الأسير الفلسطيني أحمد سعدات: متمسكون بمطالبنا وحتماً سننتصر

15 مايو 2017
سعدات مضرب عن الطعام منذ 11 يوماً (Getty)
+ الخط -
أكّد الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسير أحمد سعدات، تمسّك الأسرى بمطالبهم الجماعية وشرعية إضرابهم حتى تحقيقها، لافتاً إلى أن ظروف الأسرى بشكل عام مستقرة ومعنوياتهم عالية رغم الهبوط بالأوزان والتعب العام.

وشدد على أن إرادة المضربين هي من إرادة الشعب الفلسطيني التي لم تهزم ولن تهزم بصمودها وحتماً ستنتصر.

وأضاف سعدات، في تصريحات نقلتها محامية مؤسسة "الضمير" فرح بيادسة، اليوم الإثنين، أنه يستمد عزيمته من عزيمة الأسرى وصمودهم في وجه محاولات إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية كسر معنويات الأسرى المضربين وكسر حالة الالتفاف الجماهيري الشعبي في قضية الأسرى.

وكانت محامية مؤسسة "الضمير" فرح بيادسة قد تمكنت، أمس الأحد، من زيارة سعدات المضرب عن الطعام منذ 11 يوماً في سجن أوهليكدار، حيث حضر سعدات إلى الزيارة مكبل اليدين وبدا عليه التعب والإرهاق الشديد، كما يعاني من اصفرار في الوجه وهبوط حاد في الوزن فقد خسر من وزنه ما يقارب 10 كيلوغرامات، ليصل إلى 65 كيلوغراماً.



وأفاد سعدات بأن قوات مصلحة السجون الإسرائيلية نقلته يوم الخميس الماضي، برفقة 38 أسيرا من بينهم الأسرى (عباس السيد، حسن سلامة، عاهد أبو غلمة، نائل البرغوثي، محمد القيق، باسم خندقجي، محمد رمضان، ورامي الحلبي)، من عزل سجن عسقلان إلى عزل سجن أوهليكدار. وقامت خلال عملية النقل بمصادرة ملابسهم وأبقتهم بالزي الموحد الذي تفرضه عليهم مصلحة السجون.

والأسرى الذين جرى نقلهم مضربون عن الطعام منذ 11 يوماً ولا يتناولون سوى الماء، بعدما قامت قوات مصلحة السجون بمصادرة الملح منهم، هذا إضافة إلى 20 أسيراً آخرين كانوا موجودين من قبل في السجن نفسه ومضربين عن الطعام منذ 17 من الشهر الماضي.

ولفت سعدات إلى أن الأسرى المضربين في سجن أوهليكدار يعانون من سوء الرعاية الصحية، إذ اقتصرت الفحوصات الطبية على فحوصات الوزن والضغط دون فحص السكر، كما أن الظروف المعيشية في قسم 4 (المعبار) سيئة وصعبة وغير إنسانية وخاصة في ظل الحر الشديد، ويحتجز في كل غرفة 10 أسرى محرمين من كل الأدوات الحيوية من مواد نظافة ومن دون مراوح ولا يسمح لهم بالخروج إلى الفورة إلا ساعة واحدة يومياً.

وأضاف سعدات أن قوات مصلحة السجون تمارس سياسات عقابية بحق الأسرى المضربين عن الطعام بغرض إرهاقهم والنيل من عزيمتهم الصلبة، ومنها إخراج الأسرى إلى الساحات مكبلين وتعريضهم للشمس الحارة من الغرف أثناء المداهمات التفتيشية التي تتكرر مرتين يومياً.

كذلك فرضت مصلحة السجون، بحسب سعدات، عقوبات عديدة على الأسرى المضربين منها فرض غرامة مالية بقيمة 200 شيقل (عملة إسرائيلية) على كل مضرب عن الطعام، ومنعهم من الشراء من بقالة السجن "الكانتينا" وزيارة الأهالي لمدة شهرين، وذلك كله في محاولة لإرغامهم على فك الإضراب وإحباط عزيمتهم.


فيديو البرغوثي "مفبرك"


من جهة ثانية، أكد سعدات أن قوات مصلحة السجون الإسرائيلية حاولت أن تعرض عليه الفيديو الذي فبركه الإعلام الإسرائيلي بحق القائد مروان البرغوثي، ولكنه رفض مشاهدته باعتباره من منتوجات الاحتلال الفاسدة وحيلة من الحيل المستهلكة والبائسة لكسر معنويات الأسرى وصمودهم وكسر حالة التلاحم الشعبي والجماهيري مع الحركة الأسيرة ونضالاتها التي لا تنطلي عليهم.

وشدد سعدات على أهمية وضرورة الحذر من هذه الألاعيب والإشاعات من مختلف الجهات والأشكال، خصوصاً من مصلحة السجون والدوائر الحكومية الإسرائيلية التي تتناول فك الأسير مروان البرغوثي إضرابه، مؤكداً ثقته أنها لم ولن تنطلي على أبناء الشعب الفلسطيني.

في غضون ذلك، قال سعدات إن "الأسرى المضربين رفضوا مقابلة مندوبي اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي حضروا يوم أمس، لزيارتهم بسب رفض مندوبي اللجنة الدولية الدخول إلى الأقسام والغرف التي يحتجزون فيها".

واعتبر سعدات أن هذا الموقف من اللجنة الدولية مرفوض ومدان ويستدعي المراجعة والمحاسبة لما ينطوي عليه من تنكر للمسؤوليات المناطة باللجنة الدولية ومندوبيها في حماية الأسرى وحقوقهم.

من جهتها، ثمنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في بيان نشرته في موقعها الإلكتروني، الصمود الأسطوري والموقف الثوري لأمينها العام أحمد سعدات، والذي يواصل إضرابه المفتوح عن الطعام، ويقدم مجدداً نموذجاً صلباً ووحدوياً حتى في أصعب الظروف.