وكان بيان للحزب أصدره إثر انعقاد الدورة 18 للجنته المركزية اقترح الرحوي لهذا الموعد، بينما كان الاتجاه الغالب يسير نحو التجديد لمرشح الجبهة السابق، حمة الهمامي، الذي جاء ثالثا بعد الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي وسلفه منصف المرزوقي في انتخابات 2014، وهو حاليا الناطق الرسمي باسم الجبهة، وزعيم حزب "العمال" أحد المكونات الأخرى للجبهة التي تضم عددا من الأحزاب اليسارية والقومية.
ورغم إعلان "الوطد" عن تمسكه "بالجبهة الشعبية إطارا سياسيا لتحقيق أهداف المسار الثوري وعزمها على المساهمة في مأسستها وتجديد هياكلها وتطوير أدائها وتكريس الديمقراطية داخل مختلف هياكلها والتداول على تسيير هيآتها القيادية"، فإن هذا الإعلان أثار حفيظة بعض قياداته، حيث اعتبر الهمامي أنّ اقتراح الرحوي مرشحا للانتخابات الرئاسية وإعلان ذلك للعموم كان مفاجئا ومخالفا للتوجه العام داخل "الجبهة الشعبية".
وأوضح الهمامي، في تصريح لوكالة تونس أفريقيا للأنباء، أنّ التوجه العام داخل "الجبهة الشعبيّة" يفرض طرح كافة الترشّحات على المجلس المركزي للجبهة للبت فيها ومن ثمّ الإعلان عن مرشحها للعموم بصفة رسمية.
ولفت إلى أنّ ما قام به الحزب "سلوك غير سليم وعمليّة استباقيّة لا موجب لها"، مشيرا في الآن نفسه إلى أنّ الأمر سيحسم في نهاية المطاف داخل المجلس المركزي للجبهة التي ستختار مرشّحا وتعلن عنه للعموم بصفة رسميّة.
Facebook Post |
من جهته، قال القيادي في "الجبهة الشعبية"، زهير حمدي في تصريح لـ"العربي الجديد" إن الجبهة لم ترشح الرحوي للرئاسيات بل إن هناك نقاشات داخلية حول مرشح "الجبهة الشعبية" للرئاسيات ولاختيار مرشحي الانتخابات التشريعية، وبالتالي لا يزال هناك نقاش داخل الجبهة ولم يحسم القرار بعد، مبينا أنه تم اقتراح تقديم الترشحات للمجلس المركزي، والذي سيتولى البت في مرشح وحيد للجبهة والرحوي هو أحد المرشحين على غرار الهمامي أو أي شخص أخر سيقدم ترشحه.
وبين أن عدة ترشحات ستقدم وفي النهاية سيتم اختيار مرشح وحيد وهذا الأمر لا يزال قيد النقاش والتدارس، مؤكدا أن إصدار البعض لخبر اختيار الرحوي كمرشح لا مبرر له الآن، لأن الترشحات داخلية والأجدر ألا يتم الإعلان عنها منذ الآن.