بومبيو يحشد أعداء إيران... ويبلغ السعودية وإسرائيل قرار ترامب

30 ابريل 2018
الجبير خلال المؤتمر الصحافي مع بومبيو أمس(فايز نورالدين/فرانس برس)
+ الخط -
بدا وزير الخارجية الأميركي المعين حديثاً، مايك بومبيو، في جولته الأولى إلى المنطقة، كأنما يحشد دعم أعداء إيران لتصعيد أميركي ربما يكون سمة المرحلة المقبلة عشية موعد 12 مايو/أيار المقبل، تاريخ سحب الرئيس دونالد ترامب التزام بلاده بالاتفاق النووي مع إيران أو البقاء فيه إلى حين التفاوض على صيغة جديدة له مثلما أوحت تصريحاته والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في واشنطن الأسبوع الماضي. وقرّر بومبيو أن تكون السعودية وإسرائيل أول محطتين لجولته التي تشمل الأردن أيضاً والتي يصل إليها اليوم الاثنين، وبدا واضحاً أن التعبئة ضد إيران كانت العنصر الطاغي في المواقف الصادرة أكان في الرياض أو في تل أبيب. وأكثر ما كان لافتاً، غياب الملف الفلسطيني وإن بكلمة واحدة في مؤتمره الصحافي مع نظيره عادل الجبير، واقتصار الكلام على المواقف المتشددة ضد إيران، وهو أمر ناتج عن عقيدة سياسية تحكم السياسة الخارجية السعودية منذ سنوات، تقوم على قاعدة أن العداء لإيران يبرر التطبيع والتنسيق مع إسرائيل، علناً أو سراً أو بشكل ضمني.


رغم ذلك، فقد أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، أمس الأحد أن الرئيس دونالد ترامب لم يتخذ قراراً بعد بما اذا كان سينسحب من الاتفاق النووي الإيراني أم لا. وقال بولتون لشبكة "فوكس نيوز" إن ترامب "لم يتخذ قراراً بعد حول الاتفاق النووي، سواء لجهة البقاء او الانسحاب". وأضاف أن الرئيس الأميركي "يدرس بالتأكيد" اقتراح نظيره ماكرون حول بدء مفاوضات في شأن اتفاق جديد موسع. واقترح ماكرون مطلع الأسبوع على ترامب الحفاظ على الاتفاق الأصلي الذي سيصبح أولى "الركائز الأربع" لاتفاق مستقبلي. و"الركائز" الأخرى تتعلق بما بعد عام 2025 عندما سينتهي العمل ببعض البنود المتعلقة بالأنشطة النووية وأيضاً الصواريخ البالستية التي تملكها طهران ودورها في المنطقة "الذي يزعزع الاستقرار". وقال بولتون "أعتقد أنه أمر يهم الرئيس ويستحق التفكير فيه".

ومن الرياض، اتهم بومبيو طهران بالعمل على "زعزعة استقرار" المنطقة في إطار حشد الدعم ضد إيران وإطلاع حلفاء واشنطن على موقف الرئيس الأميركي إزاء الاتفاق النووي الإيراني. والتقى بومبيو العاهل السعودي الملك سلمان بعد وصوله، وكذلك ولي العهد محمد بن سلمان على وليمة عشاء. وقال بومبيو في مؤتمر صحافي مشترك مع الجبير إن إيران تعمل على "زعزعة المنطقة، وتدعم المليشيات والجماعات الإرهابية، وتعمل كتاجر سلاح إذ إنها تسلح الحوثيين في اليمن، وإيران تقوم بحملات قرصنة إلكترونية. وتدعم نظام (بشار) الأسد القاتل". وتابع أنه "على العكس من الإدارة السابقة، نحن لا نتجاهل إرهاب إيران واسع النطاق". ورأى بومبيو أن الاتفاق النووي "بشكله الحالي" ليس كافياً لضمان عدم حيازة إيران لسلاح نووي، وقد لمّح مرة أخرى إلى استعداد ترامب للانسحاب من الاتفاق. وأضاف: "سنواصل العمل مع حلفائنا الأوروبيين لإصلاح هذا الاتفاق، ولكن في حال عدم التوصل إلى اتفاق، فإن الرئيس قال إنه سينسحب منه".

من جانبه، دعا الجبير في المؤتمر الصحافي إلى "تحسين" الاتفاق النووي مع إيران. وقال "تؤيد السعودية جهود تحسين الاتفاقية النووية الإيرانية، ونعتقد أن المدة التي يكون فيها حد لكمية تخصيب اليورانيوم يجب أن تلغى وتكون بشكل أبدي". وتابع: "كما نعتقد أنه يجب أن يكون هناك تكثيف في موضوع التفتيش" للمنشآت النووية الإيرانية. كما دعا الجبير إلى تشديد العقوبات على إيران، قائلاً "نعتقد أن المشكلة الإيرانية يجب أن يكون التعامل معها عن طريق فرض المزيد من العقوبات (...) لانتهاكاتها القرارات الدولية المتعقلة بالصواريخ البالستية، ودعمها للإرهاب وتدخلاتها في شؤون دول المنطقة".


وكان مسؤول أميركي أبلغ الصحافيين في الرياض أن "هذه الإدارة (الأميركية) جعلت من أولوياتها التعامل مع برامج الصواريخ الإيرانية التي يطلقها الحوثيون على السعودية". وفي ما يتعلق بمطالبة ترامب الرياض وبقية العواصم الخليجية ببذل مزيد من الجهود وزيادة مساهماتها المالية لدعم العمليات التي تقودها واشنطن في سورية، من أجل السماح للجنود الأميركيين بالعودة سريعاً إلى بلادهم، أشار مسؤول أميركي رفيع يرافق بومبيو إلى أن "الرئيس أوضح أنه يرغب في رؤية مشاركة ذات معنى من الدول في المنطقة".

أما بخصوص الأزمة الخليجية وحصار قطر، فقد شدد بومبيو على أهمية "وحدة دول الخليج". وقال خلال المؤتمر الصحافي مع الجبير: "شددت أمام وزير الخارجية على أن وحدة الخليج ضرورية. نحتاج إلى تحقيقها". وكان مسؤولون أميركيون مرافقون لبومبيو قد أكدوا أنهم لا يلقون باللوم على أي من الأطراف في الأزمة الخليجية، ولكنهم يرغبون في "أن تحل الرياض والدوحة الخلاف بنفسيهما"، علماً أن ترامب أجل القمة الأميركية الخليجية التي كان مقرراً أن تعقد في مايو/أيار المقبل في واشنطن، إلى سبتمبر/أيلول المقبل، على أن يتدخل حينها لحل الأزمة الخليجية في حال كانت متواصلة حتى ذلك التاريخ، بحسب ما نقل عنه مقربون منه بعد سلسلة لقاءاته مع زعماء دول خليجية في الأسابيع الماضية في واشنطن.