وقال إسبر خلال مؤتمر صحافي في بروكسل قبيل اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، إن "تركيا تضعنا جميعًا في وضع رهيب" عبر عمليتها العسكرية في سورية.
وأضاف "أعتقد أن لا مبرر للتوغل" التركي في سورية. وأكد أنه يقع على عاتق الحلف الأطلسي حاليًا "العمل معًا لتعزيز شراكتنا معها وإعادتها إلى الاتجاه (الصحيح) لتعود حليف الماضي القوي الذي يمكن الاعتماد عليه".
ويتوقع أن تهيمن مسألة العملية العسكرية التركية في سورية على اجتماع الحلف الأطلسي الذي سيستمر ليومين، في وقت قال دبلوماسيون في المنظمة إنهم أجروا محادثات "صريحة" مع ممثلي أنقرة.
ودافع إسبر بدوره عن قرار الولايات المتحدة سحب القوات الأميركية من شمالي سورية، ما ترك المجال مفتوحًا لتركيا لتنفيذ عمليتها.
وقال إن "القرار الأميركي بسحب أقل من 50 جنديًا من منطقة الهجوم اتُّخذ بعدما بات جليًا بالنسبة لنا أن الرئيس (التركي رجب طيب) أردوغان قرر (تنفيذ العملية) عبر الحدود".
وأضاف "لم أكن لأضع أقل من 50 جنديًا أميركيًا وسط جيش تركي يضم أكثر من 15 ألف عنصر مسبوقين بمليشيا تركية وأعرّض حياة هؤلاء الجنود للخطر". وأكد كذلك أنه ما كان ليبدأ "معركة مع حليف في الحلف الأطلسي".
وأقر الوزير الأميركي "بوجود بعض الانتقادات" للانسحاب الأميركي، لكنه أشار إلى أن "لا أحد عرض بعد بديلاً أفضل لما قامت به الولايات المتحدة. نحاول الحفاظ على آفاق استراتيجية للغاية".
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأربعاء، أن تركيا أبلغت الولايات المتحدة أن وقف إطلاق النار في شمالي سورية سيكون دائماً، مشيراً إلى أنه طلب من وزير المالية رفع العقوبات الأميركية المفروضة على أنقرة.
وبشأن انسحاب القوات الأميركية من سورية، لفت الرئيس الأميركي إلى أن "قوة أميركية محدودة العدد ستبقى في محيط مناطق آبار النفط في شمال سورية"، قائلاً إن على دول المنطقة مساعدة تركيا وسورية في حفظ أمنهما على الحدود.
وفي وقت سابق، أول من أمس الثلاثاء، استضافت مدينة سوتشي قمة تركية روسية انتهت بالتوصل لاتفاق حول انسحاب الوحدات الكردية بأسلحتها من الحدود مع تركيا إلى مسافة 30 كم خلال 150 ساعة.
وتلا وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو البيان المشترك الذي جاء فيه أن الشرطة العسكرية الروسية ستُخرج عناصر المليشيات الكردية وأسلحتها حتى مسافة 30 كم من الحدود التركية.
وأضاف البيان أن جميع عناصر تنظيم "الوحدات" مع أسلحتهم سيتم إخراجهم من منطقتي منبج وتل رفعت بريف محافظة حلب.
وأشار إلى أن الجيشين التركي والروسي سيبدآن تسيير دوريات مشتركة بعمق 10 كم بشرق وغرب منطقة العمليات التركية في شمال شرقي سورية.
وأكد أنه سيتم الحفاظ على الوضع الراهن في المنطقة الواقعة ضمن العملية التي تضم مدينتي تل أبيض ورأس العين.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات، شمالي سورية، ضد المليشيات الكردية، لإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
(فرانس برس، العربي الجديد)