـ"حزب الله" التي كان يفترض أن تستخدم شبكة الأنفاق الهجومية تشمل وحدة النخبة التابعة للحزب، والتي يطلق عليها "الرضوان"، التي يقودها أبو علي الطبطباوي، بالإضافة إلى ما أسمته القناة بـ"وحدة الظلال"، التي يطلق عليها "وحدة 133"، والتي تتولى مهمة جمع المعلومات الاستخبارية التي توظف في تنفيذ عمليات يخطط الحزب لتنفيذها.

وادعت القناة بأن "حزب الله" يوظف شركة الإنشاءات التابعة له والمعروفة بـ"جهاد البناء" في بناء الأنفاق، مشيرة إلى أن هذه الشركة التي تهتم بتدشين مشاريع مدنية، تنشط أيضاً في تدشين البنى العسكرية التابعة للحزب، وضمنها الأنفاق.

وحسب القناة، فإن الاستخبارات الإسرائيلية تتهم منظمة "أخضر من دون حدود" اللبنانية، التي تعنى بتنفيذ مشاريع لتحسين واقع البيئة بتوظيف أنشطتها في بناء مواقع رصد لجمع المعلومات الاستخبارية عن أنشطة وتحركات الجيش الإسرائيلي على الحدود.

وزعمت القناة أيضاً أن "عنصر حزب الله الذي ظهر في الفيديو الذي أعده المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، وهو يتحرك داخل النفق الذي تم كشفه، هو الدكتور عماد فحص"، مدعية أنه حاصل على الدكتوراه في الهندسة من جامعة طهران.

وعرضت القناة حساب "فيسبوك" الخاص بفحص، قائلة إن قائمة "الأصدقاء" على حسابه تضم زهير نخلة، مدير منظمة "أخضر بدون حدود".

وفي سياق متصل، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أن إسرائيل علمت بوجود الأنفاق منذ عامين، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال عكف منذ ذلك الوقت على الإعداد لمواجهة هذا الخطر.

وفي تقرير بثته، مساء أمس الجمعة، نقلت القناة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن الجيش حرص على عدم إبلاغ المستوطنين بالمعلومات التي كانت بحوزته حتى لا يمس بروحهم المعنوية، إلى جانب رغبته في الاحتفاظ بالقدرة على مفاجأة "حزب الله".

ولفتت المصادر إلى أن جيش الاحتلال حرص على إدماج مجسات إلكترونية بالغة الحساسية في الجدار الذي بناه على طول الحدود، موضحة أن هذه المجسات قادرة على رصد الأدوات التي تزعم تل أبيب أن "حزب الله" كان يستخدمها في عمليات الحفر.

وأشارت القناة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تقدر بأن "حزب الله" خطط لإيصال النفق الذي تم كشفه إلى شارع "90"، الذي يربط بلدة "المطلة" والمستوطنات المحيطة بها بباقي مناطق الجليل ووسط إسرائيل، من أجل عزلها وتحسين قدرته على السيطرة عليها في حال نشبت مواجهة شاملة.


من جهة ثانية، قال المعلق العسكري ألون بن دافيد إن خشية قادة الجيش الإسرائيلي من تجاوز الحدود والعمل داخل لبنان ضد شبكة أنفاق "حزب الله" يدلل على أنهم يتخوفون من تبعات مواجهة الحزب، وهذا يدلل على أن إسرائيل مردوعة.

وفي تحليل نشره موقع صحيفة "معاريف"، اليوم، أوضح بن دافيد أنه يبدو بشكل واضح أن الجيش يتجنب المواجهة مع "حزب الله" بكل ثمن، مشيراً إلى أن هذا يدلل على جمود الفكر والإبداع العسكري والتطلع للمواجهة.

وفي سياق منفصل، وجّه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الأسبق عاموس يادلين انتقادات لنتنياهو في أعقاب قوله إن "لدى حزب الله عددا قليلا من الصواريخ ذات دقة إصابة عالية".

وفي مقابلة أجراها مع إذاعة "إف إم"، أمس، قال يادلين إن تقديم معطيات حول قدرات حزب الله في مجال الصواريخ ذات دقة الإصابة العالية "سيلفت حزب الله إلى المواقع التي تم اختراقه فيها".

دلالات
المساهمون