وصعّد، في الآونة الأخيرة، عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي، الذين ينتشرون على شكل جيوب وخلايا مبعثرة بعد هزيمتهم في المدن الرئيسة التي كانوا يحتلونها، من هجماتهم التي أخذت شكلا عشوائيا، من خلال هجمات مسلحة أو بواسطة سيارات مفخخة، منطلقين من مناطق ريفية أو صحراوية قريبة من المدن التي تمت هزيمتهم فيها.
وقال مسؤول أمني عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الأمن عثرت على جثتي شابين من رعاة الأغنام مقتولين بحي القادسية شمالي تكريت، بالتزامن مع هجوم استهدف حاجز تفتيش عند مدخل مدينة تكريت، أسفر عن مقتل ثلاثة من أفراد الأمن، قبل أن يلوذ المهاجمون بالفرار، فيما سجلت اعتداء ثالثا على حاجز تفتيش أسفر عن مقتل عنصرين اثنين من "الحشد الشعبي" والعشائري في وادي حمرين بين كركوك وصلاح الدين، كما جرح آخرون بالهجوم نفسه، في وقت سجلت الفلوجة هجوما إرهابيا تمثل باختطاف مختار قرية السلامية جنوبي الفلوجة ومن ثم "قتله وحرق سيارته".
وأكد أن التنظيم يحاول من خلال أسلوب هجمات جديد استنزاف القوات العراقية، وإشاعة حالة عدم الاستقرار في المناطق الشمالية والغربية، غير أن القوات العراقية تباشر عقب كل هجوم عملية واسعة، وعادة ما تنجح في التوصل للمهاجمين.
خلال ذلك، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، الاثنين، عن اعتقال أحد الإرهابيين التابعين لتنظيم "داعش" جنوبي بغداد.
وحول الهجمات الأخيرة، قال الخبير بشؤون الجماعات الإرهابية سعدون خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "تفعيل الجهد الاستخباري وتعزيز التعاون بين المواطنين والقوات الأمنية هو السبيل الوحيد لوقفها".
وأضاف خليل أن التنظيم "سيحاول البقاء خلال هذا العام على أقل تقدير كخلايا خيطية تتستر بهويات وهيئات مختلفة، ليس شرطا داخل الصحراء، بل حتى في المدن، ويذوبون بين السكان، وهناك يجب أن يكون جهد استخباري تقوم به القوات العراقية لملاحقتهم وتفكيك خلاياهم، كون الصفحة العسكرية والمواجهة المباشرة انتهت".