ألمانيا تحتفل اليوم بذكرى الوحدة على وقع صعود اليمين

03 أكتوبر 2016
عدد من المسؤولين الألمان دعوا للتصدي لحركة "بيغيدا"(آدم بيري/Getty)
+ الخط -

تستضيف مدينة دريسدن، عاصمة ولاية سكسونيا، ومعقل حركة "بيغيدا" واليمين المتطرف، اليوم الإثنين، الاحتفالات المركزية لمناسبة مرور 26 عاماً على الوحدة الألمانية، تحت شعار "بناء الجسور" الذي أطلقه رئيس وزراء الولاية، ستانيسلاف تليش، خلال افتتاح المهرجانات الخاصة بالمناسبة أول من أمس السبت. 

وأعلن تليش أن دريسدن أرادت أن تبقي أبوابها مفتوحة لمواصلة العمل على الوحدة الداخلية الألمانية، إذ من المتوقع أن يزور المدينة 750 ألف شخص خلال الأيام الثلاثة المخصصة للاحتفالات، بمشاركة ودعم المؤسسات والجمعيات والاتحادات في ألمانيا. 

في غضون ذلك، عززت الشرطة حضورها الأمني واتخذت تدابير استثنائية في المدينة، بعدما شهدت الأسبوع الماضي عددا من الاعتداءات، بينها تفجيران بدائيان طاولا مسجدا ومركزا للمؤتمرات، إضافة إلى إحراق ثلاث سيارات للشرطة ليل السبت/ الأحد. 

وتشتبه الأجهزة الأمنية بأن يكون اليمين المتطرف يقف وراء هذه الاعتداءات، وأعلنت أنها استعانت بـ2600 ضابط من الوحدات الخاصة وعناصر النخبة، للحفاظ على الأمن في ضواحي المدينة، خصوصاً أن حركة "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب" (بيغيدا) تنظم تظاهرة بالمناسبة أيضاً، فضلا عن توفير الأمن للمسؤولين المشاركين في الاحتفال الرسمي اليوم، وفي مقدمتهم الرئيس الألماني، يواخيم غاوك، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. 

وفي هذا السياق، دعا عدد من المسؤولين الألمان للتصدي لحركة "بيغيدا"، إذ قال رئيس كتلة "الحزب الاشتراكي الديمقراطي"، توماس أوبرمان، في حديث صحافي، أمس الأحد، إنه "يجب الوقوف بحزم ضد هؤلاء الغوغائيين وحاملي شعارات الكراهية، والتصدي لنشاطاتهم وسياستهم التحريضية، لا سيما في يوم الوحدة الألمانية، لأنهم لا يسيئون فقط إلى الساسة، إنما إلى ألمانيا كبلد".

بدوره، شدد الأمين العام لـ"الحزب المسيحي الديمقراطي" في الولاية على أنه "لن يسمح بجعل هذا اليوم يوما للتفرقة والشقاق من قبل مجموعة متظاهرين يمينيين متطرفين"

ودعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، نهاية الأسبوع، في رسالة مسجلة بمناسبة يوم الوحدة، "أبناء الشعب للدفاع عن شعار الحرية: "نحن الشعب"، الذي يحاول اليمين المتطرف استغلاله واحتكاره، وهم الذين يعتقدون أن حقوقهم مهدورة". وشددت على "ضرورة مقاومة أصحاب هذا التوجه"، قبل أن تثني على التوجهات العامة وتعامل حكومة ولاية سكسونيا مع مثل هذه التيارات.

وأضافت أنه "على من يعتقد أن لديه مشاكل لا علم لأهل السياسة والمجتمع بها فليقدم الاقتراحات والحلول البناءة"، لافتة إلى أن "ألمانيا، وبعد 26 عاما على الوحدة، أنجزت وحققت الكثير من الأمور". ولم تغفل الإشارة إلى أعمال العنف المتزايدة والهجمات الناتجة عن الخوف من الأجانب في شرق البلاد، واصفة تلك التصرفات بـ"المخزية"



المساهمون